بعد 16 عاما من الحادث الرهيب الذي أودي بحياتها عام 1997 تموت الأميرة ديانا مرة ثانية من خلال فيلم جديد يُعرض في لندن منذ أيام يحمل اسمها. "ديانا" يصور السنوات الأخيرة المضطربة من حياة الأميرة الجميلة. حطمت السينما الأسطورية التي صنعتها "الميديا" عندما قدمت المرأة التي تواجه الفشل في الزواج والعشق وحتي الأمومة.. الفيلم يُعيد للأذهان الألم الرهيب الذي سببه الحادث وما أحيط به من حكايات. لقد حاولت المخابرات البريطانية أن تسيء إليها وتصورها كإنسانة بلهاء وضحلة. والأغلب إنها شاركت في التخطيط لاغتيالها عندما قررت الأميرة البريطانية أن تكسر التقاليد الملكية الصارمة. وأن تدوس علي المقدسات وتقع في غرام شاب مُسلم وعربي تتزوجه وقد تنجب منه أميراً تختلط دماؤه الزرقاء بدم رجل عربي. لعبت دور ديانا الممثلة ناعومي واتسي التي وجدت في شخصية الأميرة الضالة التي تبحث عنها والتي توفر لها الفرصة لأداء دور قوي يليق بموهبتها وقد حاولت أن تسمو بالشخصية ولكن "الورق" المكتوب في الأغلب لم يكن علي نفس القدر من الطموح.. فالحوار حسب ما جاء في تعليقات ناقد الجارديان بيتر برادشو لم يكن قوياً. وكذلك التناول الدرامي لأحداث القصة الرومانسية غير المحتملة. تصور دراما الفيلم العلاقات الخاصة التي تلت انفصال ديانا عن الأمير تشارلز.. وبشكل رئيسي العلاقة مع طبيب القلب الباكستاني الشهير حسنات خان الذي جاء دوره ضعيفا كما لم يستطع الممثل نافين أندروز الذي جسد الشخصية أن يصلح ما جاء في السيناريو المكتوب. كانت ديانا مضطرة إلي لقاء حسنات سرا. وأن تغير من هيئتها وملامحها بباروكة سوداء فبدت غريبة.. وحسنات الطبيب الباكستاني العاشق لم يستطع أن يوفق بين نجاحه الكاسح كطبيب وبين قصة غرامه.. فالتضحية فيما يقال بدت أكبر من قدرته. ثم ماذا عن "دودي" المصري المسلم ابن الملياردير محمد الفايد؟ يقول الناقد: إن دودي هذا لاشيء حسب الفيلم. مجرد صعلوك أعادت الأميرة صُنعه عبر عدسات الكاميرا ومن خلال المصورين الذين أحاطوا بها. وبغرض إثارة الغيرة لدي الدكتور حَسنات. إنه التسبيط المخل للأحداث الذي يعبر عن نظرة قاصرة لأن مشاعر ديانا كانت أكثر تركيبا وتعقيدا من ذلك. ناعومي واتسي أضفت علي الشخصية الكثير من الملامح التي استعارتها من شخصية الأميرة. تحديدا الكبرياء والنظرة المغرية والصوت والهيئة التي حرص كاتب السيناريو -جيرفري ارشر- أن يلقي الضوء عليها. يتضمن السيناريو تلميحات حول سلوك ديانا وسمعتها ولكنه يخلو من الإشارة إلي ذكائها وسحرها الذي جعل كثيرين يقعون في غرامها. وباستثناء بعض الأجزاء الصغيرة الصامتة التي تصور مشاعر الوحدة والغربة التي لونت حياة الأميرة فإن باقي الفيلم أشبه بالأعمال التليفزيونية المسلية. سلط الفيلم الضوء أكثر علي علاقة ديانا بالدكتور الباكستاني واستحضر مشاهد عاطفية من تلك التي جمعت بينهما. وجعل الحوار يكشف الفارق بين طبيب جراح وصل إلي ذروة النجاح والشهرة والنضج ويؤمن بأن انتصارات الطبيب مجرد انتصار لحظي ومؤقت ويريد أن يظل منتصرا لوهلة. وبين امرأة عاطفية محبطة تريد أن تحقق انتصارها بالحب دون النظر إلي أي شيء آخر!! وحين بدأت العلاقة بين الاثنين تخرج إلي العلن وتتناقلها وسائل الاتصال. أصبحت ديانا أكثر عصبية تجاه "حسنات" وإن هدأت بعد ذلك. تقول: "نعم.. كنت دائما سيدة سيئة مجنونة. ليس بالضبط. ولكن كنت أقرب إلي تلميذة مندفعة وعبيطة". حياة ديانا. خصوصا الجانب المعتم منها تصلح مادة لفيلم قوي وجيد. فهي سيدة لديها نقاط ضعف. كما انها ليست قديسة. ومن المؤكد انها سيئة الحظ. مصرع ديانا الأميرة الفاتنة التي هوست الناس يوم زفافها الخيالي الملكي ويوم جنازتها الاسطورية التي تابعها جمهور العالم كله فضلا عن غرامها لاثنين من المسلمين تصلح مادة لتراجيديا حول أقدار النساء حين تتصادم حياتهن بالقصور وأساطين المال وقمة الشهرة في عصر الأقمار الصناعية والتكنولوجيا الرقمية وكشف المستور!