لأنها الرياضة ولأنها كرة القدم تحديداً فإن جاذبيتها تستطيع ان تأخذك من أي حدث وتشد انتباهك ولو لوقت قليل فهي أشبه بصاعقة كهربائية تضرب وتتوقف برغبتها رغم أنف أي أحد.. وتزداد الصاعقة بمصدرها ومصدر القوة اليوم من الأهلي هذا النادي الذي له عالمه الخاص وجماهيره التي تضعه في المقدمة دائماً وتصنع حوله حالة في كل الأوقاف وفي كل الظروف والتاريخ خير شاهد علي ذلك. فمع دقات الرابعة والنصف عصر اليوم يدخل النادي الأهلي مواجهته الافريقية الثانية أمام أورلاندو بيراتس "القراصنة" بطل جنوب افريقيا ضمن مباريات المجموعة الأولي بدور الثمانية لدوري الأبطال.. وكان الأهلي قد افتتح مشواره بتعادل ايجابي 1/1 مع الزمالك بينما تعادل أولاندو مع ليوبار الكونغولي سلبياً. ولأن الأهلي جزء وفصيل من مصر فمن الطبيعي ان يعاني مثلما تعاني مصر.. فقبل كل مباراة يخوضها يجد الكثير من المعوقات التي تواجهه وليس أدل علي ذلك من ان يؤدي الأهلي مباراته في الجونة وفي عز الحر ونهار رمضان واللاعبون صيام ولم يكن اللاعبون قد تخلصوا بعد من اثار مباراتهم الأولي مع الزمالك والتي عاني فيها الفريقان. كان الأهلي قد حاول عبثاً ان يلعب المباراة في القاهرة ولكن الظروف الأمنية حالت دون ذلك ولا يملك احد حق الاعتراض علي هذا الرفض خاصة مع تصاعد الأحداث والموقف الصعب الذي يعيشه رجال الشرطة يومياً في وقت كان قد بدأ يستعيد فيه ثقته في الشارع المصري.. وسواء اتفقنا أو اختلفنا معه فهو في مأزق حرج. هذا الموقف الحرج لاشك سيمنح المنافس الجنوب افريقي مميزات عديدة لانه غير صائم ولن يفرق معه الحر الذي هو معتاد عليه فيعرف كيف يجهد الأهلي وينقض عليه في الوقت المناسب.. وهذه الرؤية لم ينكرها محمد يوسف المدير الفني للاهلي الذي قال ان الظروف منحت منافسه مميزات قد تصعب من موقف الأهلي.. ولم ينكر روجر دي سا المدير الفني لأورلاندو نفس الكلام بل أكد عليه قائلاً انه سيستغل الهدايا التي قدمها منافسه له وسيلعب للفوز علي الأهلي في ملعبه فهي فرصة لن تعوض. برغم الظروف التي تحدثنا عنها إلا ان الأهلي يملك من الخبرات ما يجعله يجتاز هذا المطب.. الأهلي لديه خبرات اللعب في رمضان.. وخبرات اللعب في المواقف الحرجة وكم من مرة تعرض لظروف أشد قسوة ونجح فيها في كل الأوقات ومع فرق أقوي من أورلاندو. مع الخبرات هناك متطلبات تدفع الأهلي لمزيد من التركيز فهو في أمس الحاجة للفوز وللثلاث نقاط بعد ما تعادل في الجولة الأولي مع الزمالك وفقد مزيد من النقاط يهدد موقفه ويمنح افضلية لمنافسه حتي وان أدعي البعض ان الأهلي لو لم يوفق ذهاباً فهو قادر علي التعويض إياباً ولكن هذا الأمر لم يعد مضموناً في ظل تطور الكرة الافريقية التي تقدم لنا في كل يوم جديداً ولا يعرف أحد ظروف اللقاء القادم.. ومن غير المعقول في الوقت الذي نرسخ فيه ان البطل يفوز خارج وداخل ملعبه فنجد الأهلي يخسر في ملعبه. الذي يدعم موقف الأهلي هو اكتمال قوته الضاربة.. فالصفوف مكتملة ويملك محمد يوسف أوراقاً تخوض اللقاء وبدائل لا تقل عن التي ستبدأ المباراة. وقبل الخوض في النواحي الفنية فلابد ان يعرف الجميع ان هذا الفريق يلعب في مصر لأول مرة في تاريخه ولم يسبق ان واجه فريقا مصرياً في أي مناسبة.. وهو من الأندية قديمة النشأة "1937" وسبق ان فاز ببطولة افريقيا مرة واحد في نسختها القديمة عام "1995" وهو حاصل علي بطولة الدوري في جنوب افريقيا تسع مرات. وصعد هذا الفريق لدوري المجموعات بعد الفوز علي فرقة داجابال من جزر القمر 5/0 و4/0 وزاناكو الزامبي بالخسارة ذهاباً 0/1 والفوز ايابا 2/1 ومازيمبي الكونغولي في أدوار ال 64 وال 32 وال 16 والمعروف ان مازيمبي من أقوي فرق القارة ولكن أورلاندو هزمه ذهاباً 3/1 وخسر منه ايابا 0/.1 وكان قد استطاع ان يسجل في المباراتين السابقتين خارج ملعبه.. ومن خلال نتائجه يتضح انه يلعب بشكل متوازن يهاجم بشراسة ويدافع بكل قوة.. وهو يضم في كل مركز أكثر من لاعب مميز. وعودة للأهلي الذي يملك من اللاعبين ما يجعل أي فريق أمامه يتضاءل.. ففي الأهلي الحارسان شريف إكرامي ومحمود أبوالسعود وفي الدفاع أحمد فتحي "شريف عبدالفضيل" ووائل جمعة وسعد الدين سمير "محمد نجيب" وسيد معوض "أحمد شديد" وفي وسط الدفاع شهاب الدين أحمد وحسام عاشور رامي ربيعة وتريزيجيه ومانجا" ووسط الهجوم أبوتريكة ووليد سليمان وعبدالله السعيد "دومينيك" وأحمد عبدالظاهر "سيد حمدي". ومن هذه الأسماء يتضح ان محمد يوسف سيجد نفسه في ورطة عند اختيار ال 18 الذين سيخوض بهم اللقاء ولا يعرف من سيستبعد حيث لكل لاعب ضرورة في الفريق. لكن المؤكد أن يوسف سيلعب بطريقته المعتادة 1/3/2/4 وهذه الطريقة من مميزاتها انها تتحرك داخل الملعب ويمكن تغييرها حسب الظروف خاصة في نصف الملعب الهجومي فلو لعب عاشور وشهاب وأمامهما أبو تريكة وسليمان والسعيد وأمامهم عبدالظاهر قد تتحول ل 2/4/4 بتقدم ابوتريكة مع عبدالظاهر ورجوع السعيد و سليمان بجوار شهاب وعاشور وتتحول ل 3/3/4 بتقدم السعيد وسليمان يمينا ويسارا مع عبدالظاهر وأبوتريكة والسعيد ويبقي سليمان في الخلف وتتحول ل 4/2/4 بتقدم تريكة والسعيد وسليمان وهذا الأمر يتم فقط في حالتين أولاهما الشعور بالسيطرة التامة علي اللقاء وضعف الخصم والثاني ان يتخلف الأهلي بهدف ويصبح لا سبيل سوي الهجوم بأكثر من لاعب وهنا قد يلجأ يوسف لأوراق هجومية أخري مثل السيد حمدي أو دومينيك بل ان هناك ظروفا قد تدفع المدرب للعب بطريقة 3/4/3 ومن الطريف ان الأهلي يملك كل الأوراق لكي يلعب بأي خطة. والمتتبع لطريقة لعب الأهلي سيكتشف انه يلعب بطريقة محمد علي كلاي الذي يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. فالأهلي يجيد السيطرة علي منطقة الوسط ويجيد التمرير وان عابه فقط عدم فاعلية مهاجميه التي تفقد الفريق متعة السيطرة علي الملعب فالسيطرة بلا أهداف لا معني لها وقد سيطر الأهلي كثيرا في لقاء الزمالك ولكن غابت الفاعلية الهجومية فتعادل من ضربة جزاء ومع قليل من التركيز من جانب عبدالظاهر وتوفيق لأبو تريكة يستطيع الأهلي تحقيق الفوز خاصة مع كثرة انطلاقات وتمريرات أحمد فتحي وسيد معوض.