عاد الهدوء لشوارع الإسكندرية لأول مرة يوم الجمعة منذ أشهر عديدة دامية.. الطريف أن الهدوء لم يعد السبب قلة أعداد متظاهري الإخوان أو تصدي المواطنين والأمن لهم.. ولكن لانتشار اشاعة بأن حظر التجوال سيبدأ في الثانية ظهراً وهو ما دفع العديد من الأسر إلي عدم الخروج من منازلهم منذ الصباح ومغادرة البعض الآخر المساجد الي المنازل لتسود حالة من الركود التام بالأسواق وتتوقف عمليات البيع والشراء حتي بالأسواق الشعبية.. وأصبحت الشوارع خاوية منذ فترة الظهيرة خوفاً من كسر حظر التجوال المزعوم. ونعود لمفاجآت مديرية الأوقاف بالإسكندرية التي تلعب دوراً بطولياً منذ حضور الشيخ عبدالناصر نسيم وكيل وزارة الأوقاف لتولي منصبه في أعقاب ثورة يونيو حيث أصدر قراراً فورياً بنقل أمام مسجد سيدي جابر الشيخ الي أحد مساجد منطقة باكوس بعد أن تم اكتشاف وجود ذخيرة داخل المسجد بحوزة "جهادي" ظل المسجد منذ صلاة العصر للعشاء ولم يغلق المسجد أبوابه بعد كل فريضة. كما قررت الأوقاف من قبل ليتولي المنصب الجديد الشيخ أحمد فوزي المنسق العام لحركة أئمة بلا قيود. قامت مديرية الأوقاف بتغيير جميع الأئمة المحرضين ضد القوات المسلحة أو الداعين لسفك دماء المصريين ووضعت خطوط عريضة لخطبة الجمعة تدعو لوحدة الصف والمصالحة. المفاجأة الكبري كانت بمسجد القائد إبراهيم الذي اعتلي منبره لأول مرة الشيخ محمد لطفي السباعي مدير المتابعة بالأوقاف الذي دعي في خطبته لعدم سفك الدماء والأمر بالمعروف وسماحة الدين الإسلامي وفور انتهاء الخطبة حاول العشرات من جماعة الإخوان من الرجال والنساء التجمع للتظاهر وحشد المصلين حوله فكانت المفاجأة خروج نساء من المصلي المخصص لهم حاملين "الشباشب والأحذية" الخاصة بهم للدفاع عن مسجد القائد إبراهيم ومنع أي تظاهر أمامه والأغرب أنهم تمكنوا من ضبط "سورية" تهتف مع جماعة الإخوان فكان نصيبها علقة ساخنة. والأغرب أن "النساء" سارعن بمطاردة الرجال حتي الملتحين منهم لرفض التواجد أمام المسجد والهتاف ضد "الجيش المصري".