رغم مرور أكثر من شهرين علي اندلاع ثورة 25 يناير.. فإنها مازالت تبهر الناس في كل أنحاء العالم.. في الأسبوع الماضي خرجت مظاهرات في العاصمة البريطانية لندن وقد ارتدي المتظاهرون البريطانيون تي شيرتات عليها عبارات تقول: "امشي كأنك مصري.. وتظاهر كأنك في ميدان التحرير"!!.. إلي هذا الحد وصل تأثير هذه الثورة السلمية العظيمة إلي دول العالم.. بما فيها الدول المتقدمة.. وكنا قد شاهدنا منذ أكثر من شهر المظاهرات التي خرجت في إحدي الولاياتالأمريكية وهي تطلب بإقالة حاكم هذه الولاية. وحمل المتظاهرون لافتات تقول: "سنقاتل كما قاتل المصريون".. كما أن جميع قيادات دول العالم التي تزور مصر تحرص علي مشاهدة ميدان التحرير والتجول فيه بعد أن تحول إلي مصدر إلهام وفخر للعالم كله.. ألا يدعونا كل هذا إلي أن نفخر بثورتنا العظيمة التي فجرها الشباب.. وأن نتمسك بها في وجه كل المحاولات التي تسعي للنيل منها.. والزعم بأنها لم تأت إلا بالخراب والفوضي وضياع الأمن والأمان؟!! المستفيدون من النظام السابق الفاسد يحاولون بكل السبل ضرب هذه الثورة العظيمة حتي يواصلوا نهب أموال الشعب وتحقيق المزيد من الثروات علي حساب الغلابة.. لذلك نراهم يدبرون المؤامرات كل يوم من موقعة "الجمل" الشهيرة التي سقط فيها العديد من الشهداء الشباب وهم يدافعون عن ثورتهم.. حتي موقعة استاد القاهرة التي حاولوا فيها توصيل رسالة للعالم بأن مصر تعيش في حالة فوضي بهدف ضرب السياحة والاقتصاد.. والزعم بأن مبارك كان علي حق عندما قال: إما أنا أو الفوضي!! وطوال الأيام الماضية سعوا إلي بث العديد من الشائعات بهدف إحداث الفرقة والفتنة.. فتارة يقولون إن جثث القتلي المجهولين تغطي ترعة الإسماعيلية. ونذهب إلي هناك فلا نجد شيئاً.. وتارة أخري يزعمون أن حوارات اختطاف النساء والاغتصاب تنتشر في كل المحافظات وأن السلفيين يهددون بضرب أي فتاة لا ترتدي الحجاب. ثم لا تقع أي حادثة من هذا النوع. وخرج علينا فضيلة المفتي د.علي جمعة في خطبة الجمعة الماضية وهو يبكي قائلاً إن البعض يدعو إلي هدم قبر النبي المصطفي "صلي الله عليه وسلم".. وذلك في معرض حديثه عن قيام البعض بهدم الأضرحة في بعض المحافظات!! ولا نعرف العلاقة بين الاثنين.. ولم يذكر لنا فضيلة المفتي أسماء هذه الأضرحة التي تم هدمها. وهو يعرف تماماً أن هذه الأضرحة ليست من الإسلام.. ورغم ذلك فإننا لا ندعو لهدمها. أعداء الثورة سيستمرون في محاولاتهم لنشر الفوضي والشائعات ولن يتوقفوا أبداً. وواجبنا جميعاً أن نظل مستيقظين وألا نغفو لحظة واحدة حتي تحقق الثورة كل أهدافها.. وعلي رأسها القضاء علي الفساد وتقديم كل رموزه للمحاكمة.. وإقامة حياة ديمقراطية سليمة وحقيقية ونحن علي ثقة كبيرة بأن قواتنا المسلحة التي عبرت بنا في أكتوبر 1973 من الهزيمة إلي النصر.. لقادرة علي العبور بمصر عام 2011 إلي بر الأمان والاستقرار والرخاء.