اسئلة عديدة وردت من القراء يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور الدين والدينا.. عرضناها علي الشيخ محمد ربيع أحمد من علماء الأوقاف وإمام مسجد المغربي بوسط البلد فأجاب بالأتي: * يسأل أحمد حمدي عبدالنعيم مدير أمن بشركة أسمدة: ما حكم وضع المصحف تحت الوسادة لمنع الأحلام المزعجة والكوابيس؟ ** قال تعالي:" إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون" "الواقعة: 77.78" تحدث العلماء عن مظاهر تكريم القرآن الكريم والمصحف يحويه. فأمروا بالطهارة عند مسه وحمله. ومن مظاهر تكريمه عدم وضعه تحت الوسادة بغية طرد الكوابيس أو وضع كتب أو أمتعه فوقه. أو عمل شيء يعتبر عرفا إهانه له. بل جاء في كتاب "المصاحف" لابن أبي داود" أن وضع المصحف علي الأرض غير لائق. وأورد في ذلك أثراً لم يبين درجته من القبول والرفض أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال فيمن وضع كتاباً من ذكر الله في الأرض:"لعن الله من فعل هذا. لا تضعوا ذكر الله في غير موضعه". وهذا في وضع المصحف بغير نية الاحتقار والإهانة. أما عند هذه النية فهو محرم بالإجماع. بل قال أكثر العلماء: إن من حقر أو احتقر أو استهزأ بكتاب الله فهو كافر. يقول الإمام السيوطي: يستحب تطيب المصحف وجعله علي كرسي. ويحرم توسده. لأن فيه إذلالا وامتهاناً. كذا مد الرجلين إليه. وعلي هذا نحن نقول بحرمة توسد المصحف أو جعله وسادة للاتكاء عليه. وأهل العلم مجموعون علي ذلك والله أعلم. "البدء بالبسمة" * يسأل تامر عبدالعاطي الصاوي عامل بشركة أسمدة: ما هو فضل البسملة عند ابتداء أي عمل. وحمد الله في ختامه؟ ** روي في الصحيح أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر. وفي رواية: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع" "رواه أبوداود وأبن ماجه والنسائي وابن خيان" وفي رواية: "أجذم" أي مقطوع البركة. هذا والبسملة بهذه الألفاظ العربية المرتبة من خصائص الرسول صلي الله عليه وسلم وأمته وما جاء في سورة النمل هو ترجمة لما في كتاب سليمان عليه السلام لبلقيس ملكة سبأ قال تعالي:" إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين". ومن هنا نقول وإنه البسملة من الأمور الضرورية للمسلم عند بدء أي عمل طلباً للبركة وتأسيا بسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم والله وتعالي أعلم. القصص الخيالية * يسأل أحمد رجب عرابي صاحب محل أجهزة كهربائية بنكلا: هل تأليف القصص الخيالية يعد كذبا أم لا؟ ** سألت هذا السؤال لفضيلة العالم الجليل الشيخ عطية صقر رحمه الله فقال: "لا بأس بكتابة قصص خيالي أو شعر خيالي إذا كان يستهدف خيراً. ويتفادي به شراً. وذلك كالقصص علي لسان الحيوانات في كتاب "كليلة ودمنة". فالمقياس هو عدم تكذيب شيء ثابت. وبخاصته مقررات الدين وعدم الوصول به. إلي غرض سيء. أو ترتب عليه نتيجة سيئة فالإسلام الأصل فيه أنه لا ضرر ولا ضرار. ونحن نقول بهذا الرأي ونضيف بأنها مع الفن الهادف والإبداع وإطلاق العنان للفكر طالما حافظنا علي قيمنا الحميدة ولا يحث المبدع علي رذيلة أو أي خلل قيمي والله تعالي أعلم. تحية العلم * يسأل هاني عصمت مدرس بمدرسة نكلا الصناعية: يقول بعض الناس: إن تحية العلم شرك بالله. فلايعظم إلا الله وحدة فهل هذا صحيح؟ ** العلم رمز للوطن في عصرنا الحديث. وكان عند العرب رمزاً للقبلية والجماعة. وكلما كان العلم مرفوعاً دل علي عزة أهله. واذا انتكس دل علي ذلهم. ويعرف عند العرب باسم الراية أو اللواء. وقد ورد في سيرة النبي صلي الله عليه وسلم أن النبي صلي الله عليه وسلم كانت له رايه سوداء ولواؤه أبيض " رواه الترمزي " وقدورد في غزوة مؤتة أن حامل اللواء كان زيد بن حارثه ولما قتل تناوله جعفر بن أبي طالب وقاتل حتي قتل ثم تناوله عبدالله بن رواحه فقاتل به حتي قتل حتي استلمه خالد بن الوليد رضي الله عنهم أجمعين. كما ذكر أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه لما حمل اللواء بيمينه قطعها عدو الله فتناولها جعفر بشماله. فلما قطعت يداه احتضنه بعضديه ثم قتل. ثم دعا له رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يعوضه الله بدل يديه جناحان في الجنة. وأن دل هذا علي شيء فإنما يدل علي عظم شأن الراية أو اللواء في الإسلام وعلي ذلك فإن تحية العلم بالطريقة المعروفة الآن نراه شعاراً للولاء الوطن والحرص علي ريادته وحمايته. وذلك لا يدخل مطلقاً في مفهوم العبادة ولا يجوز إطلاق لفظ الشرك عليه. لأن تحية العلم ليس فيها صلاة ولا ذكر حتي يقال أنها بدعة. ولكن هذه عادة اجتمع عليها كل البشر في كل مكان. والله أعلم قراءة القرآن * يسأل أحمد حسن محمد حسين يعمل بشركة سيارات: ما حكم الدين في قراءة القرآن في المواصلات العامة؟ ** قراءة القرآن الكريم في أي مكان طاهر محترم لا حرج فيها مطلقا. إذا قصر بها ذكر الله والبعد ورجاء الثواب من الله سبحانه. أو التعليم للغير كيفية التلاوة أو أحكام القرآن وهدايته. ويدل علي ذلك إطلاق قوله تعالي:" الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلي جنوبهم" "آل عمران 191" وإطلاق قوله" يأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا " "الأحزاب: 41. 42" والقرآن أشرف الذكر و ذلك إلي جانب ما ورد من الحث علي قراءة القرآن وإنما الممنوع أن يتخذ القرآن وسيلة للاستجداء واستدرار عطف الناس وبخاصة ما يكون عليه المستجدي من هيئة مبتذلة كأنها عنوان للقراء أو المشتغلين بالدين عامة. وعلي هذا فإننا نذكر المسلمين بقول النبي صلي الله عليه وسلم: "اقرءوا القرآن واعملوا به ولا تجفوا عنه. ولا تفلوا فيه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به". قال الامام ابن حجر في الفتح: سنده قوي. وإننا إذ نرغب في تلاوة القرآن علي سبيل الذكر والتعب د في المواصلات العامة وفي الوقت ذاته نرفض رفضاً قاطعاً اتخاذ القرآن وسيلة للتسول والاستجداء فهذا لا يليق بجلال الله وكماله وهو صورة سيئة للإسلام وإغراء بالكسل وهذا ما لا نرضاه والله تعالي أعلم.