قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن قرار الحكومة بطرد السفير التركي من القاهرة هو "تصعيد خطير" في العلاقات المتوترة بين البلدين منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي.. ذكرت الصحيفة أن الرئيس التركي عبدالله جول قال رداً علي القرار المصري "آمل أن تعود العلاقات قريباً مع مصر" وتابعت قائلة إن الحكومة التركية كانت تساند نظام "مرسي" بشكل كبير ووصفت عملية الإطاحة به ب"الانقلاب العسكري" وهو ما أثار غضب الحكومة المؤقتة. لتبدأ العلاقات بين البلدين في مرحلة جديدة من التوتر والتصعيد المستمر.. أشارت "واشنطن بوست" إلي أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انتقد قادة مصر الجدد واستنكر محاكمة أول رئيس مدني منتخب بتهم التحريض علي قتل المتظاهرين. ووصف ما يحدث في مصر ب"المأساة الانسانية". وصفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" القرارات التي اتخذتها الحكومة المصرية بتخفيض علاقاتها الدبلوماسية مع حكومة أنقرة ومطالبتها السفير التركي بمغادرة البلاد. بأنها تمثل التدهور "الأكثر خطورة" في مسار العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي. أوضحت أن التوتر في العلاقات بين البلدين كان موجودا طوال الفترات الماضية ولاسيما بعد أن استدعت القاهرة سفيرها في أنقرة في الخامس عشر من أغسطس الماضي للتشاور بعد انتقاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قيام الحكومة المصرية بفض اعتصامي "رابعة والنهضة" لمناصري مرسي. مشيرة إلي أنه منذ ذلك التاريخ تحديدا لم تطلب تركيا عودة السفير المصري إلي الأراضي التركية بل إنها أعلنت أنها لن تسمح له بدخول أراضيها.. وألمحت الشبكة إلي اختلاف شكل العلاقات بين البلدين منذ عام واحد فقط "فترة تولي مرسي للحكم في البلاد" حيث كانتا تتمتعان بعلاقات جيدة للغاية وربما تكون أكثر العلاقات الثنائية قربا وتوطيدا علي حد وصفها في منطقة الشرق الأوسط. غير أن التوتر أصبح يشوبها في الوقت الحالي علي الرغم من سعي الحكومة المصرية الحالية للإبقاء علي العلاقات الجيدة مع أنقرة. فإن تصريحات أردوغان "الحادة" واستمرار انتقاده للقاهرة لم تكن تبشر بأي خير من جانبه للإبقاء علي العلاقات الودية. أكد المحلل السياسي الروسي فتشلاف ماتوزوف أن تدخل تركيا في الشأن الداخلي السياسي المصري سواء في تصريحات كانت لرئيس الدولة أو رئيس الحكومة هو غير مسموح ولن يقبل به علي الاطلاق. ويمثل تحديا لجميع القوانين الدولية.. قال ماتوزوف إن مصر هي الدولة المهمة في الشرق الأوسط وزعيمة العالم العربي. مشددا علي ضرورة أن تحترم تركيا جيرانها. أوضح أن موقف مصر كان واضحاً تماما فهي دولة مستقلة وغير مقبول التدخل في الشئون الداخلية أو السياسية لها من قبل أي دولة كانت. مشيرا إلي أن الموقف التركي اعتمد علي تلك الطموحات وهي بناء الامبراطورية العثمانية الجديدة وهذه الفكرة وصلت إلي أذهان القيادة التركية وهم كانوا يعتبرون أن تركيا هي زعيمة العالم الإسلامي. اعتبر ماتوزوف أن من مصلحة تركيا حل الأزمة الدبلوماسية مع مصر. لافتا إلي أن أي دولة يجب أن تحترم جيرانها. فالعالم العربي يقع علي حدود تركيا. وأي رئيس دولة لا يفهم أهمية حماية العلاقات مع الدولة المجاورة لا يفهم شيئاً في السياسة. خصوصا تركيا لأنها ليست دولة عادية فهي عضو بحلف شمال الأطلسي.