حذرت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية أن الضربة الأمريكية المحتملة ضد سوريا. تنطوي علي مخاطر جسيمة ليس علي المنطقة فحسب. بل في تحويل أمريكا الي دولة مارقة تحت قيادة الرئيس باراك أوباما. ذكرت الصحيفة إن أوباما بإصراره علي التحرك العسكري. ولو كان محدودا. ضد سوريا. يخطو بالولايات المتحدة خطوات واسعة نحو الهاوية. فإن قصف سوريا يهدد بنشوب حرب إقليمية - وقد تؤدي الي حرب عالمية. فالحرب العالمية الأولي بدأت في سراييفو. ومن غير المستبعد في ظل هذه الأوضاع أن تبدأ بالمثل حرب عالمية ثالثة. شرارتها الأولي سوريا في عام 1914. غرقت أوروبا في حمام من الدم. كانت شرارته صراع في زاوية بعيدة من منطقة البلقان أدت الي دخول دول أخري في تلك النقطة الصغيرة. وهي بريطانيا. فرنسا. ألمانيا. النمسا والمجر. إيطاليا. تركيا. روسيا. وفي نهاية المطاف. أمريكا- وهذا ما أدي إلي اشتعال الحرب . مما أدي إلي وفاة الملايين. بسبب التهور وإصدار إعلانات حرب جوفاء واستكبار عن رؤية الواقع مما أدي الي الكارثة . سوريا بالمقارنة بالحرب العالمية الاولي. تعتبر برميل بارود العصر الحديث. فالحرب الأهلية دائرة هناك منذ أكثر من عامين. مزقت أوصالها. وقتل فيها أكثر من 100 ألف قتيل من السوريين. وقد فر ما يقرب من ثلث السكان إلي خارج البلاد. إيران وحزب الله وروسيا هي قوي دعمت الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا. و المتمردون الاسلاميون يحظون بدعم من تركيا والقاعدة. علاوة علي تدفق المقاتلين من مناطق مختلفة لدعم صفوف المعارضة السورية. مبرر أوباما الوحيد للذهاب للحرب هو حماية الشعب الأمريكي. وليس التورط في صراع عميق بين الشيعة العلويين والسنة. والأصوليين الإسلاميين مقابل العلمانيين. ولهذا وباختصار. ينطوي التدخل العسكري الأمريكي علي مخاطرة كبيرة لأن الصراع في المنطقة اقليمي. والتدخل الامريكي سيزيد من احتمالات توسيع دائرة الصراع ليشمل إسرائيل أيضا. فحلفاء الأسد لديهم مصلحة في بقائه. ولهذا فالكل من حزب الله وإيرانوروسيا زادت من دعمها للأسد وهدت ايران وحزب الله بمهاجمة اسرائيل والمصالح الأمريكية في المنطقة. إن قصف سوريا سوف يشعل فتيلاً يصعب إطفاؤه. إذن. أوباما يدفع بالولايات المتحدة نحو حرب كارثية لسبب واحد: وهو "لإنقاذ غروره".. في أغسطس 2012. تحدث علنا عن "خط أحمر" فيما يخص الوضع في سوريا وربط الخط الأحمر باستخدام السلاح الكيماوي. وتدعي الإدارة الامريكية أن قوات الأسد أطلقت مؤخرا هجوماً بالأسلحة الكيميائية علي المدنيين في الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون. فنتج عن ذلك مقتل المئات. وعليه يطلب الرئيس من الكونجرس الموافقة علي القيام بتلك الضربة. لكن ينبغي علي مجلس النواب ومجلس الشيوخ عدم التوصيت بلا. فأوباما بمجازفته تلك. يكرر ما فعله الإمبراطور النمساوي المجري "فرانز جوزيف" في القرن العشرين. عندما قرر ضرب سراييفوا. في خطوة خلفت عواقب وخيمة علي العالم امتدت الي القرن الحادي والعشرين ليصبح الأمر اكثر دماراً. المبرر الوحيد للذهاب إلي الحرب هو حماية مصالح الأمن القومي الحيوية لأمريكا. فنظام الأسد رغم وحشيته وفظائعه. إلا أنه لم يهاجم يهدد تلك المصالح. وبالتالي. فإن أوباما يسعي إلي شن حرب غير مشروعة لا يوجد لها أي أساس أخلاقي أو حتي لها استراتيجية موضحة للقصف . لذا يعتبر التدخل في سوريا من قبل الإمبريالية العدوانية التي تتنكر لها الإنسانية. وتختتم "وورلد تريبيون" قائلة إن التدخل العسكري في سوريا يحول امريكا الي دولة مارقة. وعليه يجب علي الكونجرس أن يمنع أوباما من المضي قدما في المغامرة المحفوفة بالمخاطر.