اعتدي عشرات العمال بشركة غزل المحلة المعتصمون بساحة ميدان طلعت حرب بالضرب علي المهندس إبراهيم بدير المفوض العام ورئيس الشركة. أثناء محاولة الأمن تهريبه من داخل المبني الإداري عندما حاول العمال اقتحام مكتبه. أثناء محاولة تهريبه شاهده بعض العمال فأسرعوا خلفه ولحقوا به وانهالوا عليه بالضرب بالأيدي والركل بالأرجل. وكادوا يفتكون به. لولا إسراع الأمن بتخليصه من أياديهم وإعادته إلي المبني الإداري مرة أخري. حيث أجلسوه في حجرة بالدور الأرضي. أصيب رئيس الشركة بحالة إغماء واستدعي الأمن الإسعاف لنقله إلي مستشفي الشركة. لكن العمال منعوا سيارة الإسعاف من الدخول. وهددوا بالفتك به في حالة خروجه من الحجرة التي حاصروه بداخلها حتي مثول الجريدة للطبع. كان عمال غزل المحلة والبالغ عددهم 24 ألف عامل قد دخلوا في إضراب مفتوح عن العمل أول أمس بسبب عدم صرف 45 يوماً تمثل الدفعة الثالثة من نسبة الأرباح السنوية المقررة لهم بنسبة شهر ونصف الشهر. حيث كان موعد صرفها قبل عيد الأضحي. لكن لم تكن هناك بوادر للصرف. لذلك أوقفوا ماكينات مصانع الشركة عن العمل. كانت قد ظهرت بوادر لحل الأزمة بعدما أعلنت وزارة الاستثمار موافقتها علي الصرف واعتمادها للمبلغ المخصص لقيمة الدفعة الثالثة من الأرباح واعتماد وزارة المالية للشيك الخاص بالمبلغ. إلا أن إدارة شركة غزل المحلة أعلنت أن الصرف لن يتم إلا بعد انتهاء اجازة العيد. وعلقت منشوراً بذلك. لكن العمال مزقوه وسط ثورة غضب عارمة. مطالبين بصرف المبلغ المقرر لهم قبل الاجازة حتي يتمكنوا من شراء مستلزمات العيد. وفي محاولة لحل الأزمة اقترح أحد المسئولين بالشركة صرف دفعة الأرباح من الميزانية المخصصة للرواتب نصف الشهرية "المدة" الخاصة بعمال الشركة. ولكن المهندس إبراهيم بدير رئيس الشركة قطع الطريق أمام العمال عندما أكد أنه تم إيداع هذه المبالغ بأحد البنوك لحمايتها في ظل حالة عدم الاستقرار الحالية التي تشهدها الشركة. وتسبب ذلك في تصاعد ثورة غضب عمال الشركة الذين قاموا باقتحام المبني الإداري للوصول إلي رئيس الشركة. ولكن أمن الشركة تصدي لهم ومنعهم. وحاولوا بعدها تهريبه من داخل المبني خوفاً من تكرار محاولة اقتحام المبني الإداري. ولكن لسوء حظه شاهده العمال فكان نصيبه منهم علقة ساخنة. في نفس الوقت قررت إدارة شركة غزل المحلة منح جميع العمال بالشركة إجازة لمدة أسبوع تنتهي عقب اجازة عيد الأضحي باستثناء بعض الأقسام الخدمية والحيوية مثل قطاع الكهرباء والمياه والصيانة التي سوف تعمل بنصف القوة خلال فترة اجازة العيد. تسبب قرار الاجازة في ارتباك العمال خاصة أن إجازة العيد كان من المقرر أن تبدأ يوم الاثنين المقبل. ولكن تقرر بدءها من اليوم. حيث أصبح العمال يتساءلون هل ستكون مدة الاجازة الإضافية بأجر أم سيتم احتسابها من رصيد اجازات العمال السنوية؟! وسط إصرار عمال الشركة علي ضرورة صرف قيمة الدفعة الثالثة من نسبة الأرباح قبل عيد الأضحي المبارك سوف تظل الأوضاع ساخنة وسط حالة من الترقب المصحوب بالحذر انتظاراً لما يمكن أن تسفر عنه الساعات القليلة المقبلة لحل هذه الأزمة التي تتكرر للمرة الثالثة خلال فترة وجيزة. من ناحية أخري أسس عدد كبير من عمال شركة غزل المحلة والقيادات العمالية حملة بعنوان "تمرد" لجمع التوقيعات من عمال الشركة لسحب الثقة من مجلس نقابة العاملين بشركة غزل المحلة. وبرروا ذلك لطول الفترة النقابية للنقابة وعدم شرعيتها والقضاء علي الفساد بداخلها -علي حد تعبيرهم- وإعادة جميع أعضاء النقابة إلي أعمالهم داخل مصانع الشركة وإلغاء تفرغهم. وقد بدأ مسئولو الحملة علي غرار حملة "تمرد" التي أطاحت بحكم الإخوان والرئيس المعزول بتوزيع استمارات الحملة لجمع أكبر عدد من التوقيعات من عمال الشركة لسحب الثقة من النقابة التي يعتبرونها غير شرعية علي حد قولهم.