نحتفل هذه الأيام بالذكري رقم 32 لرحيل الموسيقار الكبير "رياض السنباطي" الذي انتقل الي جوار ربه عام 1981 بعد رحلة فنية قدم خلالها حوالي 600 لحن من بينها 203 ألحان لأم كلثوم وحدها.. ولذلك فهو صاحب الرصيد الكبير من ألحان القصائد "الكلثومية" التي تألق في تلحينها بأستاذية واقتدار. اسمه بالكامل "رياض محمد السنباطي" ولدي في الثالث من شهر نوفمبر عام 1906 في قرية سنباط مركز زفتي بمحافظة الغربية وعاش طفولته وصباه في مدينة المنصورة وتلقي علومه الأولي بالمدارس.. ولأن والده كان مغنيا وملحنا واكنشف موهبة الفن لديه قام بتحفيظه بعض الموشحات والأدوار الي جانب مرافقته له في الأفراح والليالي الملاح التي كان يشارك فيها.. واختار له صديقه "العواد" محمد شعبان ليتولي تعليمه العزف علي آلة العود.. وبمرور الأيام.. وبالتحديد في عام 1922 استمع إليه الموسيقار سيد درويش وطلب أن يتبناه إلا أن والده رفض. انتقل السنباطي الي القاهرة في أواخر العشرينيات والتحق بمعهد الموسيقي العربية.. والطريف انه بدلا من أن يلتحق به طالبا قاموا بتعيينه مدرسا لآلة العود لبراعته في العزف! بدأ رحلته مع أم كلثوم عام 1935 عندما لحن لها طقطوقة "علي بلد المحبوب" ثم انطلق يلحن لها الروائع طوال 40 سنة.. ومنها: سلوا قلبي. وقف الخلق. سلوا كئوس الطلا. ولد الهدي. رباعيات الخيام. الأطلال. أراك عصي الدمع. الي عرفات الله. حديث الروح. أقبل الليل. من أجل عينيك.. ولتميز ألحانه اختيرت "الأطلال" من بين المائة لحن المتميزة في القرن العشرين. الي جانب أم كلثوم لحن السنباطي لمعظم عمالقة الغناء مثل: نور الهدي "20 لحنا" وليلي مراد "39 لحنا" وسعاد محمد "25 لحنا" ونجاة الصغيرة "12 لحنا" وعبدالغني السيد "27 لحنا" وصالح عبدالحي "9 ألحان". كما لحن السنباطي لنفسه 82 أغنية قدمها بصوته وغني له ابنه الراحل "أحمد" بعض ألحانه.. كل هذه الأعمال بخلاف ألحانه المسرحية للفرق العديدة ومنها فرقة منيرة المهدية.. كذلك مؤلفاته الموسيقية حوالي "30 مقطوعة".. ولأن ألحانه تميزت بالشرقية الأصيلة والرقي والشموخ والعظمة نال العديد من الجوائز والتكريمات.. أهمها جائزة الدولة التقديرية عام 1977 ووسام الفنون والعلوم من الطبقة الأولي.. ومنح درجة الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون المصرية.