هناك كثير من الأوهام التي تتردد حول الالتهاب الكبدي الفيروس "سي" منها انه ينتقل عن طريق التعامل البسيط مع المريض. بينما يؤكد د.أحمد شوقي استاذ الكبد ورئيس أقسام الباطنة بكلية الطب جامعة عين شمس أنه لا ينتقل إلا عن طريق الدم وبالتالي فإنه يمكن أن ينتقل عن طريق أمواس الحلاقة أو أي آلة حادة ملوثة. قال ان 10 - 20% من السكان في مصر مصابون بالمرض. أي نحو 9 - 15 مليون مواطن وقد يؤدي الالتهاب الفيروسي إلي حدوث تليف أو أورام بالكبد في نسبة لا تتجاوز 5% من المصابين وبعد فترة زمنية لا تقل عن 15 - 20 سنة. أضاف أن علاج هذا المرض إلي الآن يعتمد علي عقار الانترفيرون الذي يؤخذ بالحقن تحت الجلد كل أسبوع. أقراص الريبافيرين ولكن للأسف فإن هذا العلاج لا يمكن أعطاؤه لكل المرضي فنسبة كبيرة منهم غير لائقين لهذا العلاج مثل مرضي الغدة الدرقية والذين يعانون من نقص في الصفائح الدموية أو الذين يعانون من أمراض نفسية وحتي اذا كان المريض موهلاً للعلاج فإن نسبة غير قليلة تحدث لها مضاعفات تستدعي وقف العلاج وحتي إذا كان المريض محولا للعلاج ولم يعان من مضاعفات تستدعي وقف تعاطي الدواء فإن نسبة النجاح في النوع الرابع من فيروس "سي" الذي يصيب المصريين تتراوح بين 50 - 60% في أحسن الظروف ومما سبق يتضح أن العلاج المعروف الآن ليس بالعلاج المثالي. ولذا كانت الحاجة ماسة لإيجاد علاج أكثر فاعلية وبآثار جانبية أقل. أوضح أن الأبحاث العلمية توصلت إلي إيجاد مجموعة من العقاقير التي تؤخذ عن طريق الفم وتهاجم الفيروس بشكل مباشر "DAAD" وهذه المجموعة يمكن استخدامها بالاضافة إلي الانترفيرون والريبافيرين وترفع نسبة الاستجابة إلي فوق 80% ولكن ما المثير للاهتمام هو ماتم تداوله في المؤتمر الأخير للجمعية الامريكية لدراسة أمراض الكبد "AASLD" حيث ظهر عقار السوفوزبوفيز "SOFOSBUVIR" حيث ان استعمالهما معاً يؤدي إلي نسبة شفاء تقترب من 100% وهناك ايضا الداكلاتسفير والاسونافيز ويعطون نسبة نجاح قريبة من 100% وهذا يحمل الأمل للمرضي في المستقبل القريب. ولكن علي الجانب الآخر فإن هذه العقاقير مرتفعة الثمن بشكل باهظ ويقلل من التكلفة أن فترة العلاج بها قصيرة ولا تتجاوز 12 أسبوعاً بينما علاج الانترفيرون والريبافيرين يمتد العلاج بهما لعام كامل وايضا مكلف ولكن من المتوقع أن أثمان هذه العقاقير سوف تنخفض تدريجياً بعد استعمالها في الأسواق ويمكن عن طريق اجراء مفاوضات مع الشركات المنتجه للحصول علي تخفيض في أسعارها. نصح المرضي بالالتزام بالعلاج المتوفر حالياً وهو الأنترفيرون والريبا فيرسين قال المؤتمر الأخير الذي عقد في مدينة ليدز ببريطانيا مؤخرا اهتم بشدة موضوع زرع الكبد لعلاج الحالات المتقدمة من تليف وأورام الكبد وأوضح أن نقل الكبد يجب أن يتم في مرحلة سابقة لحدوث الانهيار الكامل لوظائف الكبد ورغم انهم يعتمدون بشكل أساسي علي أخذ الكبد من حالات الموت المخي سواء كان القلب نابضاً أو غير نابض فأنهم بدأوا في نقل الكبد من المتبرعين الأحياء شرط أن تربطه بالمريض صلة قرابة أو علاقة صداقة وتقوم الدولة بتعويضة عن فترة انقطاعه عن العمل أو أي خسائر مادية مترتبة عن تبرعه بجزء من كبده مع التحقق بالكامل عن عدم حصوله علي أي مقابل مادي جراء تبرعه. كما تطرق المؤتمر إلي المركبات المتوقع استعمالها في علاج الحالات المرضية وشدد علي أنه يجب التأني في وصف هذه الأدوية حتي يتم استعمالها علي نطاق أوسع فتظهر بعض الآثار التي لا يمكن توقع حدوثها في الحالات القليلة التي تطلبها الجهات المنوط بها التصريح باستعمال الأدوية.