كنت قد بدأت أمس الأول في كتابة مقالي التحليلي العدد الأسبوعي بعنوان "قانون.. أو لا قانون" عندما علمت بالمحاولة الخسيسة لاغتيال محمد إبراهيم وزير الداخلية قرب منزله بشارع مصطفي النحاس بمدينة نصر فتوقفت عن الكتابة لمتابعة هذه الجريمة القذرة والتي أقرأها لكم من ثلاث زوايا لا تنفصل واحدة عن الأخري: * الأكاذيب المفضوحة.. بداية.. فإن هذه الجريمة الإرهابية تعري مرتكبيها.. وسواء نظرنا علي مدد الشوف أو عبرت عيوننا الحدود فإن الحقيقة الدامغة والناصعة والجلية هي كما قلت أمس الأول أن الرحم واحد. والحبل السري الذي يغذي كل التنظيمات الإرهابية واحد أيضاً.. وبالتالي.. فإن الاتهام يلاحق قادة الإخوان بأسمائهم سواء الموجودين في السجون أو الهاربين في الداخل أمثال عصام العريان وأشباهه أو الخارج مثل محمود عزت.. وكلهم مرتبطون بكافة التنظيمات الإرهابية في غزة وأفغانستان وتركيا بل في أمريكا وألمانيا أيضاً. الأمر المثير للضحك والسخرية هو أنه بعد كل جريمة يخرج علينا اذناب هؤلاء القيادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يزعمون أن وزارة الداخلية هي التي ارتكبت الحادث..!! سمعنا هذا بعد كل جرائم حرق الكنائس وبعد اغتيال 25 مجنداً في مذبحة رفح الثانية.. بل إنهم وبوقاحة منفردة اتهموا الجيش أيضاً بأنه منفذ مذبحة رفح الأولي..!! لكن.. لأن ربك بالمرصاد.. فإن أكاذيبهم وأضاليلهم المفضوحة تتعري حتي من ورقة التوت.. وها هو الإرهابي "حبارة" يعترف بالصوت والصورة أنه الذي نفذ مذبحة رفح الثانية.. ألا يخجلون من أنفسهم؟!!.. وقريباً جداً سينكشف الغطاء عن مرتكبي رفح الأولي وخطف الجنود السبعة وحارقي الكنائس ومحاولة اغتيال وزير الداخلية. لقد وصلت بهم القسوة واللامبالاة إلي أن أياً من قيادات الإخوان لم يهتز له رمش أمام بحور الدم المراقة علي أسوار الاتحادية.. بل إن مرشدهم خرج علينا باستخفاف يتساءل: ما ذنب النباتات؟؟!!.. وأنا اليوم أسأله إن كان لا يزال في صدره قلب إنسان؟ وما ذنب 22 مصاباً مصرياً فقد بعضهم الأرجل واليدين وبينهم طفل فقد أجزاء من قدميه ويدعي "فارس" عمره 9 سنوات ابن بواب فقير كان يعده ليكون سند الأسرة.. ما ذنب البني آدمين الذين كرمهم الله وسخر الكون كله بما فيه النباتات التي قطعت قلبك لخدمة الإنسان أينما يكون..؟؟!! * عتاب المحبين.. أعاتب السيد وزير الداخلية شخصياً في صورة تساؤلات: أي مواطن عادي يعلم جيداً أنك مستهدف.. فماذا فعلت لتفويت الفرصة علي الإرهابيين خاصة أنهم قصروا الطريق ومنحوك المعلومات الكافية عن التطور النوعي لعملياتهم عندما أعلنوا علي لسان شيوخ السلفية الجهادية وهم من الإخوان اعترفوا أو لم يعترفوا أنه ستكون هناك "طالبان" جديدة و"قاعدة" جديدة في مصر.. وستكون هناك دماء وسيارات مفخخة وتفجيرات بالريموت كنترول؟؟.. كيف تكون لديك هذه المعلومات الثمينة بل ووصلتك تهديدات صريحة بالقتل ثم تخرج من بيتك "يومياً" في موعد محدد هو العاشرة والنصف صباحاً.. بل وتسلك "يومياً" نفس طريقك المعتاد.. ولم تغير "يومياً" محل إقامتك؟؟.. كيف بالله عليك؟؟.. أيضاً أعلم جيداً أن هناك سيارات لكشف المفرقعات وقد رأيتها بنفسي.. أين هي..؟؟ اسمح لي سيادة الوزير أن اعاتبك عتاب المحب والخائف عليك وأقول لك: انت مقصر في حق نفسك وحق أسرتك وحق بلد في حجم مصر أنت مؤتمن علي أمنه واستقراره.. لا انتقص أبداً من شجاعتك وإيمانك بالله وقضائه وقدره.. لكن من الإيمان أيضاً الأخذ بالأسباب.. وعدم الأخذ بها مهما كانت الدوافع هو انتحار.. اعقلها أولاً ثم توكل علي الله وهو حسبك. * الحقائق الإيمانية.. والآن.. نأتي إلي مربط الفرس.. ونتساءل: ماذا يريد الإخوان وتابعوهم من كل هذه الجرائم خاصة أنهم موقنون أن عودتهم لحكم مصر بمثابة "المستحيل الرابع"؟؟.. قادة الإخوان يتبنون اليوم شعاراً كلنا نعرفه هو¢ "مادمنا لن نحكمكم.. سنقتلكم ونحرقكم".. وهم بالجريمة الأخيرة يستهدفون أمرين: الأول.. الانتقام الشخصي من الوزير لأنه في نظرهم خائن. والثاني.. تخويفنا بإعادة إرهاب الثمانينيات والتسعينيات.. إلا أن الهدفين مردود عليهما.. فالوزير مخلص لدينه ووطنه وللشعب الذي وثق فيه ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق حتي لو كان هذا المخلوق هو رئيس الجمهورية أو جماعته وأهله وعشيرته.. ونحن لن نخاف ولم نعد نخاف.. هذه حقيقة ثابتة وواضحة كالشمس عميت أبصارهم عن رؤيتها. غاب عنهم أنهم وتابعوهم في الثمانينيات والتسعينيات كانوا يلاحقون أمنياً فقط والناس كانوا بعيدين.. أما الآن فإن جدار الخوف قد انهار ولا أحد اليوم يخاف.. كما أن جميع الملاحقات والمطاردات أصبحت أمنية وشعبية.. وضع مليون خط أحمر تحت كلمة شعبية.. فأين المفر يا سادة وأنتم كل يوم تفقدون أرضاً جديدة يمكن أن تجمعكم بشعب مصر في أمان..؟؟!! هناك حقائق إيمانية راسخة لدي المواطن المصري ولا يريد "الإخواني" أن يعيها.. فالمواطن يؤمن بأن المعركة مع الإرهاب في صالح الشعب والدولة.. وإن هذا الإرهاب سينكسر وسيلقي زبانيته في "مزبلة التاريخ".. وأن الناس لديهم الاستعداد لتحمل عشرات العمليات الإرهابية دون أن يهنوا أو يحزنوا لقناعتهم بأنهم الأعلون لأنهم فعلاً مؤمنون بالله وقضائه وقدره وعاشقون لتراب هذا البلد الذي لا يقدره الإخوان ويحرقون كل الأوراق بمنتهي الغباء.. باختصار.. كل المواطنين يرون أن الإخوان وتابعيهم لا ينتحرون سياسياً فقط بل مجتمعياً أيضاً. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كيد الكائدين ومكر الخائنين.. آمين.