بعد دقيقة واحدة من فوز منتخب مصر علي غينيا 4/2 في ستاد الجونة. وحصول منتخبنا الوطني علي الدرجة النهائية في تصفيات افريقيا لكأس العالم.. تدافعت الأمنيات من كل أعضاء الجهاز الفني للمنتخب وعلي رأسهم المدير الفني بوب برادلي. بأن تقام مباراة الفراعنة الفاصلة والمؤهلة للمونديال في أكبر ستادات مصر. وبحضور جماهير مصر التي سمع عنها برادلي طوال فترة عمله مع منتخبنا. ولكنه لم يرها أبدًا. مثلما رآها وتعامل معها الراحل محمود الجوهري. ومن بعده الكابتن حسن شحاتة وهي جماهير لها قوة جبارة وساحرة. وتستطيع أن تخلق العزيمة والقوة والإرادة في نفوس لاعبيها.. خاصة أن كل الجماهير المصرية في شدة الاشتياق كي تري منتخبها مرة أخري في المونديال بعد حرمان دام 24 عاما وتحديدا منذ المشاركة الأخيرة للمنتخب العظيم في مونديال 1990 بإيطاليا مع الجوهري.. وهو الفريق الذي كان حديث البطولة. وقد كنت معهم رغم انه خرج من الدور الأول. إلا أنه كان مميزا وصلبا في المواجهات الثلاث التي لعبها أمام ثلاثة منتخبات أوروبية عملاقة في ذلك الوقت. هولندا وأيرلندا وانجلترا.. فجماهيرنا تريد أن تعيش هذا السيناريو السعيد مرة أخري. معايشة حقيقية وليس بمجرد المشاهدة التليفزيونية. الدكتور أشرف صبحي رئيس هيئة ستاد القاهرة تفاعل فوريًا مع مطلب برادلي ومساعديه وكل أعضاء المنتخب. ومع الإعلام أيضًا. فأعلن أن ستاد القاهرة جاهز فورا لاستقبال المباراة المرتقبة. وأن تكون عودة الفراعنة للمونديال عن طريق ستاد القاهرة من جديد. رجال الجبلاية تفاعلوا مع هذا الحدث والمطلب واتفقوا علي أنه أمر طبيعي جدًا أن يلعب منتخب مصر مباراته مع الفريق المنافس في ستاد القاهرة وبحضور 100 ألف مشجع مصري. حتي يكون كل المصريين شركاء مع هذا المنتخب في تحقيق الحلم الذي طال انتظاره.. نحن في اتحاد الكرة نقدر كل الظروف التي تستوجب ضوابط أمنية وتضحيات.. ويقول نائب رئيس الاتحاد: لعبنا كل مبارياتنا بدون جمهور. بل كنا لا نعرف مكان الملعب الذي ستقام عليه المباراة إلا في اللحظات الأخيرة. كما حدث قبل مباراة غينيا.. نقدر جهود وزارة الدفاع ووزارة الداخلية وتقبلنا كل الظروف الصعبة الماضية. ورغم هذه الظروف استطاع منتخب مصر أن يحقق العلامة الكاملة في التصفيات. وقد أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم مؤخرا ان المنتخب المصري هو الوحيد في العالم الذي حصل علي العلامة الكاملة ففاز في كل مباريات التصفيات القارية. وهذه شهادة لمنتخبنا وجهازه الفني ولاعبيه وأيضًا لمجلس إدارة اتحاد الكرة الذي وفر كل الإمكانيات للفريق في حدود المتاح. ويضيف حسن فريد: لذلك عندما تأتي اللحظة التي يصبح فيها حضور الجمهور وجوبيًا. فلابد أن نجد كل المساعدة في ذلك.. ولا أقصد بالوجوب تعليمات الفيفا بتحديد ملعب ذي سعة محددة طبقًا للمواصفات الدولية. ولا بحتمية إتاحة الفرصة للجمهور الذي هو عصب لعبة كرة القدم.. ولكن أقصد اننا علي بعد خطوة واحدة من المونديال بعد مشوار طويل ومرهق ولابد من حشد كل القوي لدعم المنتخب والحلم وعدم التفريط في أي قوة يمكن أن توصلنا إلي المونديال.. فكيف لا نستعين بأعظم سلاح لدي الفراعنة. وهو الجمهور الرهيب الذي تعرفه جيدا كل الفرق المنافسة والتي ينتظر أن يواجه منتخب مصر أحدها. وهي الجزائر وتونس وغانا ونيجيريا وكوت ديفوار.. فكل هذه المنتخبات تعرف جيدا كيف يكون منتخب مصر عندما يكون معه هذه القوة الجبارة.. نحن لا نريد أن نفرط في الفرصة. ولابد أن تضع الدولة كل اهتمامها بأن يكون جمهور مصر شريكا لفريقه في حجز تذكرة التأهل للبرازيل.. وأن يكون هذا الجمع التاريخي في ستاد القاهرة تحديدا لأنه "وش السعد" علي الكرة المصرية. وعن احتمالات أن تقام المباراة في ملعب آخر غير ستاد القاهرة قال نائب رئيس اتحاد الكرة: ستاد القاهرة هو ملعب هذه المرحلة الحاسمة والفاصلة. وهو ستاد البطولات والإنجازات العظيمة للكرة المصرية. وهذه الذكريات ستكون محفزة للاعبينا. لأنها جولة صعبة أمام أحد كبار منتخبات القارة السمراء. والكل له نفس الأمل والحلم.. لذلك فإن الحشد في ستاد القاهرة سيكون أكبر بكثير من أي ملعب آخر.. فالجمهور المصري سيعود بعد غياب طويل إلي صورته الجميلة التي تألقت في بطولة الأمم الافريقية 2006. وفي نفس الاستاد وتقريبا مع نفس المنتخبات التي سيكون أحدها من نصيبنا. ونحن من نصيبه. لكن المهم أن يكون التأهل للمونديال من نصيبنا في النهاية.. فنصف إنجاز التأهل سيكون من ستاد القاهرة بجماهيره. ويستدرك حسن فريد بقوله: نقدر الظروف المرتبكة في البلاد. ونقدر جهود الوزير محمد إبراهيم وكل رجال الداخلية.. لذلك سوف نبدأ مرحلة تشاور في الأيام المقبلة. وبعد إجراء القرعة النهائية لتوضيح وجهة نظرنا الفنية والمعنوية بإقامة المباراة في ستاد القاهرة ونفس هذا التوجه سوف نرفعه إلي الأمانة العامة للقوات المسلحة لإجراء تقدير للموقف ونقدر القرار النهائي ولكن ما نتمناه في النهاية أن يكون الجمهور هو المحرك النفاث لمنتخب مصر في المباراة المرتقبة. وفجر حسن فريد مفاجأة أخري تتعلق بنفس الجولة ونفس الأمر. وهي ان اتحاد الكرة يدرس أن تكون المباراة الخارجية لمنتخب مصر في الجولة الحاسمة بطائرة خاصة. وذلك بالتنسيق مع وزير الرياضة الكابتن طاهر أبوزيد ومصر للطيران. وأن يكون هناك جسر جوي لنقل الجماهير المصرية بتذاكر مخفضة إلي الدولة الشقيقة التي سيتم الكشف عنها في القرعة التي ينظمها الاتحاد الافريقي يوم الاثنين "بعد غد" بمقره في 6 أكتوبر. ويحضرها مدير الاتحاد المصري وبوب برادلي وأعضاء الجهاز الفني. ووفود من كل الاتحادات والمنتخبات التي تأهلت لهذه التصفية. فالمشاركة الجماهيرية ستكون موجودة أيضًا خارج مصر لمساندة المنتخب.. ولدينا تفاؤل عظيم أن كل المصريين سيفرحون قريبا جدًا بعودة منتخبهم والفراعنة إلي المونديال. وختم حسن فريد حواره مع "المساء الأسبوعية" بكلمة تقدير للمدير الفني الأمريكي بوب برادلي الذي قاد منتخب مصر في أصعب الظروف التي يمكن أن يعمل فيها مديراً فنياً لمنتخب كبير.. لقد تحمل الرجل والجهاز المعاون كل التحديات التي واجهتهم من عدم وجود مسابقة محلية قوية. وارتباك برامج إعداد المنتخب والاغتراب طويلا لأداء المباريات التجريبية خارج مصر والافتقاد الشديد لجمهور المنتخب إلي جانب عدم الاستقرار الأمني الذي يدفع أي مدرب أجنبي للهرب.. ولكن برادلي لم يفعل وتمسك بالمهمة الثقيلة جدًا. وواصل مهمته. لذلك فإن مجلس إدارة اتحاد الكرة يقدر له ذلك ويتمني أن يكلل أمله وأملنا بالنجاح بإذن الله.