قبل وصول جماعة الإخوان إلي الحكم كان هناك بعض المنتمين إلي التيار الإسلامي يظهرون في الفضائيات.. وكانت أحاديثهم تجد منا آذانا صاغية. ومن عقولنا اعجابا واقتناعا. حتي كدنا نجد فيهم المثل الأمثل لما يجب أن يكون عليه الداعية للدين الحنيف. أو رجل الدولة ذو الأفق الواسع الواعي بخصائص وخصال الشعب المصري والقادر علي أن يطل علي العالم بمقومات هذا الدين الحضاري. وعندما وصل الإخوان إلي الحكم وبدأ الصدام بينهم وبين قطاعات عريضة من المواطنين فوجئنا بأن هؤلاء الدعاة وهؤلاء السياسيين الذين خرجوا من عباءة الجماعة أو المنتمين إليهم فكرا وإن لم يكونوا منتمين إليهم تنظيما يتحيزون اليهم بطريقة خالية من أي منطق ومن أي سبب مقنع.. هو مجرد انحياز من منطلق انصر أخاك حتي ولو كان مخطئا ظالما. أين أنت يا فضيلة الشيخ محمد حسان من الحديث الروحاني الذي خلبت به ألبابنا وأنت تسرد عظمة هذا الدين ومنافعه للناس. وتنقل عن رسوله الكريم كل المحاسن التي اتسم بها قولا وعملاً فتجعلنا نذوب بأرواحنا في تلك العظات الجميلة المفعمة بشتي الفضائل؟! لماذا تخليت عنا نحن محبيك ومريديك وذهبت إلي السياسة بكل آثامها وأوزارها ومساوئها وسيئاتها.. وانغمست فيها للدرجة التي جعلتنا نخسرك داعية ولم نقتنع بك سياسيا.. الهذه الدرجة استبدلت الحياة الدنيا بالآخرة؟! الإخوان انعرلوا بتصرفاتهم عن الشعب الذي سبق أن التف حولهم.. وبدلا من أن تكون ناصحا أمينا لهم انجرفت في طريقهم.. والآن ما رأيك وقد حدث ما حدث؟ الأمر ينطبق علي عدد من المشايخ الدعاة الذين انحازوا إلي الجماعة وناصروهم رغم ما لمسوه بأنفسهم من الأثرة التي انتهجوها اسلوبا وسياسة.. ومنهم الشيخان أبواسحق الحويني ومحمد حسين يعقوب. لقد ذكرت صحيفة "اليوم السابع" أن هؤلاء المشايخ قد فطنوا أخيرا إلي أنهم انحازوا إلي الجانب الخطأ. وان استمرارهم في تأييد الجماعة سوف يوقعهم في قتنة مجتمعية تسفك فيها الدماء وتزهق فيها الأرواح فآثروا الابتعاد. وانعزلوا ولزموا بيوتهم. وقالت الصحيفة انهم رفضوا الانضمام إلي المعتصمين في ساحة مسجد رابعة العدوية الأمر الذي جعل صفوت حجازي يشن عليهم هجوماً بعد أن تأكد من عدم تحديد اقامتهم كما أشيع. قائلا موجها كلامه لهم: لقد سقطتم وسقطت عمائمكم ولا سمع ولا طاعة لكم ولستم شيوخا ولا علماء!! وكان صفوت حجازي قد قسم الشيوخ إلي ثلاثة أنواع: * شيوخ الشوارع والميادين الذين وقفوا في رابعة العدوية للدفاع عن شرعية الرئيس. وهؤلاء هم ورثة الأنبياء. وطبعا هو شيخ "شوارعي" بمقتضي هذا التصنيف!! * شيوخ السلطان الذين جلسوا مع المجلس العسكري في تلميع واضح لشيخ الأزهر والدعوة السلفية. * شيوخ جلسوا في بيوتهم. وثارت حولهم شائعات بأنه تم تحديد إقامتهم ووضعهم تحت الاقامة الجبرية.. ولكن تبين أن ذلك لم يحدث وأنهم قرروا أن يعتزلوا الفتنة.. وهؤلاء هم من وجه اليهم الإهانة السابقة. بقي أن ننصح كلا من الدكتور محمد سليم العوا والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وكلاهما كان مرشحاً سابقاً للرئاسة بأن يبتعدا عن الساحة السياسية حتي لا يفقد كل منهما البقية الباقية له من التعاطف معهم.. فالأول منتم إلي الجماعة روحاً وعقلاً والثاني انفصل عنها جسدا لكن العاطفة غلابة. ودفاع الرجلين عن جماعة الإخوان وسياستها الخاطئة انتقص كثيرا من الشعبية التي كان يتمتع بها كل منهما. السياسة مفسدة.. ومخطئ من يرتمي في احضانها بلا وعي.