من النماذج المشرفة في مسيرة آل البيت تلك المولودة السعيدة التي ادخلت الفرح والبهجة إلي أسرة الإمام علي بن أبي طالب وزوج السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما ومما ضاعف هذه البهجة للأسرة النبوية ان تسمية المولودة الصغيرة جاء باسمها أمين وحي السماء جبريل عليه السلام فقد أخبر سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم بأن الرحمن يقرئك السلام وقال: سم هذه المولودة زينب هذا التشريف من جانب رب العالمين أضفي علي الأسرة السعيدة الكثير من البهاء والجمال ومضاعفة الشكر للحق سبحانه لهذا التكريم والتشريف واعتبرت من المبشرات التي تلقي علي كاهل آل البيت الكثير من الأعباء ومقابلتها بالشكر والحمد والثناء علي رب العباد ولا غرو فإن كثرة الأعباء ترفع الدرجات في يوم الميعاد. في نفس الوقت عمت الفرحة آل هاشم وأصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم فأقبل المهئنون يزفون البشري بتلك الابنة السعيدة ويباركون آل بيت النبوة بهذا الوجه الصبوح التي تحمل تلك الملامح المشرقة والوجه المضيء لآل هاشم جميعا. السعادة ترفرف علي هذه الرحاب الطاهرة لأن زينب في المهد تبدو السماحة والنور في وجهها المشرق الكل يداعبها سعيدا بالإشراقة الطيبة خاصة ان جدها سيد الخلق صلي الله عليه وسلم أطلق عليها اسم خالتها كبري بناته صلي الله عليه وسلم تنفيذا لأوامر رب العباد والمولودة السعيدة في مهدها ووجها يتهلل بإشراقة تسعد كل من يتطلع لهذا الوجه الصبوح. هذه المولودة السعيدة تشرفت بأنها حملت اسم خالتها السيدة زينب رضي الله عنها وهذه الخالة هي ابنة السيدة خديجة بنت خويلد أولي زوجات سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم وهي التي وقفت بجوار الرسول ودعمته ماديا وأدبيا ولم تبخل بأي جهد للتخفيف عن الرسول صلي الله عليه وسلم وظلت بجواره تشد أزره وتبارك كل خطواته وقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم يعتبرها الصدر الحنون وكان يقدر لها هذه المواقف التي تشرق الأنوار من كل جوانبها ولذلك حزن الرسول صلي الله عليه وسلم حزنا شديدا لوفاة هذه الزوجة الصالحة أم المؤمنين والتي بشرها رب العالمين ببيت في الجنة. هذه المولودة السعيدة احدي حفيدات السيدة خديجة بنت خويلد ذرية طيبة بعضها من بعض سلالة طاهرة. تشرق الأنوار في بيت النبوة والأنوار تتلألأ في بيت الامام والابتسامة لا تفارق العزيزة زينب الصغيرة. يبدو ان كل مولود له من اسمه نصيب. فقد سعدت المولودة باسم خالتها ابنة المصطفي صلي الله عليه وسلم وهذه الخالة محل تقدير أبيها صلي الله عليه وسلم. فقد تربت في حجرة وتعهدتها بالعناية والرعاية أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها فقد كانت نعم الأم وعندما كبرت الخالة تزوجت ابن خالتها هالة بنت خويلد واسمه العاص بن الربيع وبعد الاسلام ألحت عليه الخالة زينب أن يسلم فأبي ثم جاءت غزوة بدر وتم أسره وعندما قبل الرسول بعد مشاورات مع الصحابة قبول الفداء من هؤلاء الأسري بعثت زينب الخالة بقلادة لها كي تفتدي بها زوجها الأسير فلما رآها رسول الله عرفها وتذكر ان هذه القلادة قد أهدتها السيدة خديجة لها وقد ترحم الرسول علي أم المؤمنين وتكلم مع الصحابة بشأن العاص بن الربيع فأطلقوا سراحه وقاموا برد القلادة للسيدة زينب وقد اسلم العاص بعد ذلك ولذلك رد عليه الرسول زوجته زينب تلك هي أنوار النبوة تظل الجميع في رحابها. المولودة السعيدة أخذت تنمو مع الأيام والسعادة تتضاعف لدي الامام ولريحانة رسول الله صلي الله عليه وسلم السيدة فاطمة الزهراء الابنة الصغيرة تنمو مع الأيام. تتربي في بيت كله أنوار وطهارة جدها صلي الله عليه وسلم يسعد برؤيتها وقد ظلت في بيت النبوة لمدة 5 سنوات تتمتع برعاية جدها وملاحظتها وكان يداعبها فهو صلي الله عليه وسلم الرءوف الرحيم. هذه الابنة العزيزة فقدت جدها صلي الله عليه وسلم وعمرها نحو 5 سنوات وقد شهدت مدي الأحزان التي عمت الأسرة لوفاته صلي الله عليه وسلم لكنها بعد عام واحد فقدت أمها الفاضلة السيدة فاطمة الزهراء. بينما عمرها ست سنوات وقد حزنت لفقد والدتها لكنها لم تنس وصيتها لكن ما هي هذه الوصية سوف نتعرف عليها غداً بإذن الله.