لا يتوقف إنتاج بشير رفعت - الفائز من قبل بجائزة المساء الإبداعية- عند القصيدة الشعرية. التي قدم فيها عدة دواوين متفوقة .. بل يواصل بشير دأبه وكفاحه البحثي ليحصل مؤخراً عي الدكتوراه عن دراسة جادة وطريفة حول "تحولات القصيدة العربية من النص إلي الغناء في الفترة من 1934 إلي 1977". نال بشير الدكتوراه بمرتبة الشرف من قسم اللغة العربية بآداب طنطا عن هذا الموضوع الشيق والجديد.. ويذكر أنه بدأ حصر هذه الظاهرة من عام 1934 بصفته العام الذي انطلقت فيه الإذاعة الرسمية المصرية. ويختتم البحث بعام 1977 لأن الفترة من 1967 إلي 1977 أصابت الحياة الثقافية بعض مظاهر التحلل. وفي غضون 26 شهراً من ديسمبر 1974 إلي مارس 1977 فقدت الحياة الفنية ثلاثة من أعمدة الغناء العربي للقصيدة الفصحي وهم: فريد الأطرش و أم كلثوم وعبد الحليم حافظ. وكذلك احتجبت فيروز عن إحياء حفلات غنائية في لبنان منذ 1977 حتي .1995 كما أن مصر تقلص دورها القيادي. واضطربت داخلياً حتي وقعت أحداث 1918 يناير 1977 وتلاها هجرة عدد كبير من مثقفي مصر إلي الخارج في عهد السادات . وسادت ثقافة الاستهلاك والتدين الشكلي. كل هذه الظروف كما يقول د. بشير وقعت في رسالته - أدت إلي الانسحاب التدريجي للأغنية الصحي وعدم تقبل الغناء بوصفه مظلة فنية تجمع العرب. قسم الباحث رسالته إلي عدة فصول تتناول وجوه الكتابة الشفاهية وظاهرة توليف أبيات من قصائد مختلفة لغنائها في قصيدة واحدة كما حدث في الأطلال لإبراهيم ناجي.. وبعض الأغاني تنتخب من قصيدة واحدة وأخري من مسرحية مثل أغاني: دع سمائي. وشهرزاد. وهمسة حائرة. هناك فصول أخري بعنوان: الشفاهية تكتب. والشفاهية تنتخب وتبعثر. والتغيير اللفظي ثم أخيراً ما فعلته الأغنية بالقصيدة و ما فعلته للقصيدة وقد جرت الدراسة في شكل عذب بعيد إلي حد كبير عن جفاف الدراسات الأكاديمية.