وزيرة الصحة لم تستوعب حتي الآن الدور الفعلي الذي يجب أن تقوم به في علاج المرضي غير القادرين أو حماية المصريين من الأمراض التي تسببها الفيروسات الكبدية وغيرها ومن النقص الصارخ في الأدوية الأساسية. من يصدق ان احصائيات الوزارة تؤكد ان 66% من حاملي فيروس "C" اصيبوا من جراء عيادات الأسنان سواء في العيادات الخاصة أو العامة في الوحدات الصحية والمستشفيات الحكومية بالاضافة إلي أن مراكز التجميل لم تخضع لأي رقابة للتفتيش علي الأدوات المستخدمة في جراحة التجميل للتأكد من جودة تعقيمها من عدمه. هل تبقي الوزيرة في المنصب وتتحكم في صحة 90 مليون مصري رغم الخبرة والمؤهلات التي لا تمكنها من التعرف علي طبيعة الأمراض التي يعاني منها الشعب المصري وليس في وسعها استيعاب الكم الهائل من المشاكل الصحية في مصر فهي غير قادرة علي حل مشكلة مريض تعرض للإهمال وأثناء محاولته العلاج في احد المستشفيات ولا يوجد أي انضباط في العمل داخل المستشفيات بالمحافظات النائية والأدوية غير متوفرة فكيف بها تتبني استراتيجية لعلاج المواطنين المصابين بالفيروسات الكبدية أو تستطيع رقابة عيادات الأسنان التي هي المنبع الأساسي للاصابة بالفيروسات الكبدية وكيف بها تتبني قضية العلاج علي نفقة الدولة؟ وكيف بها تتبني عمليات زرع الأعضاء. الوزيرة تشعر بالحرج لعدم قدرتها علي تحقيق أي نجاحات في وزارة الصحة ولم ترض طموحات المريض المصري خاصة بعد أن جاءوا بها في مكان لا تستطيع ان تؤدي فيه خاصة انها تؤكد للجميع انها اعتذرت اثناء تشكيل الحكومة الحالية عن تولي منصب وزير الصحة لكن فرضت عليها. في كل يوم تجد بالصحف اليومية أو الخاصة موضوعات تتناول مشاكل المرضي سواء في العلاج علي نفقة الدولة أو الحصول علي الانترفيرون أو وجود سرير عناية مركزة وكذلك نقص حضانات الاطفال المبتسرين بالاضافة إلي نقص الادوية الاساسية في الصيدليات فقد اجمع اصحاب الصيدليات ان هناك 200 صنف من الأدوية الأساسية غير متوفرة في الصيدليات رغم ان هذه الأدوية يحتاجها محدودو الدخل وغير القادرين. الوزيرة تسمع ولا تستجيب ولا تناقش القضايا الصحية الهامة التي هي عصب العمل في وزارة الصحة وكل ما تفعله زيارة المستشفيات حتي تؤكد انها متواجدة لكن جميع الزيارات لم تحقق الهدف المطلوب منها بل تشاهد المشاكل أمامها ولا تصدر قرارا فوريا لتغيير الأوضاع السيئة رغم ان المشاكل لا تحتاج إلي معجزات للحل. لقد زارت وزيرة الصحة مستشفيات سوهاج منذ 4 أيام وشاهدت العجائب في المستشفي العام وغيرها لكن ماذا فعلت لقد وقفت مكتوفة الأيدي الأدوية غير متوفرة والمرضي يفترشون الطرقات وغرف العمليات غير مؤهلة والكوادر الطبية غير متوفرة في الكثير من التخصصات وخاصة اطباء التخدير والجراحات المختلفة. هل تعلم الوزيرة مدي المعاناة التي يعاني منها المريض في صعيد مصر والمحافظات النائية والعلاج علي نفقة الدولة مجرد حبر علي ورق في المستشفيات والمريض لا يحصل علي الأدوية المطلوبة وكل ما يحصل عليه من قرار العلاج مجرد عينات دوائية. الوزيرة اكتفت بزيارة مستشفي سوهاج العام وأخميم المركزي والمستشفي القروي في نيدة ولم تجد أي امكانيات أو تجهيزات طبية.. ناهيك عن المستشفيات المركزية في القري والنجوع التابعة للمحافظة فهي خاوية علي عروشها ولا يوجد فيها ادني الخدمات الطبية حتي الوحدات الصحية التي انفقت الدولة عليها ملايين الجنيهات في تطويرها لا يوجد بها أدني الخدمات الصحية والأدوية غير متوفرة حتي خدمات تنظيم الأسرة يتم تحصيل ثمنها من المواطنين والامصال غير موجودة علي الاطلاق. لا اعتقد ان الوزيرة الحالية قد تغير من الأوضاع المتردية في وزارة الصحة ومستشفياتها فهي تعوق نجاح القوانين التي انتهت الوزارة من اعدادها وعلي سبيل المثال ان قانون التأمين الصحي لم ير النور حتي الآن رغم انها شكلت لجنة جديدة برئاستها. المواطن المصري لم يشعر بأي تحسن في الخدمات الصحية ويحتاج إلي من ينقذه ويأخذ بيده إلي بر الأمان بعد أن فقد الثقة في كل الحكومات السابقة والحالية وان التغيير لم يأت بجديد بل نسير علي نفس وتيرة الماضي الأليم ولقد صدق. المهندس هاني محمود وزير التنمية الادارية في تصريحه لأحدي الصحف القومية بأن الحكومة الحالية فشلت في التواصل الإعلامي مع المواطنين وان المواطن المصري لم يشعر بهذه الحكومة حتي الآن وهذه شهادة حق سوف يؤجر بها أمام الله يوم لا ينفع مال ولا بنون.