"مزاج الخير" و"مكان في القصر" و"تحت الأرض" و"الركين" أربع حالات انسانية مختلفة يعيشها الفنان محمود الجندي هذه الأيام. حيث يعمل لساعات طويلة يومياً وينتقل من لوكيشن إلي الآخر في حالة من النشاط والحيوية والالتزام بمواعيد التصوير. مؤكدا ان العمل مازال يجري علي قدم وساق داخل الاستديوهات والأماكن الخارجية بهدف الانتهاء من ادواره الهامة حتي يلحق بسباق رمضان القادم. التقت "المساء" مع النجم محمود الجندي وأجرت معه هذا الحوار: ** تجسد أربعة أعمال درامية فماذا عن دورك فيها؟! أجسد في مسلسل "تحت الأرض" دور والد الفنان أمير كرارة وأعمل موظفاً بسيطاً يتعرض للعديد من المواقف الصعبة التي تدفع كل من حوله للتعاطف معه. وفي مسلسل "مزاج الخير" ألعب دور تاجر مخدرات يدخل في صراعات مختلفة مع أحد أفراد عائلته "ابن اخته" مصطفي شعبان وتتوالي الأحداث في سياق درامي كوميدي مشوق من اخراج مجدي الهواري. أما دوري في "مكان في القصر" أجسد دور محامي "ألعبان" ومشاكس يستطيع قلب الحقائق لصالح صاحب القصر الذي يعمل لديه إلا أنه في النهاية يحاول ان يستغل كل أوراق اللعبة لمصلحته الشخصية. وأخيراً مسلسل "الركين" أقوم بدور صحفي يبحث عن الحقائق وسط مجريات الأحداث ويحاول فك طلاسم الأحداث الدرامية داخل المسلسل. ** تقمص أربع شخصيات مختلفة ألا يصيبك بالارهاق بدنياً ونفسياً؟! خبرة خمسين عاما في مجال الدراما والسينما والمسرح أهلتني لأن أدخل أي "لوكيشن" ناسيا تماما ما كنت أفعله في اللوكيش السابق بمجرد أن ألبس ملابس الشخصية فهي دخلت "جوايا بدون ما أشعر". ولكن أحيانا الفنان يجد صعوبة في اختيار الدور الذي يتناسب معه فأنا رفضت 6 سيناريوهات عرضت علي لأنني شعرت أنهما لم تضف لمشواري الفني. وأنا دائما أبحث عن العمل الجيد واحترام فني وجمهوري. ** تخصصت في المسلسلات الاجتماعية وابتعدت عن الدينية لماذا؟! تلك المسلسلات الاجتماعية هي من وجهة نظري "دينية" فكلمة دينية لا تعني أن أرتدي ملابس عربية ولحية وأتحدث بالفصحي أما اذا كنت تعنين الأعمال التاريخية فهي مكلفة للغاية لأنها لابد ان تظهر علي الشاشة بشكل ينافس السباق العالمي في هذا المجال. ** تقصد المسلسلات التاريخية السورية والتركية والإيرانية؟! بالفعل أقصد ذلك فهذه الدول اهتمت بما أهملناه نحن فقد كانت مصر تنتج أعمالا تاريخية ضخمة وقيمة في فترة الستينيات والسبعينيات مثل أعمال شادي عبدالسلام التي أصفها بالعالمية فنحن الآن لا نجد منتجا لديه الجرأة مثل "آسيا" التي انتجت فيلم الناصر صلاح الدين حتي توقفنا الآن عن انتاج تلك الأعمال التاريخية والانتاج الحكومي رفع يده. ** قلة الأعمال الدرامية والأزمة المالية التي يمر بها المنتجون هل ستتسبب في مزيد من الانهيار؟! أنا ضد هذه النظرة التشاؤمية تماما .. فالأزمة الاقتصادية التي نعيشها موجودة في جميع القطاعات بسبب الظروف السياسية التي تعيشها البلاد وهو ما دفع أصحاب رؤوس الأموال إلي الخوف من الخوض في أي مغامرة غير محسوبة بالاضافة الي أعمال القرصنة وسرقة الأعمال عبر الانترنت هذا يرجع إلي عدم قدرتنا حتي الآن علي حماية حقوق الملكية الفكرية والأداء العلني الذي يمتلكه المنتج فنحن بحاجة إلي قوانين في هذا الشأن تضمن لأصحاب الملكية الفكرية حقوقهم لأننا للأسف لدينا أشخاص مبدعون في "الشر والخراب" وسرقة حقوق الغير. ** كيف تنظر لحال الفن قبل الثورة؟! الفن قبل الثورة كان عمارة عن "اناء يغلي به الماء" حتي اندلعت الثورة "فانسكب هذا الماء" وتسبب في حالة من التوهان والضياع يحاول كل مبدع من خلالها أن يعبر عن أفكاره وسط حالة من الغموض والضبابية مشوهة المعالم. ** هل هناك تخوف بداخلك من حكم الإخوان علي مستقبل الفن؟! إطلاقا.. فما يحدث الآن هو مجرد صراع طبيعي بين القوي السياسية لابد ان نمر به بعد أي ثورة. ومن الطبيعي ان يؤدي صراع الفكرتين إلي استحداث فكرة وليدة قد يلتقي الجميع عندها. فأنا أندهش كثيرا من تخوف البعض من الاخوان فهم ليسوا يهودا ولا كفارا ولا بعيدين عن مصر. وأري ان لديهم خيرا كثيرا لمصر يسعون إلي تطبيقه. ** معني ذلك انك تتوقع نجاح حكم الإخوان في مصر؟! الاخوان يسعون لتغيير ما تعود عليه الشعب المصري علي مدار قرن من الزمان وهو التغيير الذي ناشدناه في ثورة يناير غير ان هناك بعض المتعصبين يكسبون المشهد السياسي مزيدا من الالتهاب. وأعتقد ان الأيام القادمة ستوضح من كان محقا من الطرفين المتصارعين ومن كان علي خطأ. ** توقفت فترة كبيرة عن الأعمال الفنية فلماذا كان التوقف؟ ولماذا كانت العودة؟! فترة التوقف هذه كانت لأسباب تخصني وحدي وكنت في حاجة ماسة إليها لأعيد حساباتي وترتيب أوراقي من جديد حيث كانت مرحلة ما قبل التوقف مليئة بالأخطاء التي عدلت عنها لاني عندما تقدمت السن بي قليلا كانت هناك وقفة مع نفسي لشعوري بأنني لابد ان أكون قدوة لمن حولي فاتجهت إلي الدين باعتباره أفضل وسيلة تحمي الانسان من المخاطر. ** تعودنا منك علي تقديم أعمال مسرحية قيمة فأين المسرح منك الآن؟! المسرح الآن يمر بالعديد من الأزمات التي تنفر الفنانين منه لعدة أسباب منها السبب التجاري الذي أدي إليه ضيق الموسم المسرحي. فتكلفة المسرحية تستوجب عرضها لمدة أربعة أشهر في السنة بينما تقلصت تلك المدة إلي شهر واحد فقط بسبب دخول رمضان في الصيف.. وهنا يتعين علي الدولة ان تقوم بدورها الخدمي الثقافي لعبور تلك الكبوة. ** واذا تحدثنا عن السينما فما رأيك في الأعمال التي تقدم في الآونة الأخيرة؟! الفيلم دائما يعبر عن الحالة التي يعيشها المجتمع بمعني أننا لو استحضرنا الكاتب نجيب محفوظ ليكتب الآن سيكتب بطريقة مختلفة تماما عن التي كتبها من قبل فلا يعبر عن جمهور الجيل الحالي إلا فنانو الجيل الحالي.