الإخوان يرفعون شعار "مش حنزهق".. بمعني أنهم سوف يستمرون في مظاهراتهم اليومية والاسبوعية. والتي ينظمونها في مناسبات معينة.. وهم يتصورون أنهم بذلك يمارسون ضغطا كبيرا لإعادة الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي إلي الحكم.. والافراج عن قياداتهم المحبوسة علي ذمة قضايا متعددة وإعادة السلطة اليهم أو إعادتهم إلي السلطة. والسؤال: هل هذا التصور الإخواني صحيح وقابل للتحقيق؟! وللإجابة علي هذا السؤال لابد أن نعرف حجم الجماعة وحجم القوي التي تقف في مواجهتها.. وبالمقارنة يمكن إن نقول أن تصورهم صحيح أو غير صحيح. الإخوان فصيل سياسي منظم ويضم في عضويته ما يقرب من 300 ألف مواطن حسب بعض الاحصائيات التي اذيعت من قبل.. ويستطيع الإخوان إلي جانب هؤلاء الأعضاء حشد عدد مماثل لمساندتهم في مظاهراتهم إما من تيارات إسلامية متعاطفة معهم وإما من بسطاء يغرونهم بالدين مرة وبالمساعدات العينية مرة أخري. وإما بمأجورين قادرين علي ممارسة العنف وقد تم ضبط عدد منهم في الهجوم علي جامعة الأزهر. والإخوان مدعومون سياسيا وماديا من الداخل والخارج.. من الداخل لديهم أعضاء منظمون يتحركون بسرعة ودقة وفقا للتعليمات الصادرة إليهم.. ومن الداخل أيضا هناك الكثيرون من الشخصيات العامة المتعاطفة معهم سرا وإن كانوا يظهرون في الإعلام علي عكس ذلك لكن بعض تصريحاتهم تفضحهم وهم من يطلق عليهم البعض وصف "الطابور الخامس". والدعم الخارجي للإخوان مصدره إما التنظيم الدولي الذي يمدهم بالمال وأحيانا بالرجال الذين ينفذون عمليات إرهابية هنا وهناك.. كذلك فإن هذا التنظيم يتولي عرض قضيتهم إعلاميا وسياسيا علي المستوي الدولي ويكسبون تعاطف بعض صانعي القرار في دول أوروبية وغير أوروبية. أيضا هناك دعم خارجي سياسي ومادي من الولاياتالمتحدةالأمريكية ومازال هذا الدعم مستمرا رغم تغير نغمة العداء لثورة 30 يونيو في مصر ومحاولة مد حبال الوصال معها.. بالإضافة إلي الدعم المنظور من دولة قطر. إذا وضعنا هذه القوي جميعها التي يتكئ عليها الإخوان والتي يتوهمون أنهم من خلالها سيحققون أهدافهم في كفة..فماذا سيكون في الكفة المقابلة لهم؟ الذين يقفون في مواجهة هذه القوي الإخوانية هم شعب مصر بكامله "90 مليون مواطن" رفضوا هذه الجماعة من خلال تجربة لم تستمر سوي عام كامل فقط اكتشفوا خلاله عجز هذه الجماعة عن حكم مصر حكما رشيدا.. يساند هذا الشعب جيش قوي وطني.. وشرطة تحولت من شرطة الحاكم إلي شرطة الشعب.. وقضاء مستقل نزيه.. وإعلام مدرك لدوره في كشف الأكاذيب التي تحاول التأثير علي الرأي العام. هل تستطيع جماعة مهما أوتيت من قوة أن تهزم شعبا متماسكاً ملتحما مع كل مؤسساته؟! الشعوب لا تنهزم ولا تنكسر إرادتها مهما كانت قوة الخصم. إذا كان شعار الجماعة "مش حنزهق".. فإن شعار الشعب هو "ونحن لكم بالمرصاد".