ما يحدث في مصر الآن.. لا يرضي الله ورسوله.. ويجعلنا نضع أيدينا فوق قلوبنا من التوابع والنتائج المرعبة التي نتوقعها.. ما يحدث يدفعنا إلي التساؤل: إلي متي سنترك الشارع في هذه الفوضي وتلك الفتنة؟ وما هو الحل؟ * * * الثورة السلمية اندلعت.. فرحنا النظام السابق سقط.. قلنا القادم حتماً أفضل رموزه أطيح بهم ثم دخلوا السجن.. زال اليأس من قلوبنا وأيقنا أن قضاءنا العادل لن يترك فاسداً الغياب الأمني حدث.. طلبنا محاسبة المتسببين فيه وفي حالة البلطجة التي صاحبته. وجدنا مطالب فئوية.. القليل منها منطقي وأكثرها غير مبرر سكتنا واعتبرنا ذلك من التوابع الطبيعية للثورة. حدث تطاول وسب وقذف وتخوين للكثيرين ظلماً وعدواناً.. قلنا أن الزمن كفيل بأن يعدل كفتي الميزان وتتضح الحقائق * * * كل هذا وأكثر منه تحملناه وعلي أمل أن تعود الحياة إلي طبيعتها وتدور عجلة الإنتاج ونعوض ما خسرناه وننطلق من جديد بشكل أفضل مما كنا عليه. لكن.. فجأة ازاح المتطرفون من سلفيين وإخوان وغيرهم شباب الثورة من المشهد وركبوا الشارع بالطول والعرض وفرضوا كلمتهم علي الحكومة.. قال يعني البلد ناقصة الفتنة الطائفية. واعترضوا علي وزراء وتم تغييرهم دون نقاش. واعترضوا علي محافظين.. ووصل اعتراضهم إلي حد البلطجة حيث قطعوا الطرق البرية ومنعوا القطارات وعبثوا في قضبانها واجبروا الموظفين علي عدم العمل.. ومع ذلك تمت الاستجابة لما أرادوا. كرروا قطع الطريق الذي اتبعوه بقنا في أسيوط واستجيب لطلبهم أيضاً. هدموا الأضرحة ونفذوا الحدود بأيديهم.. وأخيراً احتلوا المساجد.. والحكومة صامتة وكأنها تؤيد ذلك. * * * لقد أصبحت المواجهة الآن علنية وسافرة وبها تحدي للدولة. أنزلوا خطيب وزارة الأوقاف من فوق منبر مسجد النور تحت تحديد السلاح وسيطروا علي الميكروفون والمسجد.. ولم يتدخل أحد لمنع هذه المهزلة رغم تكرارها ثلاث "جُمع". خرجوا في مظاهرات حاشدة واحتلوا الشارع أمام الكاتدرائية بالعباسية مطالبين باسترداد كاميليا شحاته!! ولا أدري.. من هي كاميليا شحاته هذه حتي يحدث من أجلها ما يحدث أو "تولع" البلد بسببها؟ ومن أنتم حتي تطالبوا بها؟ من أعطاكم هذا الحق؟ أليس لها أهل هم أحق بذلك منكم؟ أم أن المسألة بلطجة وذراع وفرد عضلات؟ * * * بالأمس.. تم ضرب كرسي في الكلوب.. خناقات في مدينة السلام وميدان التحرير ترفض احتفالات عيد العمال وتمنع الغناء رغم انه كان عنصراً أساسياً خلال الثورة وتطالب بإقالة رئيس الحكومة. ومظاهرات أمام ماسبيرو تطالب بعدم محاكمة الرئيس السابق وبالإفراج عنه. المشهد الآن يفرض سؤالين: * ما هو الموقف إذا زادت أعداد المطالبين بالإفراج عن مبارك أمام ماسبيرو وفي ميدان مصطفي محمود. ونزل المؤيدون لمحاكمته ميدان التحرير؟ هل نشهد موقعة جديدة وضحايا آخرين؟ * وما هو الموقف- بهذا الشكل- خلال الانتخابات البرلمانية إذا استمر الانفلات وطغي التطرف؟ البلد تحتاج إلي "شدة" أكثر.. وإلي "رئيس".. وإلي فرض القانون وهيبة الدولة. التراخِي أمام المظاهرات يجلب مزيداً من الانفلات.. وأرجو ان تتنبهوا جيداً لما قاله أحد شيوخ السلفيين أمس الأول في برنامج العاشرة مساءً عندما قال عن مظاهرتهم أمام الكاتدرائية: أنتم سمحتم بالتظاهر.. فلماذا تعترضون عليه الآن؟! سؤال وجيه ويحتاج إجابة أوجه بمنع المظاهرات أو تقنينها أو قصرها علي أماكن بعينها.. أرجوكم.