علي بعد 35 كيلو من مدينة المنصورة انطلقت "المساء" إلي قرية عزبة إسكندر التابعة لمركز ومدينة المنصورةمسقط رأس الشهيد شريف سعد علي.. سلكنا طريقا ترابيا علي طول 3 كيلو مترات.. ومنذ أول لحظة لدخول القرية تشعر أنها سقطت من حسابات المسئولين فلا مدارس ولا طرق ولا صحة ولا خدمات. القرية خيم عليها الحزن تماما وتسمع صوت القرآن الكريم في الحي الذي تسكن فيه أسرة الشهيد ووسط طابور كبير من المعزين قدمت "المساء" واجب العزاء والتقت بزوجة الشهيد "ولاء مصطفي توفيق" 25 سنة حاصلة علي إعدادية ولها من الشهيد ابنة تدعي أسماء في الصف الرابع الابتدائي وعبدالرحمن أولي حضانة.. الطفلان لم تفارقهما الصرخات والدموع. قالت "ولاء": وكتاب الله كنت أشعر في هذا اليوم أنني سوف أودع زوجي بعدما تناول الإفطار وأثناء ركوبه الموتوسيكل للذهاب لعمله بمركز شرطة طلخا طلبت منه شراء الخبز عند عودته فقال: ربنا يسهل لو عدت. وانهارت ولاء وقالت: لن أرتاح إلا بعد غربلة هؤلاء القتلي المجرمين الإرهابيين الذين يتموا أولادي. تضيف والدته تحية السيد خليل 70 عاما فوجئت بخفير القرية مصطفي أبوتوفيق يطرق علي باب منزلنا 4 فجرا وشعرت بالخوف وأخبرني بأن ابني شريف تعبان وموجود بالمستشفي بطلخا وقمت علي الفور بالطرق علي باب أولادي حسني ووائل اللذين يقيمان معنا في الدورين الثاني والثالث وأخبرتهما بأن شقيقهما مريض فأسرعا بالذهاب للمستشفي وجلست أنتظر عودتهما. وانقبض قلبي بعد تأخرهما وبعد ساعات فوجئت بالآلاف من أبناء القرية يتواجدون أمام منزلنا ويضعون كراسي فقمت بالصراخ حينما علمت باستشهاد فلذة كبدي. أضافت: لن يهدأ بالي إلا بعد الانتقام من الإخوان الإرهابيين المجرمين. يضيف والده سعد علي إبراهيم السعيد محفظ قرآن كريم: خرجت من منزلي في الثامنة صباحا ثم تلقيت خبر استشهاد نجلي من أهالي القرية.. فقد كان شريف مثالا للخجل والأدب والاحترام ويخدم الصغير والكبير. تم تعيينه منذ 8 سنوات في بورسعيد ثم جاء للدقهلية لقدره منذ 3 سنوات. يضيف الشحات علي إبراهيم مهندس زراعي عم الشهيد: حضرت غسل ابن أخي وكان ملقي علي الأرض ووجدت فيه 4 طلقات في القلب والصدر والذراع ووجهه كله دم. أكد المهندس الشحات أنها رسالة تهديد من المجرمين الإرهابيين لترويعنا وتخويفنا قبل محاكمة الخائن الرئيس المعزول مرسي. وقال إن أهالي مساعد المرور كانوا قد رفضوا تغسيله أو دفنه وحاولوا أخذه من المستشفي والإصرار علي الانتقام. أضاف أن مساعد الشرطة تلقي أكثر من 30 طلقة. يضيف حسني بكالوريوس تجارة شقيق الشهيد: فور علمنا بالخبر بأن شقيقي مصاب بمستشفي طلخا في حادث استأجرت أنا وشقيقي وائل سيارة أجرة واتجهنا إلي مستشفي طلخا ثم فوجئنا بالخبر المفزع والمحزن من زملائه.. وطالب بالانتقام من الجناة المجرمين الذين لا يعرفون شيئا عن الإسلام أو الدين ويعثون في الأرض فسادا وإرهابا.. ولا ينتمون لمصر. أكد حسني أن شقيقه شهيد الواجب لمصر وترابها ونال الشهادة ولن يهرب المجرمون من عقاب الله. أضاف أنه التقي بشخص كان أمام المستشفي يعمل خفيرا لأحد معارض السيارات المجاورة للكمين وذهب لعمل شاي للشهداء ثم ذهب لدورة المياه وعاد فوجدهم قتلي. وجه أهالي الشهيد الشكر للواء سامي الميهي مدير أمن الدقهلية الذي شاركهم أحزانهم وزارهم في منزلهم وقدم واجب العزاء لهم ولأبناء القرية. كما قدم المحافظ اللواء عمر الشوادفي واجب العزاء ووعد بتوفير فرصة عمل لشقيق الشهيد وزوجته.