شكله الخبز هي إحدى أهم المشاكل التي يواجهها المواطن المصري في كل صباح عندما يبدأ يومه بالاستيقاظ في الصباح الباكر للخروج استعدادا للوقوف بطابور طويل من اجل الحصول على الخبز ليخوض معركة تتكرر يوميا على أبواب المخابز، والتي يتسابق فيها الجميع للوقوف في أول الطابور والفوز برغيف الخبز قبل بدأ السيناريو اليومي من المشاجرات والمشادات بين المواطنين وصاحب المخبز. خرجت "شبكة الإعلام العربية (محيط)" في جولة بين مخابز الغربية للوقوف على ما يعانيه المواطن أثناء حصوله على الخبز.
فيقول «محمد الشناوي» أحد المواطنين الواقفين في الطابور أمام أحد أفران أن المخبز لم يخلوا من الوساطة والمحسوبية فبالرغم من أنى أقف في طابور طويل منتظر دوري إلى أن هناك من يتقدمني ويدخل بدون وجه حق ولا يكون أمامي سوى السكوت والامتثال للأمر الواقع أو الدفع للعامل بداخل المخبز كما يفعل غيري.
ويؤكد إبراهيم مراد على كلامه بأن هناك عملية فرز للخبز تتم بالداخل بحيث يقوم العمال وصاحب المخبز بتجميع الخبز ذات الجودة العالية لأنفسهم ولأقاربهم ومعارفهم والخبز الأقل كفاءة هو ما يقوموا ببيعه وبعد طول انتظار وعناء يكون الخبز غير جيد بالإضافة لرداءة نوع الدقيق المستخدم.
وطالب «محمد ناصف» دكتور بجامعة طنطا من المسئولين عن المخابز بطنطا مراقبه أكشاك العيش حيث يقوم المسئول عن بيع العيش المدعم ببيعه للتجار فقط ولا يبيع لأحد من الأهالي إلا بصعوبة ويقوم بسب من يعترض على سلوكه وطبعا التاجر يأخذ الرغيف ب 5 قروش ويبيع ال 8 أرغفة بجنيه.
وإذا وقفت في طابور العيش ممكن تقف ساعتين أو أكثر ما تعرفش تأخد حتى بجنيه لأن الطابور معظمه من التجار وكل تاجر معاه 3 أو 4 من معاونيه وبيأخدو أشوله كاملة من العيش بمساعده اللي بيبيع لأنه عارفهم كويس وطبعا لازم يكون بيستفيد كويس.
وقالت "أميرة الحبالي، 34 سنة"، ربة منزل، "إننا نعانى معاناة شديدة في الفترة الأخيرة من أجل الحصول على رغيف الخبز المدعم نتيجة الزحام الشديد وتكدس المواطنين أمام المخابز ومنافذ التوزيع، واضطرارنا للوقوف في الطوابير لمدة تصل لأكثر من 4 ساعات للحصول عليه، إلى جانب معاناة المواطنين من سوء جودة رغيف الخبز الذين يحصلون عليه بعد هذه المعاناة، وعدم مطابقته للمواصفات نتيجة لغياب الرقابة على المخابز من الأجهزة المختصة
ويذكر أن هناك أحد أصحاب المخابز رفض الحوار تماما معا- بل ومنعا أيضا من الحوار مع المواطنين واعترض في إبداء رأيهم فى الخبز وما يواجههم من مشاكل مهددهم بحرمان من يتحدث معنا من إعطائه خبز وطرده من أمام مخبزه، واصفا الصحفيين بأنهم هم أناس لا يريدون سوى الفوضى وإحداث المشاحنات والمشاكل بين المواطنين وخراب البيوت.
قال "حسام مراد، 52 سنة"، موظف، "أن المواطن العادي في المحلة الكبرى لا يستطيع الحصول علي الخبز، وذلك لقيام أصحاب الأفران بالتعامل مع البلطجية، وأصحاب المطاعم، وأصحاب المزارع، بعلم من مفتشي التموين، ومباحث التموين، مما يجعلنا نقوم بشراء رغيف الخبز من التجار بثلاث أضعاف ثمنه".
ووضح أيضا أنه إذا أردت أن تشترى العيش من الفرن بثمنه فعليك أن تأخذ يوم أجازة من العمل وتحمل سيف أو سنجه أو فرد ناري ومعك عدد من الرجال، معبرا عن غضبه واستيائه مما يراه بنفسه بقيام معظم مفتشي التموين وهم يحصلون علي كميات رهيبة من الخبز والمخصوص، وكذلك مباحث التموين وأيضا أصحاب النفوذ من العهد البائد من المحليات قائلا "ارحمونا لأن هذا يسئ للثورة وأهدافها وما قامت من أجله".
ويقول "محمد إبراهيم" أثناء وقفه في طابور أمام فرن بمنشيه البكري بالمحلة الكبرى "أن النساء اللائي يعملن بمنافذ بيع الخبز تأخذ كل واحده منهن مالا يقل عن 200 رغيف يوميا، وتقوم ببيعها إلى المطاعم بسعر أغلى، كما يقوم المسئول عن المنافذ بأخذ كمية من الخبز وبيعها لأصحاب المزارع، وأن هناك تواطؤ من مفتشي التموين والمشرفين على المخابز لتركهم المخابز ببيع وتهريب أجوالة الدقيق من المخبز وبيعها بسعر 100جنيها للجوال و يتم خبز أقل من ربع الحصة وإننا نقف من قبل الفجر أمام المخابز، ولا نحصل على الخبز اللازم لنا والحكم على المواطنين بالحصول على خبز بخمسين قرش فقط ولا يسمح لهم بالعودة مرة أخرى للشراء وعندما نشكوهم لمفتشي التموين نراهم أسوا حالا فهم يأخذون كفايتهم من الخبز ويشربون الحاجة الساقعة واللي فيه النصيب ويمشوا".
مشيرا أن هذا يتم على مرأى ومسمع مفتشي التموين قائلا (الأسبوع الماضي كنت وافقا في أحد المخابز لأشترى عيش فسمعت صاحب الفرن يقول لمفتش التموين أن زميلك – مفتيش تموين أخر- يريد ب 10 جنيهات خبز يوميا بدون مقابل وقبلها كان قد طلب منى – خروف – ليذبحه.. ففي منته البساطة قال له وهو يضحك أعطى له ما يريد "هو أنت خسران حاجه.. ما هو إحنا مظبتينك) في الوقت الذي فيه عشرات الناس أمام الشباك المخبز لا حول ولا قوة لهم إلا الله .
مبيننا أن الدولة تضخ مليارات الجنيهات لدعم رغيف العيش ورغم ذلك لا يستفاد منه مستحقه فهذا شئ حرام لأن السادة أصحاب المخابز يقومون بتوزيع العيش على التجار لبيعه في "السوق السوداء ال 8 أرغفة بجنية أو إلى أصحاب المواشي "ولو صاحب الفرن مربى مواشي فتكون معظم حصة الدقيق للمواشي الخاصة بسيادته. مواد متعلقة: 1. محيط ترصد فرحة الأطفال وبشر المصلين في صلاة العيد 2. كاميرا محيط ترصد منطقة القصر الجمهورى 3. الالبوم .. كاميرا محيط ترصد انتخابات الكنيسة الارثوذكسية