رويداً..رويداً بدأت تعود الحياة الرياضية في مصر إلي طبيعتها مع استئناف مباريات الدوري التي شهدت انضباطا ليس كاملا ولكنه معقول إذا ما نظرنا للأوضاع الحالية التي تمر بها البلاد. ولا ينكر أحد إطلاقا ان التقدم الرياضي هو أحد مظاهر تحضر الشعوب لأن الرياضة أخلاق لذا فإن عودة الحياة الرياضية في مصر إلي طبيعتها سيكون له مردود ايجابي علي المجتمع لأن التحلي بالروح والأخلاق الرياضية يعني تقبل الهزيمة مثلما نتقبل الفوز وأيضا الاستماع إلي الرأي الآخر بصدر رحب دون ان يكون هناك أي حجر علي الرأي المخالف. ولكن يجب ان تعود الرياضة هذه المرة بالمفهوم الحقيقي لها والمبدأ الأساسي الذي ذكرناه في السابق وليس كما كانت في العهد البائد أداة للنظام في تغيير الناس عما يحدث في البلاد أو ان تكون ملهاة لشغل الرأي العام عن الأزمات. لا نريد للرياضة ان تكون عصا موسي التي تستخدم لتلقف خطايا النظام كما كان يحدث من قبل نريدها ان تكون رياضة رياضة.. فقط تسمو بأخلاق الناس ولا تشغل أحداً عن متابعة أحوال الوطن وهو الآن أهم وفوق الجميع. وليس خافيا ان خروج الرياضة عن هدفها الأساسي وهو السمو بالأخلاق كان له الدور الأكبر في التعصب الذي نراه حاليا في ملاعبنا ولم ينته حتي الآن ووصل إلي حد الفتنة الرياضية بين جماهير الأندية المختلفة. أخيرا نريد انتهاء التعصب غير الرياضي بالمرة ونريد عودة الأخلاق إلي ملاعبنا من جديد حتي نستمتع حقا بالرياضة.