مشكلتي غريبة وأحتاج إلي من يساعدني ويوضح لي الكثير من الأمور كي أعلم إن كنت علي حق أم أنني أتصرف بشكل خاطيء وحتي لا أطيل الكلام سأعرض حكايتي مباشرة. عمري 22 سنة تعرفت علي فتاة من خلال أحد مواقع التواصل الاجتماعي ونشأت بيننا صداقة من نوع خاص.. صداقة عنوانها الاحترام ومراعاة الآخر.. وبهذا الشعار لم يخف أحدنا عن الآخر سراً وأصبح كل منا للآخر عبارة عن كتاب مفتوح. بدأت أفكر في الخطوة التالية فلم أجد سوي الاعتراف لها بحبي بعد أن تأكدت من مشاعري وبصراحة أسعدها سماع هذا الاعتراف مني واتفقنا علي أن أتقدم إلي أهلها بنهاية العام الحالي وللأمانة عشنا أياماً سعيدة وعبر كل منا في مشاعره للآخر بحب وتقدير. إلي أن حدث ما لم أفهمه حتي الآن ألا وهو اختلاق مشكلة من حبيبتي تم تضخيمها بشكل مبالغ فيه دون حتي اعطائي أي فرصة للدفاع عن نفسي.. وأنا أشاهد ما يحدث كالمصعوق.. ثم كان التطوير الطبيعي تجاهلها لي وعدم الرد علي اتصالاتي أو إيمالاتي وكأنني ارتكبت جناية كبيرة. سعيت لفهم ما حدث وحاولت الوصول لها بأي طريقة لكن بلا فائدة.. صدقني لقد طار النوم من عيني وانسدت نفسي عن الحياة.. وكان لابد أن أفعل شيئا لأفهم.. فقمت بعمل صفحة جديدة لي علي نفس الموقع وباسم مختلف وصورة أخري وسعيت للتعرف عليها.. فصدقتني ووافقت. اخترعت لها حياة وأحوالا عشتها ثم سألتها عن حياتها فاعترفت لي بأنها عاشت تجربة حب مع شاب "تقصدني أنا" لكنها تركته لأنها شعرت أنه أقل منها في المستوي وأنه لا يرقي لمستوي طموحاتها.. أدهشني كلامها فأنا أدرس بجامعة خاصة ومن أسرة مرموقة وميسورة الحال ولدي سيارتي الخاصة. مازلت أحبها لكني أشعر بجرح في كبريائي وأتمني العودة إليها ولا أدري كيف أوازن بين حبي وكرامتي.. أتمني العودة وأجد الانسحاب هو الحل.. فماذا أفعل؟ و . أ . القاهرة بالفعل هي مشكلة غريبة فيها مشاهد تصلح للأفلام السينمائية والروايات.. فأنت تحبها وهي لا تحبك وهي تحب الشاب الآخر الذي هو أنت أيضاً في نفس الوقت وهو موقف خيالي بامتياز!!! أولاً لا بد وأن نقسم مشكلتك إلي جزئين.. الأول عندما اخترت الفتاة التي رأيت انها مناسبة لك وتحلم أنت بأن تكون شريكة حياتك واعترفت لها بحبك وتفاهمتما وكل ذلك من الممكن قبوله والتعامل معه كأمر مشروع أو علي الأقل نختلف حوله وحول خطواته. المهم أن هذا الجزء كان لابد وأن يكون الأول والأخير وبإعلان الفتاة رفضها الاستمرار فكان يجب عليك أن تثور لكرامتك وتبادلها انسحابا بانسحاب وأن تحرص علي كبريائك فتتوقف عن ملاحقتها وتكرار الاتصال بها وتتبع أخبارها! أما الجزء الثاني فهو الغريب وغير المقبول ويكاد يصل بك إلي حالة من الهوس فتنتحل شخصية إنسان آخر وتعرض نفسك لمساءلة قانونية وتعيش حياة مزدوجة فأري أنك أسأت لنفسك كثيرا ويجب عليك فورا التوقف في استخدام هذا "الأكاونت المضروب" حرصاً علي نفسك ثم ان تستمع جيداً لاعترافات الفتاة عنك وتكف عن المكابرة والعناد .. أنت تري نفسك في صورة وهي مصممة علي أنك في مرتبة أقل وهي حرة. لكن ماذا تريد أنت أكثر من ذلك لتتوقف عن هذا الحب المشئوم.. خلص الكلام.. إنس أمرها.. عد إلي شخصيتك الحقيقية.. واصل كفاحك الدراسي.. وبعد التخرج الذي اقترب ابحث لنفسك عن شريكة حياة تقدرك و تري مميزاتك وتضعك في أعلي مكانة داخل قلبها بدلاً من تسول حب لن يكون وملاحقة سراب لا وجود له.. مع تمنياتي لك بالنجاح والاستقرار.