حفل أوركسترا القاهرة السيمفوني الذي قاده المايسترو التشيكي الزائر توماس كوتنيك وشارك فيه بالعزف المنفرد عازف الكورنو المصري عمرو ابوالنجا يعد من حفلات الموسم التي حظيت باقبال جماهيري يجعلنا نلقي الضوء علي فقراتها خاصة ان العازف المنفرد والآلة التي يعزف عليها نادرا ما نشاهدها خلال الموسم الموسيقي. العازف المنفرد عمرو أبوالنجا الذي يعزف علي آلة الكورنو يعد من العازفين المميزين تخرج من الكونسرفتوار واكمل تعليمه بالولايات المتحدةالأمريكية حتي حصل علي الدكتوراة وحاليا يعد عازف الكورنو الأساسي في السيمفوني وعضو هيئة التدريس بالكونسرفتوار. عزف لنا عمرو كونشرتو الكورنو والأوركسترا للمؤلف الألماني فرانز شتراوس "1822 1905" والذي يعد من أهم الأعمال التي كتبت لهذه الآلة حيث ان المؤلف كان من عازفي الكورنو الماهرين شارك بالعزف في معظم عروض المؤلف الألماني فاجنر كما ان له مؤلفات كثيرة في مجال التدريب وتعليم العزف علي هذه الآلة والعمل يتضمن صعوبات تكنيكية تحتاج إلي عازف ذات مهارة وخبرة وقد استطاع أبوالنجا ان يمتع الحاضرين بأداء جيد كما نجح في اظهار الجانب الغنائي الذي يتميز به هذا العمل الذي ينتمي لروماسية القرن التاسع عشر واطاره اللحني يميل احيانا للجانب الأوبرالي. الحفل جاء بعنوان "عائلة شتراوس" تضمن ثلاث مقطوعات كانت البداية السيمفونية السادسة لفرانز شوبرت "1797 1838" والذي لا ندري ما هي علاقته بالعائلة ثم جاء الكونشرتو لفرانز شتراوس والختام كان مع القصيد السيمفوني "دون جوان" للمؤلف الألماني ريتشارد شتراوس "1864 1949" والثاني ابن للأول ولكن هذا لا يعطي تبريرا للعنوان حيث وضعت سيمفونية شوبرت وكان من الممكن أن يتم اختيار مقطوعة ثالثة للابن أو للأب الذي لديه أعمال خفيفة تصلح للافتتاحية مثل رومانس أو فانتازيا علي أعمال شوبرت بدلا من السيمفونية التي ايضا خرج بها القائد عن التقاليد في الحفلات السيمفونية وبدأ بها بدلا من ان تكون في الختام أيضا العنوان أحدث إلتباس لدي الرواد حيث كان يجب أن يكتب عائلة شتراوس الألمانية لأن هذه التسمية تطلق علي أسرة شتراوس النمساوية اصحاب الفالسات الشهيرة وهم فعلا عائلة كبيرة. القصيد السيمفوني وإذا كان الكونشرتو من الأعمال التي استمتع فيها الجمهور فإن درة الحفل كان مقطوعة ريتشارد شتراوس الذي يعد من قمم الموسيقي الألمانية وأول مؤسسي المدرسة الحديثة ومن أعماله الشهيرة أوبرا سالومي وسيمفونية جبال الألب وأوبرا اليكترا وغيرها من الأعمال تعد من عيون التراث الموسيقي.. والقصيد السيمفوني الذي تم عزفهفي هذه الليلة استلهمه ريتشارد من قصة دون جوان للمؤلف المجري لينا الذي قدمه بشكل مختلف عن الاسطورة.. العمل بدأ في كتابته عام 1878 وقدم للمرة الأولي في شهر نوفمبر من عام 1989 بقيادته ولاقي نجاحا كبيرا.. والعمل يعد مناسبا للسيمفوني ويمثل تجربة جيدة له حيث يتطلب أوركسترا ضخما من الناحية العددية وبه توزيع أوركسترالي علي مستوي معقد.. وقد تم تقديم العمل بشكل طيب إلي حد ما خاصة انه من الأعمال المحببة لعشاق الموسيقي بما فيه من تصوير وأفكار موسيقية ادبية والحان ايقاعية حيث يعبر عن عدة صور وبه اللحن الدال الذي يعبر به عن دون جوان الذي نسمعه في بداية العمل ونتتبعه في أجزاء العمل المختلفة والتي تصور مغامرات دون جوان. أما سيمفونية شوبرت والتي تسمي بالقصيرة كتبها عام 1817 عندما كان يبلغ من العمر التاسعة عشر وتظهر فيها تأثره بالعديد من المؤلفين العظماء حيث نجد لمحات من موتسارت وبيتهوفن وروسيني ولكن بدون تقليد بل نجده يصهر كل هذه الأساليب في بوتقة ابداعه المميز.