ما أكثر المظالم التي تعرض لها شباب الخريجين وخاصة الفائقين منهم طوال عهد النظام البائد لدرجة أنها كادت أن تفتك ببعضهم أو تصبيهم بخيبة أمل بل وبأمراض خطيرة نفسية وعضوية مثلما حدث مع الخريجة سحر زين العابدين عبد القادر من محافظة قنا. نقول: لقد أصبت بضغط مخي نادر مازال يهددني بفقد الابصار إلي الآن بسبب ما تعرضت له من ظلم من رئيس جامعة جنوبالواديبقنا.. ومأساتي تبدأ منذ تخرجي وحصولي علي بكالوريوس التربية شعبة الطفولة من جامعة جنوبالوادي في 2002 وكان ترتيبي الأولي علي الشعبة والخامسة علي مستوي الكلية ككل ضمن العشرين الأوائل. كان هدفي وأملي الوحيد التعيين كمعيدة بالكلية وبدلا من ذلك أجروا لنا مسابقة لأوائل الخريجين في منتصف عام 2002. وكانت للأسف وهمية لدفننا في وظائف لا تليق بنا وبعث لنا الرئيس السابق برقية تهنئة وترشيح لوظائفنا بكلام معسول ليواري به مرارة هذا القرار فضحكوا علينا وسلبونا حقوقنا المشروعة بتمثيلية مشروعة. فذهبت لأشكو إلي المسئولين ومنهم رئيس جامعتنا الذي سخر مني وقال لي إن القسم لا يريد معيدين ورجعت بخيبة أمل. تضيف: بعد مرور عامين فوجئت بأن الجامعة قامت بتعيين العشرة الأوائل من نفس الشعبة مرة واحدة لأن من بينهم من تنتسبن الي ذوي السلطة والنفوذ .الأمر الذي أصابني باكتئاب واحباط وبهذا المرض النادر الذي أشرت إليه.. علما بأنه كان قد تم توظيفي كمعلمة رياض أطفال بقريتي أرمنت الحيط غرب . وللأسف فإن ثقافة الصعيد تتعامل مع هذه المهنة باعتبارها "دادة أطفال"!!. ولأنني لا أنتمي لذوي السلطة في ذلك العهد الفاسد فقد فوضت أمري إلي الله واستلمت العمل مغلوبة علي أمري الي يومنا هذا.. إلي أن هبت رياح ثورة 25 يناير المباركة التي حملت في طياتها روح العدل والمساواة وعودة الحقوق لأصحابها فقرر الدكتور عمرو سلامة وزير التعليم العالي إعادة حقوق أوائل الخريجين وتعيينهم بالجامعات بدءا من دفعات 2002. وكأنه يستشف أنني كنت في انتظار هذا القرار. ولكن للأسف فهناك دائما من يفسد الفرحة ويعكر صفو الحياة فجميع الجامعات شرعت في تنفيذ القرار بالرغم من إجراء مسابقات وتعيين أوائل الخريجين من قبل في وظائف مختلفة. أما رئيس جامعة جنوبالواديبقنا فقد رفض تنفيذ القرار علي أوائل 2002. وقرر تطبيقه علي خريجي 2003 ان كل أملي تحقيق حلمي بتعييني بجامعة جنوبالواديبقنا الذي انتظرته طويلا وتنفيذ قرار الدكتور الوزير. "انتهت الرسالة". اذا كان الدكتور وزير التعليم العالي قد أصدر قراره بإعادة الحق لأصحابه وإنصاف أوائل الخريجين بتعيينهم بالجامعات اعتبارا من دفعة 2002 حسب ما ذكرت صاحبة الرسالة .. فهل يحق لرئيس جامعة ألا يلتزم بالقرار؟ سؤال يحتاج اجابة!!