كانت السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أول من أسلم بسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ونصرته حين خذله الناس وأنفقت مالها في سبيل حمايته ونصرة دعوته.. وكانت أحب الناس إلي قلب رسول الله. ولدت السيدة خديجة رضي الله عنها بمكة سنة 68ق.ه وكانت من أعرق بيوت قريش نسباً وحسباً وشرفاً وذات مال وتجارة حيث كانت تستأجر الرجال لتجارتها وعندما سمعت عن محمد الصادق الأمين أرسلت إليه وعرضت عليه الخروج في مالها للتجارة فوافق وخرج مع غلامها ميسرة فباع واشتري وعاد لخديجة بضعف ما كان يربح مالها وأكثر. تزوجها صلي الله عليه وسلم وهو في الخامسة والعشرين وهي بنت أربعين سنة وعاشت معه خمسة وعشرين عاماً وأنجبت له القاسم وعبدالله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة. عندما أتي الرسول الوحي في غار حراء وعاد لزوجته مرتجفاً هدأت من روعه وقالت له "أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً. فوالله إنك لتصل الرحم. وتصدق الحديث. وتحمل الكل. وتكسب المعدوم. وتقري الضيف. وتعين علي نوائب الحق" ثم انطلقت إلي ورقة بن نوفل ابن عمها وكان قد تنصر في الجاهلية فأخبره النبي ما رأي فأعلمه أن هذا هو الناموس الذي أنزل علي موسي وبشره بأمه النبي المنتظر. توفيت السيدة خديجة في عام الحزن ذات العام الذي توفي فيه أبوطالب عم الرسول وذلك قبل الهجرة بثلاث سنوات وهي ذات خمس وستين سنة.