كشفت دراسة علمية حديثة أن 74% من الرجال يكذبون علي زوجاتهم لأسباب كثيرة ومختلفة أو أن كثيراً من الزوجات لا يستطعن كشف أكاذيب الزوج أو الرجل!! لماذا يكذب الأزواج؟ وكيف تستطيع المرأة كشف الكذب؟ وكيف تتعامل مع الرجل الكذاب؟! طرحنا هذه التساؤلات علي عدد من الباحثين وعلماء الاجتماع وكذلك علي المرأة نفسها.. وكانت البداية مع العلماء والباحثين. تقول الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية كذب الزوج ازداد بالفعل خلال السنوات الأخيرة نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة والتي أثرت بالسلب علي نفسية الرجل فاتجه إلي الكذب حتي بدون مبرر وفي أحيان كثيرة ينسي الزوج أنه كذب ويذكر الحقيقة! تضيف: علي المرأة الذكية ألا تقف كثيراً أمام أكاذيب زوجها وألا تحاصره بالأسئلة كلما جاء إلي بيته متأخراً ولا تمارس عليه ضغوطاً أو تتحدث بشيء من العصبية وأن تراعي أنه عاد إلي منزله مجهداً ويحتاج إلي شيء من الراحة والهدوء ثم بعد ذلك تستمع إليه بكل هدوء حتي يبوح لها بكل شيء ولا يحجب عنها شيئاً. ظاهرة اجتماعية تري الدكتورة سهير سند أستاذ علم الاجتماع وعضو المجلس القومي للمرأة أن الكذب أصبح ظاهرة اجتماعية يمارسه الجميع في كل وقت وأي مكان ولا يقتصر علي العلاقة الزوجية فقط. أكدت د.سهير أن الزوج الذي يستمر في الكذب علي زوجته لا يقدر الآثار المترتبة علي هذا الكذب الذي قد يؤدي إلي خراب البيت وتشريد الأسرة كلها. أشارت إلي أن نسبة الطلاق والخلع زادت بين الفتيات المتزوجات حديثاً نتيجة كذب الزوج الذي تواجهه المرأة الصغيرة بشيء من الغضب والعصبية تؤدي في النهاية إلي الانفصال. أضافت أن الأوضاع تغيرت كثيراً الآن عما كان يحدث في الماضي حيث كانت المرأة تصبر وتتحمل وتتقبل كذب الزوج من أجل حماية أسرتها وأطفالها ولكن الوضع اختلف الآن كثيراً وزادت حالات الطلاق المبكر لأسباب كثيرة منها عدم الشفافية علاوة علي أن الزوجة الصغيرة أصبحت لا تتحمل هذه العلاقة الزوجية المشوهة والمشبوهة أيضاً. تؤكد الدكتورة إجلال حلمي أستاذ علم الاجتماع الأسري بجامعة عين شمس أن الرجل يلجأ إلي الكذب علي زوجته هرباً من أسئلتها المتلاحقة وشكوكها المتزايدة فيضطر إلي اختلاق وقائع وحكايات غير صحيحة ليقنع بها الزوجة لكنها تفاجأ بعد ذلك أنه خدعها وكذب عليها وبالتالي تفقد الثقة فيه ولا تصدقه أبداً! الانفلات الأخلاقي تؤكد الدكتورة سميحة نصر أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن الكذب الزوجي لا يمثل ظاهرة لأنه لا توجد إحصائيات تؤكد ذلك مشيرة إلي أنه بعد الثورة ونتيجة الانفلات الأخلاقي الذي حدث زادت الخلافات الزوجية لأسباب كثيرة أغلبها اقتصادية والأخري اجتماعية.. وأصبح الزوج لا يستطيع البقاء طويلاً في منزله بل يخرج هائماً علي وجهه يبحث عن سبل للخروج من أزمته الاقتصادية.. وعندما يعود إلي منزله لا يذكر الحقيقة لزوجته لأنه لا يقبل أن يكون ضعيفاً أو لا حول له ولا قوة ويضطر إلي الكذب.. ومن هنا تبدأ المشاكل. أشارت إلي أن هناك طرقاً كثيرة لكشف الكذب مؤكدة أن ملامح الوجه تلعب دوراً كبيراً في اكتشاف الكاذب خاصة عديم الخبرة فهو يضطرب ويتلعثم في كلامه ويحمر وجهه في الغالب. أضافت: المرأة الذكية واللماحة تتمكن بسهولة ويسر من ربط الأحداث بعضها ببعض حتي تستطيع أن تكشفه. أما الدكتور أحمد جمال ماضي أبوالعزايم أستاذ الطب النفسي فيقول: إن الكذب لا لون له وأنه علي رأي المثل "حبل الكذب قصير.. والصدق ينجي صاحبه" إلا أن بعض الأزواج لهم وجهة نظر أخري منهم من يرون أن بعض الكذب مفيد مع الزوجات علي اعتبار أن من أهم فوائده أنه يريح الرأس من إشعال نار الفتن والمشاكل في البيوت فلو كان الزوج صادقاً تماماً معها ستقوم الدنيا حينها ولا تقعد. البعض الآخر يبرر الكذب بأنه يفعل ذلك بدافع الحب لعدم إثارة غضبها أو رغبة منه في الاستقرار أو الاستمرار مستنداً في ذلك إلي أن العيش بسلام مع الزوجة يتطلب قليلاً من الكذب للضرورة وأن الزوج الصريح والصادق إما أنه لا يحب زوجته ولا يفرق معه غضبها حتي لو وصل الأمر للطلاق وإما أنه شخص عديم الخبرة في الحياة ولا يعرف كيف يدير شئون حياته. الدكتورة داليا الشيمي خبيرة الإرشاد الأسري : ليست هناك دراسة علمية تدل علي أن الرجل أكثر كذباً من المرأة لكنه يمتع بحرية أكثر من المرأة في التصريح بالكذب مشيرة إلي أن المجتمع يدعونا إلي الكذب في أحيان كثيرة.. أضافت: أحياناً نشجع أطفالنا علي الكذب عندما تأتي مكالمة تليفونية فيقول الأب لابنه: قل له "بابا مش موجود؟!" مشيرة إلي أن المرأة أيضاً تساعد زوجها علي الكذب لأنه عندما يصارحها بأمر ما تشكك في تصرفاته مما يجعله يتبرم علي الساعة التي صارحها بها. مع السيدات التقينا مع عدد من السيدات أمام محكمة الأسرة فأكدن أن الكذب وراء الانفصال.. تقول "لبني.م.أ" محاسبة باحد البنوك العقارية إنها تزوجت منذ 25 عاماً وأنجبت ابنة واحدة وحصلت علي البكالوريوس وأخيراً تزوجت وسافرت مع زوجها إلي أمريكا للعمل هناك. أضافت أنها تحملت زوجها فهو دائم الكذب وظهر ذلك بعد 15 سنة من الزواج بالرغم من التزامه في بداية زواجنا ولكن بعد أن وصل إلي درجة مدير تغير سلوكه وطريقته في المعاملة وأصبح دائم الكذب والسهر وبرر هذا من أجل العمل أو مقابلة الأصدقاء.. وعانيت من الإهمال الدائم لنا لكنني تحملت حتي أصل بابنتي لبر الأمان والآن أصر علي الطلاق لكي أعيش حياة هادئة. تضيف حياة عبدالنبي ربة منزل تزوجت من ابن عمي وأنجبت طفلين أعماغرهما 8 و5 سنوات واكتشفت أنه علي علاقة بإحدي الفتيات فهو دائم السهر والغياب عن المنزل بالأسبوع ويبرر ذلك بأنه يسافر من أجل العمل حيث إنه يعمل مع أحد تجار الملابس وتوريدها للمحافظات القريبة من القاهرة لكن اكتشفت هذا الكذب لذلك طلبت الخلع. تضيف هبة سليم محاسبة بإحدي شركات التسويق تزوجت منذ عامين من زميل لي بنفس الشركة وقررت عدم الإنجاب إلا بعد مرور خمس سنوات نظراً للظروف الاقتصادية التي مررنا بها ولكن بعد مرور عام من الزواج حدث تغير كبير في معاملته لي وعدم الإفصاح عن أي شيء وأصبح غامضاً في كل خطواته ومن وقت لآخر يطلب مبلغاً من المال بحجة أنه يمر بعجز مالي بالشركة وعليه سداده إلا أنني اكتشفت في النهاية.. أنه ينفق هذه المبالغ علي أصدقاء السوء فطلبت الطلاق إلا أنه رفض لذلك قررت الخلع للتخلص منه.