د.صلاح حسب الله نائب رئيس حزب المؤتمر أحد القيادات الحزبية والسياسية التي تتمتع بوجود رؤية وفكر.. لا يحب امساك العصا من المنتصف.. يعشق الكلام المحدد المصاحب للعمل والانجاز بعيداً عن التنظير والمنظرة. في هذا الحوار يتطرق د.صلاح حسب الله إلي العديد من القضايا المطروحة علي الساحة وفي مقدمتها الاستفتاء علي الدستور الجديد والدور المطلوب من الاحزاب في هذه المرحلة ورأيه في تهديدات الإخوان بعرقلة هذا الاستفتاء.. ولماذا لم تحسم لجنة الخمسين مواد النظام الانتخابي والتمييز الايجابي ورأيه في هذه المواد.. وماذا عن مستقبل جبهة الانقاذ.. وقضايا أخري كثيرة في هذا الحوار الساخن جداً. * في البداية.. كيف تنظر إلي الاستفتاء القادم علي مشروع التعديلات الدستورية أو لنقل الدستور الجديد؟ ** المرحلة القادمة من أخطر المراحل التي تمر بها مصر والتي يتبين فيها الخيط الأبيض من الأسود.. والاستفتاء هو التحدي الحقيقي قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فالموافقة علي الدستور تعني اعطاء "الختم" القانوني والرسمي لكل ما حدث في 30 يونيو حتي اليوم بما فيه من تولي المستشار عدلي منصور رئاسة الجمهورية مؤقتاً ثم خارطة الطريق وتولي حكومة د.حازم الببلاوي بالاضافة إلي ان هذه النتيجة بالموافقة سترد علي كل ادعاءات الغرب التي روجت في بداية الثورة ان ما حدث انقلاب لذا فإن الاستفتاء هو الذي سيخرس الجميع من المتاجرين في الداخل والخارج.. وهنا يأتي السؤال كيف نحشد الشعب لهذا اليوم.. كيف نحول يوم الاستفتاء إلي استنساخ ليوم ثورة 30 يونيو.. كيف نحوله إلي ثورة شعبية تعطي الختم القانوني للتأكيد أن ما حدث ثورة.. لذا أتمني أن تتجاوز نسبة الموافقين 75% من اجمالي عدد الأصوات المشاركة. وأتمني أن تكون نسبة الحضور غير مسبوقة في تاريخ الاستفتاءات. * كيف يحدث هذا؟! ** بكل أمانة وصدق لن يحدث هذا إلا إذا تحرك الجميع من أحزاب وسياسيين علي الأرض وخرجوا من المكاتب المغلقة.. لذا فأنا أري أن هذا الاستفتاء والحشد له هو بالونة الاختبار الحقيقية للجميع. خاصة للأحزاب لإظهار هل هي أحزاب حقيقية أم رخص وبالونات هواء.. هل سيكتفي قادتها بإصدار التصريحات والبيانات والتنظير والظهور في الفضائيات والحديث من المكاتب المكيفة أم ستنزل إلي الشارع تشرح للمواطنين مزايا الدستور وتدعوهم للحشد والمشاركة.. هل ستزايد الأحزاب وتكتفي بالشعوذة والدجل أم سيكون لها دور إيجابي علي الأرض.. وقبل أن نطالب الآخرين بدأنا بأنفسنا. حيث قررنا في حزب المؤتمر في اجتماع برئاسة السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ورئيس الحزب اعتماد خطة التحرك. حيث قررنا تدشين حملة "شارك" اليكترونياً ودعائياً. بالإضافة إلي عقد 10 مؤتمرات في 10 محافظات اعتباراً من 20 ديسمبر الحالي يحضر بعضها عمرو موسي رئيس لجنة الخمسين وستكون البداية في قنا تليها الأقصر وسوهاج ثم القاهرة والقليوبية والغربية والشرقية والمنوفية والاسكندرية والبحيرة.. سوف نجوب المحافظات لتوعية المواطنين بمزايا الدستور وأهمية المشاركة إلي جانب ذلك سيقوم شباب الحزب إلي جانب قيادتهم الحملة إلكترونياً سيقوم بتشكيل قوافل لطرق الأبواب لتعريف الناس بالدستور والحقوق المكتسبة للجميع في هذا الدستور وسيكون هذا الشباب مرتدياً تي شيرت حزب المؤتمر ونسخة مطبوعة مبسطة من الدستور تتضمن حقوق الفلاح والعامل وحق المواطن في الرعاية الصحية والعلاج علي نفقة الدولة وحق الأولاد في التعليم والرياضة وحقوق المرأة وما تضمنه باب الحريات والحقوق. وندرس أيضا القيام بحملة في القنوات الفضائية.. باختصار لقد أعلنا حالة الطوارئ في الحزب ونبهنا علي كوادرنا وأعضائنا أن الحكم علي قيادتهم ستكون بنتيجة المشاركة والتصويت ب"نعم" في المحافظات. وننتظر من الجميع التحرك بنفس الجدية والقوة بعيداً عن الحكومة ودورها في هذا المجال. تهديدات الإخوان * ولكن ألا تعتقد أن تهديدات الإخوان سواء بالمقاطعة أو بالدعوة إلي التصويت ب"لا" أو بالمظاهرات قد تفسد هذا اليوم أو تقلل من نسبة مشاركة المواطنين؟! ** لا أعتقد أنها سيكون لها أدني تأثير لسبب بسيط جداً هو أن مواطن اليوم أصبح شريكاً في صناعة المستقبل وحماية الوطن.. أصبح أكثر جرأة ولديه رغبة حقيقية في المشاركة. فهو يتحرك هنا وهناك رغم التهديدات بالأعمال الإرهابية. وأنا متأكد أن المواطن أصبح يدرك أن تهديدات الإخوان وجماعات الإرهاب فارغة من مضمونها وأن هدفها التخويف والرعب. وأنا متأكد أن أمثال هذه التسريبات لن تؤثر في خروج الشعب للاستفتاء.. أضف إلي هذا أن المتابع للموقف يري أن مظاهرات الإخوان لا تستطيع اليوم المرور في الشوارع. فالناس تتصدي لهم ومظاهراتهم أصبحت شبه معدومة في المحافظات وتتركز في القاهرة الكبري بأعداد محدودة في مناطق معينة وهم لن يستطيعوا الحشد للتصويت ب"لا" أو المقاطعة.. نحن أمام واقع حقيقي جديد.. جماهير ثورة 30 يونيو التي فرضت نفسها أمام الإخوان فهم في حالة خداع كاذب لأنفسهم تماماً مثلما توقعوا ألا تزيد أعداد الحشد في 30 يونيو علي 50 ألفاً أو 100 ألف علي الأكثر ففوجئوا بالملايين التي اعترف بها مرسي في احد التسريبات.. اطمئنوا ثورة 30 يونيو تحمي الاستفتاء وستقول "نعم" للدستور. وإذا كان السائح يقبل علي سيناء رغم التهديدات والأعمال الإرهابية فهل سيخاف المواطن من المشاركة في الاستفتاء.. أبداً لقد تخلي المواطن عن خوفه وأي محاولة لإفساد هذا اليوم لن تنجح. قنابل لجنة الخمسين * البعض يعيب علي لجنة الخمسين عدم تحديد النظام الانتخابي وترك الأمر للمشرع. وكذلك تحديد نسب التمييز الايجابي "الكوتة".. فما رأيك فيما قامت به اللجنة. وما رأيك في النظام الانتخابي الأمثل والتمييز الايجابي؟ ** لا أحد ينكر أنه كانت توجد قنابل موقوتة ونصوص ملتهبة تمثل مشكلة حقيقية داخل لجنة الخمسين التي نجحت بقيادة عمرو موسي وأعضاء اللجنة في تجاوزها بقدر كبير من التوافق مثل إلغاء مجلس الشوري وإلغاء نسبة ال 50% عمال وفلاحين.. أما فيما يتعلق بالنظام الانتخابي فقد كان هناك انقسام واضح فغالبية أعضاء اللجنة يميلون للنظام الفردي وبعض ممثلي الأحزاب وفي مقدمتهم د.محمد أبوالغار رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي ود.السيد البدوي رئيس حزب الوفد يميلون للقائمة. وأنا أعتقد أن لجنة الخمسين عندما تركت للمشرع حرية الاختيار ما بين الفردي أو المختلط أو القائمة ارادت نزع فتيل أزمة حقيقية كانت يمكن أن تؤدي لانسحاب قيادات الاحزاب التي لو وافقت علي النظام الفردي لفقد ثقة أعضائها وقيادات تلك الاحزاب. - القائمة وحرق مصر * ولكن ما رأيك في النظام الانتخابي الأنسب؟! ** قولاً واحداً.. الأفضل ي هذه المرحلة النظام الفردي.. المطالبون بالقائمة لايهمهم مصلحة الوطن يريدون حرق مصر.. القائمة في مصلحة التيار الاسلامي أو الذي يدعي أنه اسلامي.. الفردي يستأصل المتاجرين بالدين ويقلل فرص نجاحهم.. في القائمة تتسع الدوائر فمثلاً دائرة مثل قسم أول شبرا الخيمة تضم 3 دوائر وهذا في مصلحة الاخوان الذين توجد لهم كتل تصويتية صغيرة في دوائر واسعة يمكن تجميعها لصالح شخص واحد اما في حالة الدائرة الفردية الصغيرة فلا تأثير لهم.. نعم سيكون لهم أصوات أو لغيرهم ولكنها غير كافية لانجاحهم.. علاوة علي أن النظام الفردي هذا الاكثر ملاءمة للناخب المصري الذي يختار النائب الأكثر ارتباطاً بالدائرة أما في القائمة فهو لايعرف النائب الذي لاتربطه بالناخب روابط ويكون ولاؤه للحزب الذي وضعه علي القائمة وقد وجدنا في الانتخابات السابقة نوابا جاءوا بالقائمة لايعرفهم الناخبون ولا يعرفونه بعد نجاحهم.. ثم ان الاختيار في الفردي يكون بين اشخاص يعرف الناخب من هم وماهو ولاؤهم وتستطيع الفرز والتفرقة بينهم جيداً مما يسهل عملية الاختيار. التمييز الايجابي.. والكذب الابيض * وبالنسبة للتمييز الإيجابي وتحديد نسبة للمرأة والشباب والاقباط؟! ** انظر.. انا لا أؤمن بأن هناك تمييزا ايجابيا وآخر سلبيا.. التمييز تمييز.. أما الادعاء بغير ذلك فهو مثل القول بأن هذا الكلام من باب الكذب الابيض.. أنا مع الغاء التمييز والمساواة بين الجميع وهذا أحد أهم مطالب الثورة في العدالة الاجتماعية ثم هل افرزت تجربة تمييز العمال والفلاحين طوال السنوات الماضية تمثيلاً حقيقياً للعمال والفلاحين وهل اتت بممثلين حقيقيين لهم أم تسلل اللواءات السابقون ورجال الاعمال إلي المجالس النيابية من خلالها.. ثم لماذا نميز المرأة والشباب والاقباط.. لماذا نميز هؤلاء علي حساب مواطنيين آخرين.. ولماذا نختار للناخب بالوكالة ونقول له هؤلاء هم من يمثلونك لماذا لانفترض انه يوجد لدي الناخب قدر من الثقافة والوعي للاختيار والفرز وانتقاء ممثليه الحقيقيين المعبرين عنه.. ماذا لا نترك له المجال وقد يختار 2 عمال 1 و2 فلاحين أو أمرأتين أو شباباً أو اقباطاً أورجال أعمال أوغيرهم. شيزوفرنيا الإنقاذ * بمناسبة الانتخابات.. ما هو الوضع- وحزب المؤتمر عضو بجبهة الانقاذ- في حالة أخذ بالنظام الفردي.. هل ستشاركون بقائمة موحدة؟! ** بكل صراحة ووضوح هناك اشكالية حقيقية داخل جبهة الانقاذ.. هناك شيزوفرنيا تغلف أداء الجبهة فأحزاب اليسار مثل الكرامة والتحالف الشعبي تؤيد تكوين تحالف يساري أما الاحزاب الليبرالية فتري هي الاخري ان الافضل لها تكوين تحالف ليبرالي.. والوفد تارة يقول انه سيخوض الانتخابات منفرداً وتارة ضمن تحالف ليبرالي.. ورغم ذلك فانا أقول اننا في حزب المؤتمر لدي تعهداتنا بانه في حالة اتفاق الجبهة علي خوض الانتخابات بقائمة موحدة فنحن ملتزمون بذلك اما في حالة عدم الاتفاق فنحن سنقوم بتدشين تحالف انتخابي قوي يضم أكبر عدد من الاحزاب المدنية تجري مفاوضات معها حالياً ومن بينها المصريين الاحرار والحركة الوطنية واحزاب اخري لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة من خلال ذلك التحالف. مرحباً بالوطني الشريف * قلت الحركة الوطنية حزب أحمد شفيق وسمعت أنكم تضمون عدداً آخر من نواب الوطني السابقين.. ألا تخشون أن يؤثر ذلك عليكم؟ ** لا توجد لدينا عقدة نفسية في هذا المجال نحن نقيم كل شخص بما اقترفت يداه.. نحن ضد أي فساد أو متربح علي حساب المال العام.. نحن ضد تصنيف الناس بالانتماء "الوطني حرامي والتجمع شريف مثلا" عفواً أنا أعرف العديد من نواب الوطني مثال الشرف والنزاهة خدموا دوائرهم كما ينبغي بعضهم باع أرضه الزراعية وأملاكه للإنفاق علي الدائرة في حين ان هناك أناساً تربحوا وهم علي قيادة منابر المعارضة والأحزاب الكارتونية ومزايدتهم علي النظام.. كل إنسان بسيرته الذاتية وكل من قام بخدمة بلده ووطنه أهلاً وسهلاً أما الفاسد أيا كان انتماؤه الحزبي فلا وألف لا. حملة المباخر * في النهاية ماذا تخشي علي مصر؟ ** بكل أمانة أخشي عليها من حملة المباخر.. ففي كل مرحلة يوجد نوع من البشر حملة المباخر وحملة الحقيقة.. وحملة المباخر هؤلاء الذين ينافقون السلطة الحاكمة.. وقد رأيت عدداً من قادة الأحزاب والقوي السياسية الذين قاموا بعد ثورة 25 يناير بقيادة حملة المباخر ونافقوا المجلس بل وحاولوا تضليله.. نفس هؤلاء نافقوا محمد مرسي ونظام الإخوان واليوم يحاولون ركوب موجة تأييد الفريق أول عبدالفتاح السيسي وينسون أن ما يربط هذا الرجل بالمواطن رابط عاطفي وإنساني وأن الرجل يكره بشدة النفاق ويكفي أنه قال مؤخراً في مناورة "بدر 3" لا أريد أن أترشح للرئاسة لأنني لو فعلت لن أدع أحداً ينام من كثرة العمل وهذا القول رسالة تلقي العبء علي المواطن وتجعله شريكاً في صناعة الوطن والمستقبل والمرحلة القادمة لا تحتمل بصراحة وجود حملة المباخر هؤلاء نريد فقط حملة الحقيقة.