تعد سكك حديد مصر الثانية علي مستوي العالم بعد انجلترا والأولي في افريقيا والشرق الأوسط حيث أنشئت عام 1851 لكنها للأسف شهدت أهمالاً كبيراً علي مدي سنوات طويلة تزايد بعد الثورة لوقوع كثير من الحوادث.. كما عانت السكه من تهالك أسطولها من القطارات ما أثر علي عدم انتظام حركة السير وعدم شعور المواطن بالأمان. تمتد شبكة السكة الحديد بطول 9000 كم منها 4872كم مجموع الخطوط الطوالي "الرئيسية" وتحوي 705 محطات منها 200 محطة رئيسية بعواصم المحافظات بطول 1000كم لتربط شمال مصر بجنوبها بالاضافة لنقل البضائع بين الموانيء المصرية. يحتوي اسطولها علي 820 جراراً و3500 عربة تساهم في نقل ما يزيد علي 1.4 مليون راكب يومياً. اكد المسئولون أن حالة الهيئة رغم المجهود المضني في تراجع مستمر بسبب تدهور الحالة العامة للقطارات التي ظهرت عليها أمراض الشيخوخة بوضوح. اكدوا أن الفترة المقبلة ستشهد تغييراً جذرياً يقيد لها حيويتها بتطوير كامل لكافة قطاعات الهيئة وأن هناك 760 عربة جديدة عادية "غير مكيفة" تم التعاقد عليها لحل مشكلة نقص العربات والتأخير بشكل نهائي وطالبوا المواطنين بعدم قطع طرق السكة الحديد والتي بلغت في مايو الماضي 78 حالة أثرت بشكل مباشر علي انتظام الحركة وخسائر بالملايين. في البداية يؤكد المهندس حسين زكريا الفضالي رئيس هيئة السكة الحديد قائلاً: نعتذر للجمهور لتأخير الرحلات لأن عدم انتظام المواعيد في الفترة الأخيرة خارج عن ارادة الهيئة فقطع الطرق وتعطيل الحركة من قبل المواطنين أصبح متكرراً ويؤدي لخسائر كبيرة ففي شهر مايو هناك 87 حالة تجمهور وقطع للسكة الحديد وهناك 77 حالة في شهر يونيو وهذا يؤدي لخسائر بالملايين وتعطيل مصالح المواطنين وعدم التمكن من عمل الصيانة ولن يشعر المواطن بتحسن في الخدمة طالما كان هناك قطع للطرق. يضيف أن الفترة القادمة سوف تشهد شراء 750 عربة جديدة غير مكيفة وهناك حوالي 116 عربة في الاحلال والتجديد. وهناك مخطط ينفذ الآن لتطوير كافة المزلقانات علي مستوي الجمهورية لتعمل بشكل الكتروني للمحافظة علي أرواح المواطنين وسيتم الانتهاء من 300 مزلقان من عدد 1300 مزلقان علي مستوي الجمهورية قبل نهاية 2013 مع تطوير الاشارات والمزلقانات لتعمل بشكل اليكتروني ومع ادخال العربات الجديدة في الفترة القادمة سيؤدي لانفراجة حقيقية في منظومة عمل السكة الحديد بما يضمن معه راحة ما يقرب من 1.5 مليون راكب يومياً. يقول المهندس محمد محسن رئيس الادارة المركزية لصيانة الوحدات المتحركة بالقاهرة نعاني الآن من تراكمات كبيرة في اهمال مرفق السكة الحديد حتي وصلنا لهذه الدرجة من تهالك معظم العربات والجرارات 80% منها عمرها الافتراضي انتهي لكن المهندسين المصريين بالورش يقومون بصيانتها. يضيف: هناك اكثر من 200 عربة جديدة صناعة مصرية في الطريق وعدد الجرارات العاملة بالهيئة تكفي للتشغيل فقط دون وجود احتياطي لها لمواجهة مشاكل عارضة فلا يوجد بديل وهذا لا يمكننا من اجراء الصيانة لها بشكل كامل ولا يمكننا من زيادة عدد الرحلات لأنها تحتاج لجرارات وعربات اضافية. وعن أهم المشكلات التي تعاني منها الهيئة: السرقات المتكررة لمحتويات القطارات التي تقدر بالملايين واللصوص لا يعرفون قيمتها ويبعونها خردة مثل أجهزة التحكم الآلي يتم تكسيره لسرقة النحاس من داخله ويبعونه بالكليو وايضا الكابلات وهناك عصابات مخصصة للسطو علي ورش السكه الحديد ويوضح أن سلوكيات المواطنين تزيد من أعباء الصيانة وضياع الأموال علي الهيئة وعلي سبيل المثال عربات القطارات العادية يتم عمل عمرة كاملة لها كل 18 شهراً وبمجرد عملها يقوم المواطنون بتكسير الزجاج واتلاف انظمة الانارة وسرقة حنفيات المياه من داخل الحمامات حتي الكراسي يقومون بتمزيقها واتلافها. يؤكد مصطفي رشاد نائب رئيس هيئة السكه الحديد للصيانة والدعم الفني أن قطاع الصيانة هو أهم وأخطر قطاع بالسكه الحديد لانه المسئول عن جميع الوحدات المتحركة سواء جرارات أو عربات ركاب والبضائع بكافة أنواعها بجميع مدن الجمهورية ونحن نعمل في ظل ظروف شاقة لا يتحملها بشر. يضيف: بالرغم من الظروف الاقتصادية الحالية فقد تم التعاقد علي 212 عربة مكيفة سوف تصل أول اكتوبر القادم. وهناك تطوير لعدد 116 عربة فرنساوي من خلال مهندسي الصيانة وهذه العربات ستكون بداية التطوير الحقيقي للهيئة. هناك ايضا 545 عربة أسباني مكيفة يتم تطويرها بالاضافة إلي 1050 عربة مميزة كل هذه العربات يتم الانتهاء منها خلال سنتين كل هذا بأيدي الفنيين والمهندسين في ورش الصيانة وبعض العربات وصل عمرها إلي 45 عاماً في الخدمة وهذا رقم قياسي لمدة عملها فثمن العربة الوحيدة الجديدة يبلغ ما يقرب من 10 ملايين جنيه.. كما أن ثمن الجرار الواحد يصل إلي 30 مليون جنيه. أما سائقو القطارات فهم دائما في صدارة الأحداث ومواجهة المواطنين ويتحملون العبء الأكبر من غضبهم.. يقول حسن حبيش: لا يوجد عربات كافية للقطارات وننتظر وصول القطارات القادمة من السفر للقيام برحلة أخري والسبب يرجع لصيانة معظم العربات نظراً لسوء حالتها. يضيف: لا يوجد صيانة كافية للجرارات لعدم وجود قطع غيار أو احتياطي لها ودائماً تفتقد لعوامل الأمان 70% من الجرارات معطل بها جهاز atc وهي الخاصة بايقاف القطار عند الطواريء وجميع لمبات الاشارات الخاصة بجهاز التحكم الآلي معطلة ورغم ذلك يقوم السائقون بقيادة القطارات معتمدين علي خبرتهم وذلك من أجل عدم تعطيل مصالح المواطنين. يؤكد عبدالغني سعيد أنه منذ 35 عاماً يعمل سائق قطار ولم يشهد مثل هذه الفترة من تهالك القطارات.. يري أنه لابد من نقل جميع الفنيين بشكل دوري من مكان لآخر حتي لا تتحول العلاقة بين الفنيين والمهندسين إلي صداقة علي حساب العمل فهم يقومون بالتوقيع علي أن القطار صالح للسير دون عمل صيانة له مجاملة للمهندسين..!!. يوضح جمال نصر سائق قطار أن السكة الحديد لابد من تحديثها بأسرع وقت ومن يديرها لابد يكونون من ذوي السجل النظيف والضمير الآن صفقة الجرارات الأخيرة التي كنا نأمل بها خيراً لا يوجد منها الآن سوي 40 جراراً فقط وهي متهالكة وبالنسبة ل80 جراراً الأخري مازالت قابعة بالورش لعدم صلاحيتها أو مطابقتها للمواصفات. يقول محمد طه عبدالرازق سائق قطار: الجرارات انتهي عمرها الافتراضي منذ 30 عاماً والعوامل الجوية اثرت بالسلب علي حالتها حيث ان البرومة تنهش في جسد الجرارات والكثير منها أصبح لا يصلح. مع الركاب ويشير خالد عوض أحد ركاب خط الزقازيق: لا أستخدم سوي القطار في الوصول بشكل يومي لعملي بالقاهرة وكله ما نحتاجه هو الوصول في المواعيد المحددة حتي لا نتأخر عن أعمالنا لذا لابد من تفعيل دور الشرطة للقضاء علي ظاهرة قطع الطرق. ويضيف محمد مجدي أن القطارات المكيفة اصبحت شديدة الزحام بسبب دخول المواطنين إليها ممن لا يحملون تذاكر..! أولاً الهيئة تقوم بصرف تذاكر اكثر من عدد كراسي القطار..!. يؤكد محمد المصري صاحب شركة: اصبحت عربات السكه الحديد غير آدمية فدائماً غير نظيفة والزجاج مكسور والجرارات قديمة أو معطلة حتي الكراسي متهالكة. علاء عادل موظف: أعمل بالقاهرة واسكن ببنها وكل ما أطلبه ان يستقل مسئولو الهيئة القطارات معنا للتعرف علي مدي المعاناة من سوء حالة القطارات كما أن معظم الخصومات بالعمل سببها تأخير القطار في الوصول والهيئة ترفض منحنا ورقة بذلك لتقديمها لجهة العمل. صبحي قطب موظف: لا يوجد قطار يتحرك بعربات كاملة حسب ما هو مبين في خطة التشغيل مما يجعل الزحام شديداً لتكدس الركاب ومثال لذلك قطار 4 المتجه من القاهرة إلي الاسكندرية مقرر له 14 عربة ويصل لنا ب 7 عربات فقط..!. ويؤكد كل من محمد عبدالفضيل ومحمد عبدالمقصود أن جميع الحمامات داخل القطارات سواء المكيفة أو غير المكيفة غير صالحة للاستخدام ونحن نعلم أن المشكلة منذ عقود وليس الآن ونطالب بخطة كاملة لتطويرها حيث ان معظم الموظفين يعتمدون عليها في الوصول لأعمالهم. يوضح محمد منصور: نطالب دائما بتوفير عوامل الأمان بالقطارات دون جدوي حتي أصبح لا يمر عام دون حادث مروع بسبب تهالك شبكة القطارات.تمدون عليها في الوصول لأعمالهم. يوضح محمد منصور: نطالب دائما بتوفير عوامل الأمان بالقطارات دون جدوي حتي أصبح لا يمر عام دون حادث مروع بسبب تهالك شبكة القطارات.