للأسف لم نعد في زمن القلة والزير حتي نكسر ألف قلة وراء السفيرة الامريكية "آن باترسون" التي غادرتنا إلي غير رجعة. ومخطئ من يتصور أن مهمة السفيرة العجوز فشلت وأن تغييرها بهذه الطريقة يعني أنها لم تحقق الاهداف الامريكية. فقمة أهدافهم الخبيثة كانت- ومازالت- إحداث حالة من الفوضي "الخلاقة" والانقسام وتحويل البلاد إلي ساحة حرب. صحيح أننا لم ننجرف إلي النموذج السوري بعد أن كشف المصريون وجيشهم أبعاد المخطط الذي يحاك لنا في الظلام وأنفقت عليه أمريكا مليارات الدولارات لكنهم لن ييأسوا وسيعيدون الكرة معنا مرات ومرات طالما أنهم مازالوا يسيطرون علي صناعة القرار في العالم ومازال بيننا عبيد للدرهم والدينار والدولار. إنهاء مهمة "السفيرة الحيزبون" ليس نهاية المطاف فلديهم ألف حيزبون ليكملوا مابدأته "آن باترسون" والقرار لا يعدو كونه حلقة من حلقات الصراع وتغيير الوجوه من أجل مواصلة السيناريو الذي يستهدف تقسيم وتفتيت المنطقة ولايفرق بين زيد أو عبيد. ولا ننسي أن أمريكا التي وقفت سنوات طويلة خلف نظام مبارك في ملاحقته لتيار الاسلام السياسي. هي نفسها التي تقاتل الآن من أجل هذا التيار بل وتعلن استعدادها للحرب من أجله. فلديهم ألف وجه لكل منهم وقته وأوانه! المؤامرة مستمرة ولن تتوقف طالما أن هناك جرحاً ينزف في سيناء بفعل جماعات مجهولة التمويل والأهداف اضافة إلي انتشار النتوءات والبثور في أماكن متفرقة من جسد الوطن تمهد الارض لهجوم بربري ممن يزعمون أنهم حماة الحرية وحقوق الانسان. المؤامرة مستمرة ولن تتوقف طالما بقي رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا في موقعه. فقد أصابته لوثة عقلية لضياع حلمه باستعادة أمجاد الخلافة العثمانية التي راودته عقب سيطرة "الاسلاميين" علي الحكم بمصر وأكثر من دولة عربية ولا أظنه سيرفع الراية البيضاء أو يسلم بسهولة. المؤامرة مستمرة ولن تتوقف طالما أن بيننا من قايضوا علي الارض والعرض وارتضوا أن يتخلوا عن شرفهم مقابل حفنة من الدولارات تلقي إليهم أول كل شهر بواسطة قناة فضائية أو جمعية حقوقية لينفثوا سمومهم ويوجهوا السهام لأهاليهم وذويهم. لقد وصلنا إلي مفترق طرق وحان الوقت لرفع الاقنعة وكشف الستار عن الخونة والعملاء. فلا مجال للتهاون مع من باعوا ماضي وحاضر ومستقبل الوطن.. وقبضوا الثمن. تغريدة: يجب ألا تلهينا الظروف الداخلية عن حقيقة أن سوريا هي حائط الصد الاخير وأن العدوان علي مصر يبدأ دائماً من هناك.