لابد من الاشادة بتلك المظاهرة التي قام بها فلسطينيو الارض المحتلة عام 1948 في القدسالمحتلة للاحتجاج علي السماح لليهود بتدنيس الحرم القدسي الشريف بشكل تزايدت حدته منذ بدء شهر رمضان المبارك . فهؤلاء كانوا يعلمون جيدا ان سلطات الاحتلال سوف تتدخل بعنف لقمع تلك المظاهرة وسوف يسقط فيها عدد من المصابين وربما الشهداء أيضا كما حدث في مظاهرات مشابهة عام 2000 بعد تدنيس الحرم القدسي باقدام شارون وثلاثة الاف من جنود الاحتلال. ولن يوليهم ما يسمي بالمجتمع الدولي أي اهتمام لانهم من وجهة نظر الغرب مواطنون اسرائيليون تمردوا علي حكومة دولتهم. لكن تظل لهذه المظاهرات دلالة مهمة لم يتوقف عندها الكثيرون. فمنذ قامت اسرائيل علي ارض الشعب الفلسطيني وعلي اشلاء ابنائه. سعت من بين ما سعت اليه الي محو الهوية الاسلامية للشعب الفلسطيني. وكان ذلك من خلال تنظيمات يهودية نشأت تم تشجيع الفلسطينين الذين بقوا في اراضي 1948 علي الانضمام اليها بحجة انها تدافع عن حقوقهم. وكانت تلك التنظيمات - مثل الحزب الشيوعي الاسرائيلي - في حقيقة الامر قنوات لمحو الهوية الاسلامية والفلسطينية وتخريب الشباب الفلسطيني من الداخل. لكن بين الحين والآخر تبرز الأدلة علي فشل مثل هذه المخططات وأنه لا فرق بين فلسطيني يقيم داخل الخط الاخضر أو خارجه والغالبية الساحقة تعرف حقيقة انتمائها الديني والقومي وتدافع عنه بكل قوتها.