عاد الهدوء الحذر الليلة الماضية إلي المدينة الجامعية بالأزهر بعد ساعات من "الكر" و"الفر" واشتباكات بين الطلاب وقوات الأمن بعد مظاهرات دموية احتجاجاً علي إحالة عدد من الطلاب إلي لجان تأديب.. وأدت مظاهرات الغاضبين إلي إشعال مدرعة للشرطة وسيارة أمن مركزي. بالإضافة إلي 4 سيارات للموظفين وسيارة مدير أمن المدينة. وكذلك غرفة الأمن. ردد المتجمعون هتافات بما اسموه عودة الشرعية وتطهير الجامعة والداخلية رافضين ما قامت به قوات الداخلية بالجامعة باحتجاز بعض زملائهم- علي حد قولهم. كانت قد سادت حالة من الهدوء الحذر أمس في كليات جامعة الأزهر بمدينة نصر بعد انتهاء المظاهرات وأعمال العنف التي قام بها الطلاب المنتمون لجماعة الإخوان التي قاموا فيها برشق المواطنين وأفراد الشرطة بالحجارة والمولوتوف. وأوضح مصدر أمني بالجامعة أن الطلاب المتظاهرين انسحبوا إلي خارج الجامعة ومن أمام المبني الإداري. كما انسحبت قوات الأمن من داخل الحرم الجامعي. كانت أحداث جامعة الأزهر قد تصاعدت بعد لجوء طلاب الجامعة للتظاهر والاحتجاج بحرق اطارات السيارات والأخشاب والاشتباك مع قوات الأمن في إطار مظاهرات الجامعة منذ أسابيع يقودها طلاب ينتمون لجماعة الإخوان لتعود الأجواء الملتهبة لمحيط جامعة الأزهر أمس بعد أن تجمع ما يقرب من 300 طالب يؤيدون تنظيم الإخوان أمام البوابة الرئيسية للجامعة بشارع صلاح سالم. ردد المتظاهرون الهتافات المناهضة لوزارة الداخلية والجيش وشيخ الأزهر والحكومة إلي حد استخدام العبارات المشينة التي تنال من رجال القوات المسلحة والشرطة في محاولة لاستفزاز قوات الأمن للاشتباك معهم. إلا أن القوات التزمت الهدوء وتحلت بضبط النفس. وقام طلاب "الإخوان" بقطع الطريق المؤدي إلي جهاز الأمن الوطني ورفعوا حدة الموقف إلي الذروة بقذف قوات الشرطة بالحجارة وقنابل المولوتوف التي كانت تقذف من داخل وخارج أسوار الجامعة محاولين اصابة جنوب وضباط الأمن المركزي وحرق سيارات الشرطة والمدرعات. أشعل طلاب الإخوان النيران في سيارة "لوري" أمن مركزي خاصة بنقل الجنود وميكروباص مخصص لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وسيارة تابعة للشرطة. بالإضافة لحرق سيارات تابعة لإحدي شركات البترول لتطول آثار التخريب الحرم الجامعي وتشتعل عدة سيارات لمواطنين كانت موجودة بالقرب من الجامعة. واجهت قوات الشرطة العنف الطلابي بقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وإعادتهم إلي داخل أسوار الجامعة لتسود حالة من الكر والفر وسط ذعر وهلع أصاب العاملين والمارة بشارع صلاح سالم والمناطق المحيطة بجامعة الأزهر. أعاد ظهور سيارات المطافئ الهدوء بعض الشيء بعد استخدامها خراطيم المياه لإطفاء الحرائق التي اشتعلت داخل الحرم الجامعي وبمباني الكليات والإدارات. كانت قوات الأمن قد تحركت إلي مقر الجامعة بناء علي طلب من الدكتور أسامة العبد رئيس الجامعة الذي ناشدهم للتدخل لإنقاذ أرواح العاملين والطلاب. ألقت أجهزة الأمن القبض علي 58 طالباً في الأحداث وقامت طالبات جامعة الأزهر بالتظاهر بالمدينة الجامعية ونددن بممارسة الشرطة ضد طلاب زملائهن ورددن الهتافات المعادية للشرطة والجيش ورفعن شارة رابعة وصوراً للرئيس المعزول محمد مرسي.