أسئلة كثيرة وردت إلي باب "فتاوي وأحكام" يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور الدين والدنيا. عرضناها علي فضيلة الشيخ فوزي القوصي امام وخطيب مسجد البحاروة بقوص محافظة قنا. فكانت إجاباته كالتالي: * يسأل ممتاز السيد قائلاً: هل يجوز صرف الزكاة لبناء مستشفي لعلاج مرضي الكبد بالمجان. ومن أحق الناس بالزكاة؟ * مصارف الزكاة وضحتها الآية الكريمة في قول الله تعالي: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم" "التوبة- 60" وليس بناء المستشفي من بينها. ولهذا فلا يجوز بناء مستشفي من مال الزكاة وليكن من الصدقات العامة بعد دفع الزكاة في مصارفها. وأفضل ما تخرج منه الزكاة هو اخراجها بما هو أنفع للفقير. * تسأل "أميرة. س" هل المرأة مجبرة علي العمل في منزل زوجها؟ ** لا يجب علي المرأة خدمة زوجها وأولادها منه. إلا أن تتبرع بذلك طواعية منها. فإن تبرعت به أجرت. وإن أبت فعلي الزوج أن يهييء لها خادماً يقوم بهذه الأعمال في حدود مكانته وقدراته المالية وهذا يعد جزءاً من النفقة الواجبة عليه. * يسأل مبارك حنفي عن حكم أداء فريضة الحج بمال مسروق وهل يقبل الله هذه الفريضة أم لا؟ ** الحج فريضة علي كل مسلم مكلف مستطيع. فمتي أداه المكلف بشروطه وأركانه صح شرعاً وسقط عنه سواء أداه بمال حلال أو حرام. غير أنه إذا أداه بمال حرام كان حجه صحيحا ولكنه غير مقبول ومعني ذلك أنه لا يعاقب عقاب تارك الحج ولكنه لا يقبل منه ولا يثاب عليه. لأنه أداه بمال حرام ولا تنافي بين سقوط الفرض عنه وعدم قبوله وأنه لا يلزم من الصحة القبول وصار كالصائم الذي يغتاب الناس فإنه يسقط عنه الفرض لأدائه بأركانه ولكنه لا يقبل منه ولا يثاب عليه. ومن هذا يعلم أن الحج بالمال المسروق أو بأي مال حرام يسقط الفرض ولكنه غير مقبول عند الله. * يسأل حساني أنور: ما حكم الشرع في العمل أو فتح نادي فيديو للأفلام الهندية أو العربية والأجنبية؟ ** إنشاء نادي فيديو للتكسب منه حرام بناء علي ما يعرض فيه من أشرطة تخالف الإسلام وتدفع الشباب إلي الفساد والفجور والاعتداء علي القيم الإسلامية السليمة وكل ما كان كذلك فهو حرام لما يؤدي إليه من شرور ومفاسد والله أعلم. صلاة المرأة * تسأل حنان حريج: ما حكم من تصلي وهي مكشوفة الرأس بحجة أنها تصلي في البيت ولا يراها الناس؟ ** صلاتها غير جائزة وباطلة. لأن جسم المرأة كله عورة ولا يحق لها أن تعلل بأنها تصلي في بيتها وأن أحداً لا يراها من البشر. فالله تعالي يراها والملائكة تراها والفقهاء أجمعوا علي أن المرأة لا يظهر منها إلا الوجه والكفان سواء في الصلاة أو خارجها وتغطي جميع جسدها والله أعلم. * يسأل يوسف محمود: هل التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل عقب الفراغ من الصلاة يكون جهراً أم سراً. أرجو التوضيح حسما للخلاف بين بعض أهل العلم؟ ** روي مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "من سبح دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" وفي رواية أخري لمسلم عن كعب بن عجزة رضي الله عنه. عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين تسبيحة وثلاثا وثلاثين تحميدة وأربعاً وثلاثين تكبيرة" وقد اختلف العلماء فيها من حيث الاسرار بها أو الجهر فذهب بعضهم إلي أنه لا بأس بالجهر بها. لما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما "أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة" "أي الصلاة المفروضة" كان علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم. وفي رواية للمسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلي الله عليه وسلم بالتكبير" وذهب البعض الآخر إلي أنه من الأفضل الاسرار بها حتي لا يترتب علي الجهر بها تشويش علي بعض المصلين المسبوقين أو المتنفلين وكان الجهر بها من النبي صلي الله عليه وسلم. كما جاء في الاحاديث المشار إليها سابقاً إنما هو بقصد التعليم ثم كان الاسرار بها بعد ذلك وهو الأفضل. * يسأل محمد حساني أنور: هل قراءة القرآن والصلاة علي القبور حرام أم حلال؟ ** قراءة القرآن في القبور عمل لم يشرعه الله تعالي بالأسلوب المتبع الآن كأن يستأجر الإنسان شخصا ليقرأ علي أرواح موتاه. فهذه القراءة لا ثواب فيها للقارئ لأنه مستأجر ولا ثواب فيها للمؤجر. لأنه لم يقرأ شيئاً أما إذا قرأ الولد لأبيه أو أمه القرآن بقصد وصول الثواب إلي والديه فإنه يصل إن شاء الله. لما رواه أبو هريرة أن رجلا قال للنبي صلي الله عليه وسلم "إن أبي مات ولم يوص أفينفعه أن اتصدق عنه" قال: نعم رواه أحمد ومسلم وفيه دليل علي أن ما فعله الولد لأبيه المسلم يلحقه ثوابه لقوله صلي الله عليه وسلم: وولد صالح يدعو له وأفضل الدعاء ما كان يلفظ القرآن وقراءة أولي من أي دعاء وعلي ذلك فقراءة القرآن في القبور جائزة ولا حرمة فيها أما الصلاة في القبور فقد اختلف فيها. فالجمهور يرون جواز الصلاة فيها علي الميت إذا كان قد صلي عليه قبل الدفن واستدلوا بقوله صلي الله عليه وسلم: "إن هذه القبور مملوءة ظلمة علي أهلها وأن الله ينورها لهم بصلاتي عليهم" متفق عليه. أما إذا كان الميت قد دفن ولم يصل عليه فالصلاة علي القبر فرض ثابت بالأدلة وإجماع الأمة وذهب فريق آخر إلي عدم جواز الصلاة علي القبر والراجح هو الأول. سجدة الشكر * يسأل رمضان سعد عبادي "مدرس": ما هي سجدة الشكر. وما حكمها. وما دليل مشروعيتها. وهل يشترط لها الطهارة أولاً؟ * ذهب جمهور الفقهاء إلي استحباب سجدة الشكر لمن تجددت لها نعمة تسره أو صرفت عنه نقمة.لما روي عن أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم كان إذا جاءه أمر يسره خر ساجدا لله تعالي. أخرجه الخمسة إلا النسائي وروي البيهقي بإسناد صحيح علي شرط البخاري "أن عليا رضي الله عنه لما كتب إلي النبي صلي الله عليه وسلم بإسلام همذان خر ساجدا ثم رفع رأسه وقال السلام علي همذان. السلام علي همذان"وروي البخاري عن كعب بن مالك وهو أحد الثلاثة الذين خلفوا: سجد لما جاءته البشري بتوبة الله عليه وفي هذه الأحاديث دلالة واضحة علي شرعية سجدة الشكر واختلفت هل يشترط لها الطهارة أم لا؟ فقيل يشترط قياسا علي الصلاة وقيل لا يشترط لأنها ليست بصلاة. وإن كان من الأفضل أن يؤديها الإنسان علي طهارة مستقبلا بها القبلة وذهب المالكية إلي القول بكراهة سجدة الشكر وإنما المستحب عندهم عند حدوث نعمة أو اندفاع نقمة صلاة ركعتين شكراً لله تعالي.