ليس عيباً أن تخرج مصر من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي دون الحصول علي أي جائزة.. أمر عادي يحدث في أحسن العائلات.. أقصد في أحسن الدول. فعقد المهرجان في مصر لا يعني مجاملتها وإعطاء فرقها جوائز لا تستحقها فمثل هذا الأمر من شأنه أن يؤثر بالسلب علي هذه الفرق لا بالإيجاب. ولا يعني عدم حصول مصر علي أي جائزة. وحصول تونس علي جائزة أفضل عرض وأفضل تمثيل نساء أن المسرح التونسي متفوق علي نظيره المصري.. فالمسرح المصري رغم كل شيء يقدم عشرات التجارب المهمة واللافتة سنوياً سواء في مجال التجريب أو في مجال المسرح الذي مازال يتمسك بالتقاليد.. خاصة ما تقدمه نوادي المسرح بقصور الثقافة وكذلك فرق البيوت والقصور. ودعك من الفرق القومية التي باتت سيئة السمعة والأداء. أضف إلي ذلك عروض المستقلين وفرق الجامعة. وكذلك ما تقدمه فرق الطليعة والشباب والغد ومركز الإبداع. وربما تكمن المشكلة الحقيقية في سوء الاختيار من قبل لجنة المشاهدة للعروض المسرحية المصرية والتي سبق القول بأنها ترتكب كوارث في اختياراتها نظراً لأن معظم أعضائها. مع تقديرنا لمكانتهم. بعيدون تماماً عن نبض المسرح المصري الجديد ولا يعرفون الخريطة المسرحية المصرية بشكل يتيح لهم حسن اختيار العروض التي تمثل مصر في المسابقة الرسمية. خاصة أن اللجنة تضع في ذهنها. حتي قبل أن تشاهد العروض المرشحة. ضرورة اختيار عرض من مركز الإبداع أولاً. وآخر من البيت الفني وإذا لم يجدوا في البيت الفني عرضاً يستحق فأمامهم الجامعة أو قصور الثقافة. لكن العرض الأول لابد أن يكون من مركز الإبداع ولا أدري لماذا؟ تحتاج لجنة المشاهدة المصرية إلي ثورة تصحيح.. وتحتاج إلي أن يكون نصف أعضائها علي الأقل من الشباب المشهود لهم بالكفاءة والذين يمتلكون الشجاعة الكافية التي تمكنهم من عدم وضع أي اعتبارات أثناء الاختيار. ثم إن أهم مشكلة تواجه العروض المصرية المشاركة أن معظم هذه العروض تصنع أساساً من أجل المهرجان. وفي الغالب لا تعرض قبله. حتي أن لجنة المشاهدة تذهب أحياناً لمشاهدة عرض فتكتشف أنه مازال في مرحلة البروفات ولم يكتمل بعد. وفي ظني أن وضع شرط اختيار العروض المصرية من بين عروض الموسم الجديد كل عام سيتيح الفرصة للجنة أن تشاهد العديد من العروض التي تقدم للجمهور والاختيار من بينها وليس الاختيار من مجرد مشاهدة بروفة من عرض لم يكتمل بعد لأن هناك رغبة أو اتجاهاً أو قراراًَ بمشاركة هذا العرض أو ذاك حتي لو لم تكن له علاقة بالتجريب.