"سرقوا كل شيء إلا الدبابة" قالها صديقي بعفوية تعبيرا عن قيام رموز النظام السابق بسرقة كل شيء في البلد ما عدا مشهد واحد لم نره وهو أن نشاهد أحد رموز هذا النظام يقود "دبابة" في شوارع القاهرة. "إلا الدبابة" قالها صديقي بشكل ساخر.. نهبوا كل شيء.. الأموال والأراضي والعقارات والمصانع والشركات والأسهم حتي الشعب سلبوا منه حريته.. أفسدوا الحياة السياسية.. احتكروا السلطة وكادوا أن يورثوها. تأملت كثيرا فيما قاله صديقي فاكتشفت انه اشار ربما دون أن يقصد إلي "مربط الفرس" فالمؤسسة العسكرية هي الوحيدة التي لم تطلها منظومة الفساد التي استشرت خلال عهد مبارك.. بل يمكنني القول انه كان لا يرضيها ما آلت إليه البلاد خاصة خلال السنوات الأخيرة من عهد الرئيس المخلوع والمؤسسة العسكرية هي الوحيدة ايضا التي لولاها ما نجحت ثورة الخامس والعشرين من يناير. ان جيش مصر العظيم حين خرج من ثكناته يوم 28 يناير خرج لحماية الثورة وليس لحماية النظام وكانت "الدبابة" التي لم تسرق في عهد مبارك هي الوحيدة التي كان يشعر المتظاهرون أمامها بالأمان. تحية لجيش مصر العظيم.. الذي نجح في حماية الشعب المصري في الحرب وفي السلم.. بل وفي وقت الأزمات فالدور الذي قام به خلال ايام الثورة يستحق عليه جائزة نوبل لهذا العام ولينظر العالم إلي جيوش الثورات العربية الأخري ليدرك الفارق وسيعرف وقتها قيمة الدبابة المصرية التي لم ينجح النظام المخلوع في سرقتها والاستيلاء عليها والتنزه بها في شوارع القاهرة علي حد تعبير صديقي!