أنشيء المعهد القومي للكبد عام 1931 كواحد من أقدم المعاهد التعليمية التابعة للهيئة العامة للمستشفيات التعليمية التابعة لوزارة الصحة ويقوم بإجراء البحوث الإكلينيكية التطبيقية والفحوص المتطورة في مجال الأمراض المتوطنة مثل: البلهارسيا والطفيليات المعوية وأمراض الصدر والحساسية والفاشيولا وأمراض الكبد ورغم أنه المركز الوحيد في منطقة الشرق الأوسط المتخصص في مجال طب المناطق الحارة حيث اختارته منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة لإجراء البحوث والتجارب الإكلينيكية علي المركبات العلاجية المستحدثة في هذه المجال فإنه يعاني قائمة انتظار طويلة وطوابير من آلاف المرضي خاصة مرضي الفيروسات الكبدية. وهنا يؤكد الدكتور وحيد دوس عميد معهد الكبد القومي ورئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أن المسح الذي أجرته وزارة الصحة أثبت أن نحو 4% من الشعب المصري مصابون بفيروس بي النشط وهو ما يقدر ب3.2ملايين مواطن، مشيراً إلي تماثل 95% منهم للشفاء من المرض فيما يتعرض ال5% الباقون لالتهاب مزمن بالكبد، لافتاً إلي وجود تطعيمات مضادة ضد الفيروس متوافرة لدي الحملة القومية للتوعية بالفيروسات الكبدية، وعن علاج فيروس سي أكد دوس وجود بروتوكول علاجي تم إنشاؤه خصيصا لعلاج مرضي فيروس سي بالإنترفيرون وفقا لشروط محددة يجب أن تنطبق عليهم تتعلق بسن المريض وحالته الصحية خاصة من حيث تليف الكبد من عدمه موضحا أنه تم وضع ذلك البروتوكول من خلال 7 من كبار أساتذة الكبد في مصر وأن وزارة الصحة تتحمل نفقة علاج المصابين بالكامل دون استثناءات ويتم صرف العلاج من خلال 16 مركزاً للكبد بالقاهرة والمحافظات حيث تم علاج أكثر من 120 ألف مريض حتي الآن من فيروس سي الكبدي. يلاحظ أن التجول داخل أقسام المعهد يوضح ارتفاع عدد مصابي الأمراض والفيروسات الكبدية في مصر مما يوضح استمرار انتشار العدوي مما يشكل ضغطا هائلا علي الأطقم الطبية العاملة هناك، واتضح ذلك في كلمات اختصرها المرضي ل «الدستور» قائلين: هناك نقص في الأدوية والسرنجات بصيدلية المعهد خاصة الأدوية الحيوية التي يحتاجها المريض مما يضطر غالبيتنا إلي استكمال الأدوية من الصيدليات الخارجية علي نفقتنا الخاصة رغم تكلفتها الباهظة، وطالب المرضي بأن تكون قرارات العلاج علي نفقة الدولة غير محددة بقيمة مادية، لأن مريض الكبد يحتاج إلي إجراء تحاليل وشراء أدوية باهظة الثمن.