يبدو أن الثورة التي طالب فيها شباب التحرير بإصلاحات سياسية واقتصادية لم تتوقف عند هذه المطالب بل تعدتها إلي العادات والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال.. حيث أطلق الشباب حملات علي موقع الفيس بوك من أجل تغيير العادات والتقاليد المادية غير المبررة - من وجهة نظرهم - المصاحبة للزواج والتيسير علي الشباب حتي يستطيع بناء أسرة بدون ديون. من هنا أعجبتني الجروبات والصفحات التي ينشئها شباب الفيس بوك للقضاء علي المشاكل التي تواجههم عند إقبالهم علي الزواج منها حملة "عروسة من غير شبكة" و"اتفاقيات الجواز.. تيجو نغير الواقع" وحملة "هانتجوز ونعيش.. من غير فرح ولا نيش" وغيرها من الصفحات التي تدعو إلي التساهل في نفقات الزواج وتؤدي إلي تخفيف المشاحنات والمشاكل التي تنشأ نتيجة الاختلاف في وجهات النظر حول تفاصيل الأثاث والكماليات والفرح ولوازمه. كانت الشبكة في مقدمة مطالب الشباب للاستغناء عنها والاكتفاء بدبلة وخاتم نظرا لأن الذهب يثقل كاهل العريس خاصة في ظل ارتفاع أسعاره الجنوني.. كما دعا الشباب لعدم المغالاة في المهر بل واقترحوا تقسيطه علي عدة سنوات طبقا لإمكانيات العريس المادية. أما بالنسبة للأثاث فقد اقترح الشباب أن يقوم الزوجان بإحضار الضروري فقط منه وإذا كان أهل العروس يريدون لابنتهم أفضل ما في السوق فليكتبوا ما يرغبون به في قائمة للمنقولات تكون دينا في رقبة زوج المستقبل. لم يقتصر الأمر علي ذلك بل شجعوا فكرة الزفاف الجماعي أو أن يقتصر حفل الزفاف علي أسرتي العروسين في مكان هادئ بعيدا عن صخب الفرق الموسيقية والبوفيه. الطريف أن الشباب اقترحوا إقامة حفل الزفاف علي الصفحة الخاصة بهم علي الفيس بوك ليصبح زفاف أون لاين وقد قام أحدهم بالفعل بتنفيذ الفكرة وحضر عدد كبير جدا من المعازيم وتلقي العروسان صور الورود والأغاني والتهاني. وفي حملة "هانتجوزونعيش.. من غير فرح ولا نيش" ومن الأفكار التي يجب دراستها لتحقيقها علي أرض الواقع فكرة إنشاء صندوق لتيسير الزواج يتبرع من خلاله كل مواطن بجنيه واحد شهريا ليصبح المبلغ ما يقرب من 80 مليون جنيه تقسم علي 1600 شاب ليصبح نصيب كل منهم 50 ألف جنيه. يبدو أن الزمن القادم هو زمن الفيس بوك الذي سوف يمارس الإنسان حياته كاملة من خلاله ولا نستبعد في السنوات القادمة أن نأكل ونشرب وننجب عن طريق اليوتيوب.