هذه ليست رحلة عودة بالطريق البري من الجزائر إلي مصر. مروراً بتونس وليبيا.. بل خيط عذاب ممتد أربعة آلاف كيلو متر. معظمها في الصحراء. وليس فيها من نسمة روح إلا في تونس "الخضراء". هذه الرحلة يرصدها فاروق عبدالله في كتابه الصادر مؤخراً عن هيئة الكتاب "آخر العائدين من بني هلال".. وقد مر بهذه التجربة حينما كان يعمل بمدينة جزائرية نائية. ثم شاءت ظروفه وتقاليد الحياة الاقتصادية الجزائرية حينذاك ألا يعود بعائد عمله من النقود إلي بلده. ولكن يستطيع ان يشتري به سلعاً. وبالتالي فقد اشتري أدوات كهربائية "غسالة وثلاجة" وغيرها. وشحنها في سيارته الخاصة عابراً كل هذه الحدود. ان يصور معاناة المواطن العربي علي حدود كل قطر من هذه الاقطار التي يقطعها اجدادنا علي ظهور الجمال والخيول من المشرق للمغرب. ولا احد يسألهم: إلي اين انتم ذاهبون؟! ولا ان جوازات سفركم؟ ولا تأشيرات دخولكم وخروجكم؟! فالكتاب وثيقة ادانة للتمزق العربي تحت مسميات الحدود وخلف الأسوار الشائكة لكل دويلة وقطر و"اقطاعية" عربية. ويرصد فاروق كذلك بعض العلاقات الانسانية ومعادن البشر وقت الشدة مع وصف للجغرافيا والتاريخ والطبيعة العربية عبر هذه الاقطار. وان تخللت لغته بعض التراكيب الجاهزة والمعدة مسبقاً مثل: في همة ونشاط. وسعادة ومرح وغيرها!! مع بعض الاخطاء اللغوية والنحوية القليلة.