قتل مواطن أردني وأصيب العشرات خلال فض قوات الدرك الأردنية بمعاونة ممن يوصفون ب "البلطجية" الليلة الماضية اعتصام شباب حركة 24 آذار بالقوة من ميدان جمال عبدالناصر وسط العاصمة عمان. وأكد مصدر طبي في مستشفي الامير حمزة وفاة المواطن خيري جميل مصطفي سعد وعمره 55 سنة بعد اصابته في الرأس والصدر. وأكد جمال سعد شقيق المتوفي ان شقيقه تعرض لضرب شديد اثناء وجوده في الاعتصام. وانه نقل للمستشفي حيث توفي علي الفور. واتهم قوات الدرك والأمن بقتل شقيقه الذي حضر لمساندة اعتصام شباب 24 آذار. واعتبر معتصمون حضروا إلي المستشفي أن "خيري جميل" هو أول "شهيد للحرية" في الأردن. وذهب بعضهم لاعتباره "بوعزيزي الأردن". علي حد وصفهم. وكان المشهد قد تطور حول الاعتصام بعد أن حضر المئات ممن يصفهم المعتصمون ب "البلطجية". واعتلوا أحد المباني العالية والجسر الذي يعلو مكان الاعتصام. وبدأوا في رشق الاعتصام بالحجارة بشكل كثيف. وفيما كان المعتصمون يناشدون رجال الأمن حمايتهم من زخات الحجارة. حضرت قوات كبيرة من الدرك للجهة الثانية من الاعتصام. وبدأت في رش الماء الساخن باتجاه المعتصمين. ودخلت قوات كبيرة من الدرك. وبدأت في تفريق المعتصمين بالقوة. بمساندة عدد من "البلطجية" الذي دخلوا مكان الاعتصام ونجحوا في قلب السيارة التي كان المعتصمون يستخدمونها كإذاعة للاعتصام وسط حالة من الفرح. وشاهد عدد من الحضور قوات الأمن العام وهي تجر السيارة التي جري قلبها. فيما كان مؤيدو الحكومة يحتفلون بإخلاء الميدان من الاعتصام الذي بدأ ظهر الخميس الماضي. هذا وسجلت المستشفيات الخاصة والحكومية نحو 100 إصابة غالبيتها في الرأس والاطراف. فيما قال شهود عيان ان قوات الأمن اعتقلت كبير الأسري الاردنيين السابق في السجون الاسرائيلية سلطان العجلوني في مبني محافظة العاصمة. واعتدت عليه بالضرب المبرح. ويرقد العجلوني في مستشفي الامير حمزة حاليا بعد اصابته باصابات مختلفة. وأصيب العديد من الاعلاميين في الاعتصام. اضافة لصحفيين يعملون في إذاعات وصحف ومواقع الكترونية محلية. وطالب مقرر لجنة الحريات في النقابات المهنية ميسرة ملص الذي كان موجودا في مكان الاعتصام الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني بقطع أي اتصالات مع الحكومة التي قال انه يجب اسقاطها. وجاءت هذه التطورات بعد إعلان عشرات الشخصيات الأردنية انحيازها في وقت سابق لاعتصام حركة شباب 24 آذار بميدان جمال عبدالناصر بهدف "حمايتها". بعد أن سجلت اكثر من مائة اصابة بين المعتصمين منذ بدء الاعتصام المفتوح ظهر الخميس الماضي. وأعلن المراقب العام السابق للإخوان المسلمين سالم الفلاحات باسمه واسم عشرات الشخصيات انحيازهم للاعتصام لحماية الشباب من هجمات من يوصفون ب "البلطجية" الذين وصلوا رمي الحجارة باتجاه الاعتصام. مما أدي لاصابة حوالي 60 شابا. وفي أحدث رد فعل لفض قوات الدرك الأردنية لاعتصام حركة "24 آذار" أعلن 15 عضوا في لجنة الحوار الوطني الاردنية عن تقديمهم للاستقالة من اللجنة. وأضاف الأعضاء المستقلون خلال مؤتمر صحفي عقدوه الليلة الماضية بمقر حزب الوحدة الشعبية انهم قدموا استقالاتهم بعد رأوا أن بقاءهم في اللجنة هو مجرد مضيعة للوقت وتضليل للرأي العام. كما أعلن بعضهم انضمامهم لحركة "شباب 24 آذار" ودعوا رئيس لجنة الحوار الوطني الاردنية رئيس مجلس الاعيان طاهر المصري وباقي الأعضاء الي تقديم استقالاتهم. ويبلغ أعضاء لجنة الحوار الوطني الاردنية 52 عضوا من الفعاليات والقطاعات السياسية والمجتمعية في الأردن فيما أعلنت الحركة الإسلامية في الأردن "حزب جبهة العمل الاسلامي وجماعة الإخوان المسلمين" وعدد من أحزاب المعارضة عدم مشاركتها في اللجنة علي خلفية المطالبة بضرورة ان تكون اللجنة منبثقة عن القصر الملكي وليس تحت مظلة الحكومة. وكانت الحكومة الاردنية قد حددت مهام اللجنة بإدارة حوار وطني مكثف حول مختلف التشريعات التي تتعلق بمنظومة العمل السياسي ومراجعتها للتوصل إلي الاهداف التي تسعي الحكومة إلي تحقيقها وهي. ايجاد حياة حزبية وديمقراطية متقدمة. وتشكيل حكومات برلمانية عمادها الاحزاب. وتقديم مشروعي قانونين توافقيين للانتخابات العامة. والاحزاب. يلبيان هذه الاهداف. كما ان للجنة حرية البحث المعمق في مختلف التشريعات ذات الصلة وتقديم توصياتها في هذا الإطار.