يود المرء لو استطاع أن يلتقط الأنفاس ويكتب عن كثير مما يعانيه الإنسان المصري في أمور حياته اليومية. إلا أن الذين اتخذوا من شارة رابعة صنماً لهم يعبدونه يأبون علينا ذلك. ومن الأسف أن من اتخذوا من "رابعة" صنماً.. يتخذون من الإسلام شعاراً لهم في مفارقة تحمل الكثير في طياتها من التناقض والتضاد! لا شك أن هناك مقومات لعبادة الأصنام تجمع بين أهل قريش في الجاهلية والذين اتخذوا من رابعة شعاراً لهم هذه الأيام منها الفراغ.. وخواء العقول والمال السائل! بالنسبة للفراغ فقد كان أهل مكة يملكون من الوقت الكثير مما يجعلهم في حاجة لشغل هذا الفراغ بأي شئ حتي لو صنعوا صنما من الحجارة أو من العجوة فإن جاعوا حطموه أو أكلوه! أما الفراغ فإنه بسبب أنهم بلا زرعة ولا صنعة ولكن رحلة الشتاء إلي اليمن والصيف إلي الشام.. ومن كل قبيلة يكفي رجلاً أو أكثر ليشرف علي تجارتها.. أما الغطاريف السادة فيشغلون فراغهم أو جزءا منه بعبادة الأصنام.. وهم في ذلك يتشابهون مع ما نقصدهم من أهل زماننا حيث لا زرعة ولا صنعة.. ولكن اقتصاد يقوم علي التجارة والفهلوة فليصنعوا هم كذلك صنماً اسمه شارة رابعة يتعبدونها! عن المال السائل فالظروف تتشابه بين أهل قريش وأهل زماننا في الحالة الأولي ينهمر المال مدراراً من عائد رحلات الشام واليمن. وفي حالة أهل زماننا ينهمر المال أيضاً مدراراً من قطر وتركيا وبلاد تركب الرؤوس والهامات والقامات كذلك! وأما عن العامل الثالث : خواء العقول فحدث ولا حرج عن خواء عقول قريش.. وأما أهل زماننا فكيف ستطلب عقلاً ممن يخاصمون الثقافة ويعادون المرأة ويشجبون الفن ويرون كل ما يدور خارج عقولهم رجساً من عمل الشيطان. وربما أضيف جانباً آخر للتشابه وهو جانب نفسي في أن أهل مكة يعتبرون عبادة الأصنام حائط صد نفسياً ضد الأديان السماوية والوضعية التي تحاصرهم من الجنوب.. المسيحية في الحبشة ومن الشمال المسيحية لدي الرمان.. والمجوسية لدي الفرس. وأما أهل زماننا فيتمسكون بشارتهم كحائط ضد رياح الديمقراطية التي تهب عليها وحائط صد ضد انكشافهم وتعريتهم أمام الشعب! اخوتنا أصحاب الشارة.. شارة رابعة لن ندخل معكم في جدل سفسطائي ونقول إن الشارة ماسونية أو خلافه نقول لكم : اذا كنتم تتباكون علي الديمقراطية فالديمقراطية قادمة بكم أو بغيركم.. أما إذا كنتم تبكون علي فرصة ضاعت فتباكوا كما تشاءون يا من أبكيتم الشعب عاماً كاملاً .. تباكوا أنتم طوال العمر! الشعب المصري حطم الأصنام ولن يعبدها مرة اخري ولا يهمنا أو يخيل علينا أن يعبد أوباما.. أو الليدي أشتون تلك الشارة.. ونحن كشعب لن نحطم شارتكم.. أنتم من سيفعل ذلك في النهاية بل بأيديكم سوف تحطمونه أو تأكلون!