نعم وألف نعم.. ما أحلي الانتصار.. وأجمل السعادة خاصة إذا جاءت من مصدر الفرحة وتاجر السعادة.. لتكون ليلة الأمس هي نفس الليالي التي سعدنا بها ثماني مرات عندما كان يفوز الأهلي ببطولة الأندية الأفريقية سواء كان ذلك من داخل بلادنا العزيزة.. أو نكون عائدين من خارجها حاملين اللقب والكأس الأفريقية. أعاد الأهلي بالأمس المصريين إلي ما حدث في تونس العام الماضي ومن قبله عام 2006 وغيرها من بلاد أفريقية أخري.. غير أن ليلة أمس ليست كأي ليلة.. لأنها ليست كأي بطولة.. ولأنها أيضا سنة ليست كأي سنة لكل المصريين.. لذا فعندما تخرج الجماهير إلي الشوارع تهتف باسم الأهلي ومن قبلهم من حضر المباراة في ملعب المقاولون معربين عن فرحتهم وسعادتهم بفوز تاجر السعادة ببطولة أفريقيا ومحتفظاً بكأسها إلي الأبد ومضيفاً لقباً ثامناً.. فإن ذلك يؤكد للقاصي والداني أن مصر بخير.. محفوظة من الله.. وأن أي ادعاء مخالف من الداخل أو الخارج هو مجرد كلام حسد وحقد والله وحده له بالمرصاد بدليل السعادة التي بدت في قلوب الأهلي وعلي وجوه كل المصريين بالنصر الغالي. هذه المقدمة كان لابد منها وبعد أن شاهد المصريون بالأمس فرسهم وسهمهم الأهلي وهو ينطلق في المباراة النهائية لبطولته الثامنة ويواجه فريقاً عنيداً وخصماً قوياً جاء من أقصي الجنوب إلي أقصي الشمال ليلقي حتفه وليتأكد أنه لعب أمام فرعون عملاق يصعب اجتيازه يصعب انزاله من منصة تتويجه ليس اليوم من زمن سبق بداية تواجد ناديه القادم من الجنوب. استحق الأهلي الفوز علي فريق أورلاندو بيريتس ليس بمجموع اللقائين ولكن في لقاء الحسم عندما لاعبه وتلاعب به كالقط والفأر في الشوط الثاني بعد منازلة كانت محسومة انتهت بإصابتين أفقدته التوازن وبعد أن استنفز جهده في الشوط الأول والأسد المصري يلاعبه بنفس أسلوبه وتركه يجري ويرمح إلي أن سقط جهده وخرجا بالتعادل السلبي في الشوط الأول الذي كان كفيلاً بفوز البطول الفرعوني.. ومع ذلك أراد الأسد ألا يخرج بالبطولة بفارق الأهداف.. الهدفان تأكيداً علي استحقاقه للبطولة من بعد نهاية دوري المجموعات التي تسيدها البطل. كانت مباراة الأمس هي أحد تألقات أبوتريكة في وضع بصمات البطولة.. كما حدث ذلك كثيراً أمام الصفاقسي وأمام غانا وبلاد كثيرة علي مستوي الأهلي والمنتخب.. وكانت مباراة الأمس احتفالاً بعيد ميلاد أحمد فتحي ليتألق ويمسك عصا المايسترو ويصول ويجول. وكانت المباراة هي تأكيد وترسيخ لقب وحش أفريقيا للعملاق شريف اكرامي حارس المرمي الذي أنقذ فرصة كانت من الممكن أن تغير اتجاه البطولة. ومع هؤلاء الثلاثة يأتي أفراد الفريق واحداً واحداً.. وعلي رأسهم قيادتهم ومدربهم محمد يوسف الرجل الطيب المتواضع الذي وضع في تحد لإثبات وجوده وتوكل علي الله فلم يخذله ومنحه اللقب الذي فاز به من قبل جوزيه وحسام البدري ومجموعة من الخواجات. ومن خلف كل هؤلاء أولاً إدارة واعية تملك خبرة تحقيق البطولات التي تخصصوا وحدهم في حصدها بقيادة حسن حمدي وكل مجلسه. ليأتي دور غاب كثيراً عن القلعة الحمراء وطالما كان المشارك الأول في صنع الانتصار وصنع الفرحة جاء بالأمس ليثبت أن حب الأهلي في دمهم ولن يستطيع أحد أن يخرجه من صدورهم مهما كانت الأحداث ليدركوا في النهاية أن الأهلي هو الأهم وهو الأبقي لهم. وأن الرياضة هي الوحيدة التي سوف تحفظ لهم شهرتهم وتواجدهم. مبروك للأهلي الذي وضع مع أبناء العم الزمالك بطل الكأس بصمة وأدخل شعور الاطمئنان لشعب مصر بأنها بخير وعلي الكرة المصرية بأنها قادمة وعلي المنتخب الوطني الذي سوف يكمل الثلاثية يوم 19 الجاري ليكون لمصر فريقان في كأس العالم للأندية.. والمنتخبات الوطنية.. أولاً وأخيراً بإذن الله.