الحزن والبكاء والذهول قاسم مشترك بين أسرتي الشهيد حمادة بدرالدين حسونة "19 سنة عامل" والذي ألقاه أنصار الرئيس المعزول من أعلي عقار بمنطقة سيدي جابر.. والشهيد إسلام محمد السيد عيسي الذي لقي مصرعه برصاص أنصار الرئيس المعزول أيضًا. منطقة سيدي جابر حيث تقطن أسرة الشهيد حمادة بدرالدين يكسوها الحزن ولا فرحة إطلاقا بقدوم شهر رمضان.. صوت القرآن ينطلق من كل عقار مواساة لأسرة الشهيد بينما تجلس النساء متشحات بالسواد مع والدته المنهارة بثينة عبدالمعطي.. وقالت الأم المكلومة ل "المساء" أنا غير مصدقة ان وحيدي وحلم عمري راح في لحظة ليس لي غيره في الدنيا وكنت أتمني أن يكون سندي في آخر أيامي. أضافت ان ابني لم يعمل أبدا بالسياسة وكان يرفض خروجي من المنزل للمشاركة في أي مظاهرة مع الجيران لرحيل "مرسي" حيث أكره حكم الإخوان اللي سودوا عيشتنا وسودوا حتي اللي فاضل من عمري. وقالت: كان نفسي أودعه.. كان نفسي أحضنه لقد خرجت للسوق وهو نائم وعدت ولم أجده فسألت أصدقاءه فقالوا انه توجه لجمع الأموال لشراء زينة رمضان.. ومع كل طلقة رصاص كان قلبي ينقبض لتأخر عودته حتي فوجئت بالجيران يبلغوني بأن إبني انكسرت ساقية وفي المستشفي الأميري فتوجهت مسرعة مع والده للمستشفي لأكتشف انه جثة هامدة.. ولن أنسي في الموت اثار التعذيب والضرب علي جسده. قالت: الناس بتحكيلي عن فيديو إلقاء ابني من أعلي سطح عمارة ومش قادرة أشوفه. وأضافت: أطالب الفريق أول عبدالفتاح السيسي. ** أما سهير الكومي "جدة الشهيد" فتقول أنا مش مصدقة ان حمادة راح ولن يعود ده أحن حفيد.. كان نفسي أشوفه عريس.. وأزفه لعروسه لكن زفيته للتربة. وأضافت: "الإخوان" سرقوا فرحتنا.. وللأسف دول ناس كدابين.. لأنهم مش إخوان ولا مسلمين ولا حتي مصريين منهم لله. وفي منزل الشهيد إسلام محمد السيد عيسي "22 سنة" وجدنا الأحزان تفوق أي كلام.. شقيقته فقدت النطق و"خطيبته" منهارة تماما.. ووالدته تؤكد في كلمات متقطعة انها "أم البطل". ** في الطابق الأرضي تسكن أسرة الشهيد بشارع كليوباترا حيث جلست والدته تبكي قائلة: ابني يعمل حلاق في شرم الشيخ وكان يستعد لزفافه وعاد يوم 20 يونيو لتوقف العمل بشرم الشيخ.. وبعد يومين زهق وتوجه للعمل مع خاله في سيدي جابر بالمقاولات. أضافت: يوم الجمعة شاهدنا مسيرة الإخوان تقول "سلمية.. سلمية" وهي تعبر أمام منزلنا حتي جاءت مسيرة المنتقبات وفوجئنا بهن يحملون الأسلحة النارية فسارع ابني خلفهم فحاولت منعه فقال أنا "نازل" أحمي المتظاهرين السلميين وأبناء سيدي جابر.. وبعد صلاة العصر فوجئت بأصدقائه يحملونه والدماء تنزف من كل جسده ووضعوه علي الرصيف أمام المنزل يقول "ماما.. ماما" ونقلناه إلي المستشفي.. وأخذ يصرخ "ماما" وكأنه بيودعني.. صعدت روحه الطاهرة إلي بارئها.. وقمت بزفافه إلي القبر بدلا من زفافه إلي عروسه. ** أما والد الشهيد محمد السيد "65 سنة" جزار فقال أنا ظهري انكسر.. مش مصدق ان "إسلام" اللي كنت بأستعد لزفافه راح مني. أضاف: كنت في محل الجزارة وفوجئت بالخبر الحزين فأسرعت ووجدت الدكتور يحاول وقف نزيف الدم.. وعندما وجدت الطبيب يضع يده في فتحة الرصاصة بعمق كبير علمت انه يموت فقلت للدكتور وكان قد حضر معي المستشفي الميداني "روح اسعف غيره" أنا ابني مات ولكن خاله حمله للمستشفي العسكري وهناك صعدت روحه لبارئها. قال: حملت "الساطور" وخرجت للانتقام ولكن الأهالي منعوني.. وحسبي الله ونعم الوكيل في الإخوان الإرهابيين. ** أما خطيبة الشهيد هدير فتحي "22 سنة" فتقول: لقد كنا نستعد لزفافنا واتصل بي قبل الحادث مرتين في الأولي طلب مني عدم النزول وفي الثانية أبلغني بأن آخذ بالي من نفسي وكأنه يودعني وقال انتظريني يمكن أحضر بالليل.. وأمام تدافع الأحداث انتقلت به فوجدت صديقه يرد وقال لي ان محمد أصيب وأردت النزول فمنعتني والدتي.. وأمام إصراري وافقت ولكن وصلت متأخرة حيث وجدته جثة هامدة.. منهم لله الإخوان حرموني من فرحة عمري.