أكد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية ان وزارة الداخلية وقبل أن تقوم بتنفيذ قرار الحكومة بفض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة اتخذت الإجراءات القانونية حيث تم استخدام مكبرات الصوت في مطالبة المعتصمين بالخروج الآمن وانه لن تتم ملاحقتهم وقمنا بتحديد ممرات وطرق يمكنهم استخدامها حالة الاستجابة إلي هذه النداءات التي استهدفت الحفاظ علي أرواح المصريين المعتصمين وكانت الخطوة الثانية هي استخدام المياه وأيضا لم يستجب المعتصمون لذلك. قال وزير الداخلية في المؤتمر الصحفي الذي عقده - الليلة الماضية - بمقر وزارة الداخلية الذي بدأه بالوقوف دقيقة حداداً علي أرواح شهداء الشرطة البواسل الذين بلغ عددهم أمس 43 شهيداً منهم 18 ضابطا من بينهم اثنان برتبة لواء و2 عقيد و15 فردا و9 مجندين بالاضافة لموظف مدني بالاضافة إلي 211 مصابا منهم 55 ضابطا و156 فردا ومجندا معظمهم حالته خطرة للغاية وأن القوات التزمت أقصي درجات ضبط النفس. أضاف وزير الداخلية ان الوزارة عقب تلقيها تكليف رئاسة الوزراء بفض الاعتصامين عقدت عدة اجتماعات مع القيادات الأمنية تم خلالها وضع الخطط المختلفة لفضهما.. وبالشكل الذي يحافظ علي أرواح المعتصمين وبأقل خسائر وتم الاتفاق علي الأعداد التي ستشارك من القوات والمركبات والتأكيد علي عدم استخدام أية أسلحة سواء المياه والغاز المسيل للدموع وأن تكون المناشد ضرورة كي يخلي المعتصمون الموقعين دون أي اشتباكات. قال وزير الداخلية - لقد كان لدينا حرص علي سلامة المواطنين وتأخرنا في تنفيذ التكليفات أملاً في إعطاء الفرصة الكاملة للحلول السياسية وتعرضنا للنقد من قبل البعض واتهمونا بالتخاذل وارتعاش اليد في اتخاذ القرار ولم نبال بذلك لأننا كنا نتمني ألا تسيل نقطة دم واحدة فجميعنا مصريون.. وان اختلافنا السياسي لا يكون مبررا للصدام أو ازهاق الأرواح لأي من أبناء هذا الشعب العظيم الذي نعتز بكل طوائفه ونضحي من أجلهم بكل غالي ونفيس حتي ينعمون بالاطمئنان والسكينة. اضاف اللواء إبراهيم لقد شاهد الشعب أعمال العنف التي كانت تمارس في رابعة وميدان النهضة وقتل وتعذيب المواطنين الأبرياء وفضل فصيل بعينه مصالحه الشخصية علي مصالح الوطن وهددوا أمن البلاد واتخذنا القرار لفض الاعتصام والمواجهة الحاسمة لإنهاء هذا الأمر لتجنيب البلاد من أمور خطيرة لا يعلم مداه إلا الله. قال وزير الداخلية لقد حددنا الموعد بعد اتخاذ موافقة عليه من مجلس الدفاع الوطني للبدء في تنفيذ خطتنا لإنهاء هذا الأمر وقمنا بدعوة نشطاء حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام كي تتاح لهم الفرصة للتصوير والرصد ويكونوا شهداء علي ما تقوم به والتزام أقصي درجات ضبط النفس وحددنا صباح أمس موعدا للبدء في التنفيذ وقمنا بالتوجيه عبر مكبرات الصوت كي يفض المعتصمون اعتصامهم ثم المياه وعندما بدأت القوات إزالة المتاريس والحواجز فوجئت القوات بقيام المعتصمين بإطلاق الأعيرة النارية صوب القوات وطلقات الخرطوش وزجاجات المولوتوف ورغما عن ذلك التزمت القوات أقصي درجات ضبط النفس. أضاف اللواء إبراهيم ان فض اعتصام نهضة مصر تم دون خسائر وتم احكام السيطرة علي المنطقة تماما وتم ضبط عدد من عناصر الشغب و10 بنادق آلية و29 فرد خرطوش و9622 طلقة حية و6 قنابل يدوية و8 كباس خرطوش و55 زجاجة مولوتوف وعدد من الأجهزة اللاسلكية وأسلحة بيضاء وشوم وقطع حديد تستخدم في أعمال الشغب. قال وزير الداخلية ان الأمر في رابعة العدوية كان مختلفا حيث تحصن عدد من القيادات الإخوانية ومن يتعاطف معهم وصعد عدد من حاملي الأسلحة أعلي أسطح العقارات المحيطة بالمنطقة وأطلقوا النار من تلك المباني علي القوات الذين حرصوا رغم ذلك علي عدم ازهاق أرواح المعتصمين وأمام تلك الاعتداءات تم تطوير الطوق الأمني والدفع برجال العمليات الخاصة البواسل الذين نجحوا في الصعود إلي تلك العقارات والقبض علي هؤلاء القناصة وما لديهم من أسلحة وتمت السيطرة علي الميدان. أضاف وزير الداخلية ان القوات أعادت مناشدتها للمتواجدين في رابعة العدوية بالخروج الآمن وبالفعل استجاب بعضهم وتم تأمينهم عبر ممرات حتي خروجوا من المكان وتم استعادة سيارتي البث التليفزيوني التي كانت قد تم الاستيلاء عليها منذ بداية الاعتصام في رابعة العدوية كما تم ضبط 9 سلاح آلي وطبنجة و5 فرد خرطوش وكميات كبيرة من الصداري الواقية وأسلحة بيضاء وملابس عسكرية وأن عمليات التمشيط للمكان تتوصل من الساعات الأولي من صباح اليوم خاصة وان عدد الخيام والحواجز والأبنية التي أقاموها كانت كثيرة. قال وزير الداخلية ان الأجهزة فوجئت حال فضها للاعتصام بتوجيهات تصدر من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بمهاجمة المنشآت الشرطية والحكومية لإحداث فوضي في البلاد وتشتت جهود القوات لكن رجالنا البواسل دافعوا عن الأماكن التي كلفوا بحمايتها بكل بسالة إلا ان بعض تلك العناصر الاجرامية نجحت في اقتحام بعض المنشآت الشرطية وأحبطت الكثير منها فأدي ذلك الاستهشاد واصابة عدد من رجالنا وكانت أبشع الصور هي مداهمة قسم شرطة كرداسة بطلقات الأر بي جي واقتحامه وقتل مأمور القسم ونائبه واثنين من الضباط ومثل المجرمون بجثثهم كما شاهد أبناء الشعب تلك المشاهد البشعة علي الشاشات. أضاف ان 21 قسما ومركز شرطة تعرضت للاعتداء وكذلك 16 كنيسة ولا ذنب للإخوة المسيحيين الذين تعرضت أيضا محلاتهم للنهب والسرقة والحرق كما فشلت محاولات اقتحام سجن المرج وسجن الفيوم محاولين إعادة مشاهد 28 يناير 2011 للأذهان وهذا لن يحدث كما تعرض الدور الأرضي في مبني وزارة المالية بالعباسية امتداد شارع رمسيس للتحطيم وحرق كافة السيارات التابعة للوزارة التي كانت بالجراج. قال وزير الداخلية ان تلك العناصر الإجرامية قامت بسرقة 14 سيارة نقل أموال ضبطت احداها وبها أحد العناصر الإخوانية ومعه عدد من الأسلحة الآلية وتم اتخاذ الإجراءات حياله. أضاف وزير الداخلية ان الشعب فوض أجهزة الدولة في 30 يونيه بمسئولية كبيرة وحماية الوطن ونبقي أمام التاريخ قادرون علي تنفيذ هذا التكليف والحفاظ علي أمن الوطن وصون مقدساته. قال وزير الداخلية اننا نؤكد للشعب المصري اننا كنا نود فض الاعتصامين دون اللجوء للقوة وان هذا السيناريو لم نكن نفكر فيه إلا إذا استخدام المعتصمون السلاح وهو ما حدث بالفعل ورغم ذلك ضبطنا النفس وحاولنا المناشدة ثم حاصرنا المكان وكان هدفنا الذي نجحنا فيه هو إحداث حالات كبيرة من القتل رغم استخدام تلك العناصر الأسلحة الثقيلة في مواجهتنا. اضاف ان عناصر الإخوان كانوا يستهدفون اثارة الرأي العام العالمي وذلك بزيادة عدد القتلي ورتبوا وأعدوا لذلك بقيام عناصرهم باعتلاء المباني واطلاق النار العشوائي وعلي الرغم من وجود أكثر من 15 ألف معتصم في الميدان فإن من لقوا ربهم نسبة لا تقارن بنسبة الخسائر المعروفة دوليا ونؤكد ان من كانوا يقومون بحماية قيادات الإخوان هم عصابات مسلحة والجميع شاهدهم علي الشاشات إلا قناة الجزيرة التي دأبت علي بث الأخبار الملفقة وأعلنت بعد دقائق من بدء العملية عن وفاة المئات وإصابة الآلاف. أشار اللواء إبراهيم إلي ان بعض المعتصمين في النهضة أو رابعة تجمعوا في ميدان مصطفي محمود بعد خروجهم من مكان الاعتصامين وقاموا بعمل بؤرة جديدة هناك ونحن الآن بصدد قرار حظر تجوال من الساعة التاسعة مساء وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم وذلك بالتنسيق مع القوات المسلحة ولن نسمح نهائيا باقامة أي اعتصامات في أي مكان علي مستوي الجمهورية حتي لا تتكرر تلك المشاهد المأساوية. وحول ما إذا كانت هناك استعدادات من قبل الوزارة لحرب شوارع محتملة قال وزير الداخلية: نضع في اعتبارنا ذلك ولكن هذه المرة الأمر يختلف حيث ستكون مواجهة السلاح بالسلاح للدفاع عن النفس. وعن قيادات الإخوان الذين تردد ان القوات ألقت القبض عليهم قال وزير الداخلية: حتي الآن ليست هناك عملية ضبط لأسماء بعينها ولكن ألقينا القبض علي قرابة 500 من العناصر الإخوانية يتم فحصهم ولدينا معلومات عن قيام العناصر القيادية للإخوان باستئجار شقق في منطقة رابعة العدوية وجاري حاليا تمشيط المنطقة وفحص هذه الشقق ومن سيتم العثور عليه سيتم القبض عليه ونتخذ ضده الإجراءات القانونية. حول ما تم اكتشافه من أسلحة استخدمت في القاهرة والجيزة وبعض المحافظات قال وزير الداخلية: ان أجهزة الأمن لديها معلومات عن ذلك ولا يكاد يمر يوما دون أن يتم ضبط مئات الأسلحة وسوف تستمر في ذلك حتي انهاء هذه الظاهرة وبعد استقرار الأمور سنطور الخطط لتفعيل أكثر لذلك.