الانشقاقات داخل جماعة الإخوان بإعلان 3 كيانات جديدة الخروج من عباءتهم هي "إخوان بلا عنف" و"إخوان جدد" و"إخوان أحرار".. هل هي بداية جديدة للجماعة تصحح فيها مسارها بعد أن لقت ضربة قاصمة بعزل الرئيس مرسي بعد عام واحد من الحكم.. أم انها بداية الانهيار التي يعود تاريخها إلي عام .1928 رجال وخبراء السياسة تشككوا بداية في مصداقية هذه الحركات الانفصالية عن الإخوان حيث ان الذي قام بها من الصفوف الخلفية للجماعة تربوا علي أيدي القيادات الحالية ويؤمنون بمبدأ السمع والطاعة ومن الصعب أن يتغيروا دون إعادة تأهيل لهم. قالوا: من الصعب الحكم بصورة نهائية علي هذه التجربة الآن فقد تكون مجرد مناورة سياسية للخروج من الوضع المأساوي الذي تعيشه الجماعة ومحاولة يائسة للاندماج في جهود المصالحة الوطنية. أكدوا أن علي هؤلاء المنشقين اثبات حسن نواياهم أولاً وانهم قادرون علي بدء عصر جديد بعيداً عن التقاليد والتي تربوا عليها في كنف هذه القيادات. * د. عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق والقيادي بحزب الدستور يري أن تجربة الانشقاق يصعب الحكم عليها في الوقت الراهن لأننا كدولة نعيش حالة من الصراع الحاد والساحة السياسية مليئة بالعنف والاضطرابات وفي نفس الوقت الإخوان لم تكن جماعة صغيرة بل جماعة كبيرة انتهت تجربتهم في الحكم بفشل ذريع وخسارة لتاريخ طويل. أضاف: ان الوضع الحالي للإخوان يؤدي حتماً إلي امكانية حدوث انشقاقات وخلافات وتمرد ولكن مدي قرب أو بعد هذه الجماعات الجديدة عن فكر الجماعة ومدي التمسك بمنهاجها إلي النهاية أو الأخذ باتجاهات إصلاحية تؤدي إلي اندماجهم في الحياة السياسية من الصعب تأكيده في هذه الفترة. أضاف: لا نستطيع أن نقول بانتهاء جماعة الإخوان نتيجة هذه الانشقاقات الحادة ولكن ما نستطيع أن نؤكد عليه ان الأزمة الحالية للجماعة هي الأخطر والأعمق التي تتعرض لها في تاريخها الطويل وهي الأشد من أزمات الأربعينيات والخمسينيات والستينيات. أشار إلي ان السنة الماضية تركت تأثيراً سلبياً كبيراً علي كافة تيارات الإسلام السياسي وكشفت الضعف السياسي للجماعة وعدم قدرتهم علي إدارة شئون دولة وكشفت من ميلهم للانفراد بالسلطة وأن الديمقراطية لديهم مجرد وسيلة وليست هدفاً لبناء نظام ديمقراطي والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل هؤلاء الشباب الجدد سوف يستطيعون التخلص من هذا المنهاج.. والأيام القادمة سوف تجيب عنه. الممارسة الحقيقية * د. مغاوري شحاته رئيس حزب مصر القومي يري أن هذه الانشقاقات غير مجدية ولن تؤدي إلي تعديل في فكر الجماعة لأن من قام بها من الصفوف الخلفية للإخوان تربوا علي قيم راسخة لديهم وأعتقد أنه تم الدفع بهم من جانب بعض القيادات التي تحاول التخفي وراء المعتصمين بالرغم من ان بعضهم متهم بالخيانة العظمي والادعاء بأن ما حدث في 30 يونيو هو انقلاب وليس ثورة ومن ثم التحريض ضد الجيش. أضاف: ان هذه الانشقاقات في رأيي محاولة للخروج من الوضع المأساوي الذي تعيشه الجماعة بسبب اتهامم بإشاعة الفوضي والتخريب وحشد الفقراء والدهماء في ميدان رابعة في حالة فوضوية غير مبررة. أكد اننا يجب ألا نتعامل مع هذه الانشقاقات بحسن نية إلا إذا أثبتوا من خلال الممارسات الحقيقية علي الأرض بأنهم يؤمنون بمنهج الاستنارة ودخلوا عهداً جديداً يؤدون من خلاله خدمة المواطن المصري وليس اتباع مبدأ الأممية الذي يؤمنون به وساعتها يمكن أن نقول الجماعة بعثت من جديد. * نبيل زكي المتحدث الرسمي لحزب التجمع يتشكك في أن تكون هذه الحركات الانفصالية عن جماعة الإخوان بداية جديدة لسبب بسيط وهو أن القواعد الإخوانية تتربي علي مبدأ السمع والطاعة والقوالب الجامدة ومن ثم لن يقدموا أي جديد ولن يؤدي انشقاقهم إلي ميلاد جديد. أضاف: انني أشعر بالقلق من انشقاق هؤلاء فقد تكون محاولة منهم للاندماج في جهود المصالحة الجارية حالياً وفي هذه الحالة سيتم إجهاض ثورة 30 يونيو لأن من ارتكب جرم في حق الوطن يجب أن يعاقب ولا يفلت من الجزاء. أشار إلي أنه رغم هذه المخاوف يجب أن ننتظر تجربة هؤلاء للحكم عليهم بصورة نهائية ولكي يثبتوا حسن موقفهم وانهم جادون في الإصلاح يجب أن يقوموا بتصويب مسارهم بعدم خلط الدين بالسياسة وهي سياسة ثابتة للجماعة منذ خروجها للنور في عام 1928 وان يتخلصوا من القوالب الجامدة وضيق الأفق وأن يندمجوا في العمل السياسي بعيدا عن الدين وأن يمتلكوا برامج سياسية واجتماعية حقيقية فهذا هو المحك الحقيقي للحكم عليهم في هذه الحالة. نبه إلي ضرورة أن تستفيد الدولة من التجارب السابقة في التعامل مع الإخوان وتعي أن الخروج عن الهيكل التنظيمي للجماعة قد يكون موقفاً تكتيكيا لفترة زمنية معينة دون الانسلاخ عن الفكرة والعقيدة التي تربوا عليها وعلينا أن نرجع إلي المادة الموجودة في دستور 1971 التي تحظر قيام أحزاب دينية. حركات كارتونية * بهاء الدين محمد عضو الهيئة العليا لغد الثورة سابقاً ومدير مركز مصر الفاطمية لحقوق الإنسان يري أن هذه الانشقاقات مجرد مناورات سياسية لشغل الناس عن الجرائم التي يرتكبها الإخوان الذين يريدون أن يكونوا دولة داخل الدولة وعدائهم واضح ضد الشعب المصري. أضاف: ان هذه الحركات الكارتونية هي بمثابة تكرار لجماعات لا تريد بناء مصر الحديثة بل تريد بنا العودة إلي الوراء لأن ليس لديهم أي فكر أو سياسات فقد أثبتت التجربة فشلهم الذريع رغم المدة البسيطة التي قضوها في الحكم. أوضح ضرورة الانتباه لمثل هذه الانشقاقات التي تريد أن تحاول تضخيم ذاتها واثبات أنها البديل للجماعة فهذا ليس صحيحاً حيث انها ترتب علي نفس المفاهيم والأفكار ولا علاج لذلك إلا بتقوية التيارات الليبرالية المدنية التي تم تهميشها في الماضي لحساب هذه التيارات الدينية والأهم وقبل ذلك علاج ومحاربة الفقر والجهل اللذين يمثلان المناخ الجيد لنمو هذه الجماعات. تجارب سابقة * عبدالله المغازي المتحدث الرسمي لحزب الوفد يرفض أن يصف الانشقاقات بأنها بداية جديدة فالتجارب السابقة مع هذه الجماعة تؤكد ذلك فمن قبل انشق حزب الوسط عنها ثم أصبح "رديفاً" لها بل وأكثر تشدداً من الجماعة بالإضافة إلي حدوث الانشقاق في مثل هذه الجماعات غالباً ما يكون بمثابة توزيع أدوار بسبب المأزق الذي يتعرضون له ويحاولون الحفاظ علي كيان الجماعة ووجودها علي الساحة وحركتهم بغرض الحفاظ علي الجماعة بوصفها الذي تعودنا عليه وليس بقصد التغيير إلي الأفضل. حذر من أن هذه الانشقاقات قد يكون الهدف منها في نفس قيادات الجماعة المشاركة في المصالحة الوطنية ولذلك لابد أن تكون هناك معايير للمشاركة حتي يتم إبعاد من يتسمون "بالميوعة السياسية" فقد أثبتت التجارب ان الإخوان غير جادين في الكثير من مواقفهم فقد أعلن شبابهم انهم خرجوا من تلقاء أنفسهم خلال ثورة 25 يناير دون إذن من قيادتهم ثم عادوا وقالوا ان القيادات هي التي دفعت بهم وهذا يوضح مدي التناقض الذي يعيشون فيه.