عاد الهدوء الليلة الماضية إلي شوارع جامعة الدول العربية والبطل أحمد عبدالعزيز وميداني سفنكس ومصطفي محمود بالمهندسين بعد قيام قوات الجيش والشرطة بفض تظاهرات مثيري الشغب من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وإلقاء القبض علي عدد كبير منهم بتهمة خرق حظر التجوال وإثارة الشغب بينهم شخص سوداني الجنسية. رحب الأهالي بتدخل قوات الأمن الذين هتفوا "الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة". كانت المنطقة قد شهدت اشتباكات بالطوب والحجارة بين الإخوان وقوات الأمن بعد قيام أنصار المعزول بقطع الطرق واشعال النيران في إطارات السيارات والهتاف ضد القوات المسلحة ووزارة الداخلية. بدأت الأحداث عقب صلاة الجمعة بقيام المئات من أنصار المعزول بالتجمع بشارع جامعة الدول العربية والإنطلاق في مسيرة إلي ميدان سفنكس رافعين لافتات مطبوع عليها إشارة رابعة وصور لمرسي... مرددين الهتافات العدائية.. وقامت قوات الأمن بإغلاق جميع الطرق المؤدية إلي ميدان سفنكس وأطلقت عدداً من القنابل المسيلة للدموع لمنع أنصار المعزول إلي الوصول إلي كوبري 15 مايو وتجدد الاشتباكات.. وانضم عدد من شباب حركة أحرار إلي أنصار المعزول مرسي وقاموا باطلاق عدد من الشماريخ مرددين هتافات عدائية ضد الجيش.. وتطورت الأحداث مع مرور الوقت خاصة بعد صلاة العصر.. حيث قام أنصار الرئيس المعزول مرسي بالتوجه إلي ميدان مصطفي محمود والتمركز بشارع جامعة الدول العربية وقاموا باشعال النيران في إطارات السيارات مما أثار الذعر بين الأهالي وأصحاب المحلات التجارية الذين أغلقوا أبوابها خوفاً من اقتحامها أو تحطيمها.. وحلقت طائرات للقوات المسلحة في سماء محيط المهندسين لتصوير الأحداث مما أثار غضب الإخوان مرددين هتافات مناهضة للجيش.. ومع اقتراب موعد حظر التجوال قامت قوات الجيش والشرطة بتحذير الإخوان والتنبه عليهم ومناشدتهم بالمغادرة دون الملاحقة الأمنية والتراجع والالتزام بحظر التجوال وإلا القبض عليهم وتطبيق القانون. وبعد انتهاء الوقت المحدد وبدء حظر التجوال قامت قوات الأمن بالتقدم وبدأت باطلاق طلقات الرصاص التحذيرية في الهواء وفي المقابل قام الإخوان باشعال النيران في صناديق القمامة والحواجز ووضعها وسط الطريق لإعاقة تقدم القوات. سادت حالة من الكر والفر بين الإخوان وقوات الأمن وتبادل كل منهم الحجارة والقنابل المسيلة للدموع. ألقت قوات الأمن القبض علي عدد من مثيري الشغب من الإخوان بتهمة اختراق حظر التجوال ومنهم شخص سوداني الجنسية. شهدت الإسكندرية مصادمات عنيفة بين المواطنين وجماعة الإخوان بمختلف المناطق في ظل تحول الإسكندرية منذ الصباح الباكر وحتي قبل ساعات الحظر إلي مدينة مهجورة حيث اغلقت المحال التجارية أبوابها وخلت الأسواق من المواطنين خوفاً من المصادمات. الساعات الأولي من الصباح شهدت مفاجأة حينما تمكنت قوات الأمن أثناء قيامها بتمشيط منطقة مسجد القائد إبراهيم قبل صلاة الجمعة من ضبط 25 فرداً يستقلون سيارة وبحوزتهم 4 صناديق مولوتوف و 2 جركن بنزين وفرد خرطوش و "13" طلقة خرطوش.. لاستخدامها في ترويع المصلين وتبين أنهم طلاب وفني كهربائي من شركة اسكندرية للزيوت والصابون ومن مناطق مختلفة بالإسكندرية. كما تمكنت قوات الأمن من ضبط المدعو "علي. ي. في" 26 سنة خطيب وأمام مسجد بعزبة الكنايس بكفر الدوار بالبحيرة وهو يرتدي ملابس عسكرية للقوات المسلحة ويشارك متظاهري الإخوان في الهجوم علي قوات الشرطة وبعد صلاة الجمعة بمسجد القائد إبراهيم بدأت المشاحنات تنفيذاً لخطة الإخوان التي اعتمدت علي خروج مجاميع بأعداد مختلفة من مناطق متعددة بالإسكندرية فهناك مسيرات ضمت بضعة مئات وأخري كانت بالعشرات لإحداث ارتباك للأجهزة الأمنية ووقعت مناوشات بين مؤيدي الجماعة ومؤيدي القوات المسلحة الذين طاردوا أفراد الجماعة حتي منطقة الأزريطة لمنعهم من التواجد أمام ساحة المسجد. ** وبالفعل قام أعضاء الجماعة بالخروج إلي الكورنيش في مسيرة لحشد اتباعهم الذين انضموا إليهم من مساجد مختلفة لتنطلق مسيرة يتصدرها أحد أعضاء الإخوان يرتدي ملابس بيضاء ويحمل كفناً أبيض وتوجهت المسيرة إلي منطقة كوبري استانلي. ** وفي نفس الوقت انطلقت مسيرات مختلفة من منطقة العوايد بشرق الإسكندرية ليتصدي لها أهالي المنطقة في اشتباكات ما بين أهالي القلعة والإخوان. ** وبمنطقة مزلقان شوقي قام الأهالي بإلقاء اكياس القمامة والمياه القذرة والبيض علي الإخوان ونفس المشهد تكرر "بمنطقة أبو سليمان". وبمنطقة سيدي بشر كانت المسيرة الأكبر وضمت بضعة مئات لتزيد من حشد الإخوان بعد أن استعانوا بسيارات متفرقة داخل مسيرتهم لإعطاء الايحاء بأن الأعداد بالمسيرة كبيرة في ظل حرص الإخوان عن السير في الشوارع الداخلية حتي لا يتعرضوا للضرب من قبل المواطنين. ومع انتهاء صلاة العصر بدأت جماعة الإخوان في الاتجاه إلي المنطقة الشمالية العسكرية لمحاولة اثارة المشاحنات مع القوات المسلحة ليتصدي لهم ابناء منطقة سيدي جابر من مختلف الاعمار ما بين شباب وكهول ونساء وهم يهتفون الجيش والشعب إيد واحدة لتبدأ عمليات المطاردات والكر والفر والقذف بالحجارة علي مدار ثلاث ساعات متواصلة. ** مؤيدو الإخوان أطلقوا الصواريخ في وجوه مؤيدي القوات المسلحة ولأول مرة تظهر معهم قنابل دخان قصيرة المدي تتيح لمن يطلقها الهروب لاثارتها موجة دخان قصيرة. ** قوات الجيش والشرطة بذلت مجهوداً مكثفة للحيلولة بين الفريقين سواء بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء أو القنابل المسيلة للدموع خاصة مع اقتراب جماعة الإخوان من نادي القوات المسلحة والشرطة المتواجده بالمنطقة. ** مظاهرة الإخوان ابتكرت أسلوباً خاصاً بها حيث تم الاستعانة بالدراجات البخارية لنقل مصابيهم حتي لا يتم القبض عليهم عند دخولهم لأي مستشفي حكومي. ** علي الجانب الآخر قامت مجموعة من رافضي الرئيس المعزول بإشعال النيران في صور أمام مسجد القائد إبراهيم وألقائها داخل صندوق قمامة مما أدي إلي ارتفاع ألسنة النيران وسارعت قوات الدفاع المدني لأحتواء النيران قبل انتشارها. ** قطع طريق الكورنيش استمر طوال اليوم حتي قبل ساعات الحظر بعد أن اصبح كورنيش الاسكندرية مسرحاً لعمليات الكر والفر وقذف المواطنين وقوات الأمن بالحجارة وهو ما دعا القوات المسلحة وقوات الأمن المركزي بالدفع بالمدرعات لحماية المنشآت وتفريق مظاهرات الجماعة أعلي كوبري استانلي في مشاهد ظلت متكررة طوال اليوم ما بين كر وفر من جماعة الإخوان إلي الشوارع الجانبية والأهالي تطاردهم ثم يعاودون مرة أخري للظهور بعد تجميع انفسهم.. وكالعادة حمل الإخوان اللافتات الصفراء بشعار رابعة وتوزيع المنشورات المناهضة للقوات المسلحة وقوات الشرطة. ** من ناحية أخري وردت معلومات أمنية حول قدوم سيارات مفخخة إلي الإسكندرية للمشاركة في أعمال إرهابية وترويع للمواطنين وتم اغلاق جميع الطرق المؤدية للاسكندرية سواء الطريق الصحراوي أو الدولي أو طريق أبيس حتي موعد ساعات الحظر. ** وتمكنت قوات الأمن من ضبط 70 من المشاركين في مظاهرات الإخوان بإلقاء الطوب والحجارة علي قوات الأمن والمنشآت الحيوية وتوزيع المنشورات الداعية للعنف وتكدير الأمن العام. ** مظاهرات الإخوان سرعان ما انصرفت في أعقاب مطاردة الأهالي وقوات الأمن لها في ظل الحماية المكثفة للفنادق والمنشآت الحيوية بشرق الإسكندرية اثناء انسحاب الإخوان وتطبيق ساعات الحظر. ** جماعة الإخوان اعلنت عن مظاهرات جديدة اليوم "السبت" في اعقاب صلاة العصر وادعت أن مظاهرات ضمت ما يقرب من مليون مواطن سكندري من مؤيدي الإخوان!