فرض الحديث عن الاستفتاء علي التعديلات الدستورية نفسه في الاوساط الفنية تماما كما هو الحال في الأوساط الشعبية لكن الملفت للنظر في هذه المرة هو تأكيد جميع الفنانين- علي مختلف مستوياتهم الفكرية والسنية- علي ضرورة الادلاء بصوتهم في هذا الاستفتاء للمشاركة بايجابية في حالة الحراك الاجتماعي التي تشهدها البلاد لكن الاختلاف كان في التصويت بنعم أو لأ ففنانو الثورة الذين تواجدوا في ميدان التحرير منذ اليوم الأول قادوا حملة قوية للتصويت ب "لتعديل الدستور" بينما طالب عدد آخر من الفنانين بالتصويت ب"بنعم" تجنبا للفوضي ولدعم الاستقرار. بقول الفنان خالد الصاوي الذي يلقبه الفنانون بفنان الثورة: دعوت كل الشعب المصري بمختلف توجهاته للمشاركة في الاستفتاء و بالرغم من أنني من أشد المعارضين لهذه الاستفتاءات الا انني لن احاول مطلقا فرض رأيي علي أي شخص كي تكون نتيجة الصندوق معبرة بحق عن رغبة الشعب. وعن أسباب رفضه للتعديلات قال: هذه التعديلات أشبه بعملية ترقيع سياسي وهو الأمر الذي ارفضه تماما خاصة بعد نجاح الثورة لذلك طالبت بتشكيل لجنة لإعداد دستور جديد يحترم حقوق المواطنين ويكفل لهم كافة الحقوق المشروعة التي طالما حلموا بها في وطنهم. واتفق معه في الرأي الفنان عمرو واكد الذي كان أحد أبرز الوجوه الفنية المترددة علي ميدان التحرير والذي قال: مشاركتي في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية التي اقترحت مؤخرا سيكون بلا لأن هذه التعديلات تلتف علي الشرعية الثورية وعلي مطالب الثوار التي ركزت علي صياغة دستور جديد للبلاد بدلا من الدستور المهلهل الذي حكمنا لسنوات طويلة والذي لا يصلح مع خطاياه القانونية أي تعديل. تساءل واكد: ما الضرر الذي سيعود علي البلاد أو علي الاستقرار اذا ما تم تشكيل لجنة رئاسية تحكم البلاد لعام أو أكثر يتم خلاله صياغة دستور جديد ؟ وانتقد الفنان الشاب بشدة التصويت علي التعديلات كحزمة واحدة بدلا من التصويت عليها مادة مادة قائلا: اذا كان هناك تعديل ايجابي لمادة ما فأنا لن اتمكن من التصويت لها لأن باقي التعديلات سيئة وخاصة المادة التي تمنع أي شخص متزوج من أجنبية من الترشيح لمنصب الرئاسة وكأن كل من يتزوج من خواجاية يبقي خاين. انتقادات واكد طالت استمارة التصويت وقال: سيتم تحديد كل المواد الدستورية التي تم تعديلها قبل وبعد التعديل وهذا أمر غير منطقي لان الموافقة علي التعديلات ستعني الموافقة علي باقي المواد الدستورية التي يجلهلها غالبية الشعب والتي تمنح أي رئيس قادم سلطات مطلقة حتما ستحوله الي طاغية جديد. يتبني الكاتب يسري الجندي نفس وجهة النظر التي أعرب عنها قائلا: سأنزل إلي دائرتي بمنطقة الهرم للتصويت بلا علي التعديلات الدستورية لكنني في نفس الوقت دعوت كل الشعب المصري بمختلف طوائفه للتصويت وممارسة هذا الدور السياسي الوطني الهام لأننا فيما مضي وبكل أسف كنا شعباً لا يعير أدني اهتمام لصناديق الاقتراع أو الاستفتاء بسبب انعدام الثقة المطلقة في نزاهة هذه العمليات ونتائج ال 9.99% التي كانت تسفر عنها. طالب الجندي بضرورة صياغة دستور جديد للبلاد كما طالب بضرورة التأني في اتخاذ اي إجراء للبناء والتغيير لأنه ليس هناك علي الاطلاق ما يدعو للعجلة فاذا كان الجيش لديه الكثير من المهام الجسام التي نقدرها جميعا فعليه اذن تفويض سلطته لمجلس رئاسي يضع لجنة لصياغة دستور جديد يستفتي عليه الشعب لتتم بعد ذلك انتخابات مجلسي الشعب والشوري بالرغم من أنني اجد أنه لا ضرورة علي الاطلاق من وجود مجلس الشوري. أضاف: الفترة التي نمر بها حاليا لا تسمح علي الاطلاق باجراء انتخابات حقيقية بل تسمح لبعض القوي السياسية بالقفز علي مقعد البرلمان لأن الوقت المتبقي لن يسمح باعادة الحياة الحزبية في مصر والتي تم هدمها منذ سنوات. علي الجانب الآخر تقول الفنانة الشابة منة شلبي: للمرة الأولي منذ نشأتي اصطحب والدتي الفنانة زيزي مصطفي للمشاركة في أي عملية سياسية ايمانا مني بالتغيير الذي احدثته الثورة في نفوس كل المصريين فأنا لن اخجل من أن أقول انني كنت لا أعلم شيئا عن الدستور لكن بعدما سمعت الشباب الذي ينتمي لنفس فئتي العمرية يطالب بضرورة تغيير بعض المواد سارعت بالبحث عن هذه المواد عبر شبكة الانترنت حتي أكون رأياً عنها وبالفعل نجحت في تكوين هذا الرأي وسأنزل اليوم للتصويت بنعم علي التعديلات الي أن تهدأ الأوضاع ونتمكن من صياغة دستور جديد يليق بمصر وشعبها لانني مقتنعة بأن هذه المهمة تقع علي عاتق الرئيس القادم وليست علي عاتق الجيش. تؤيدها في الرأي الفنانة الشابة دينا فؤاد والتي قالت: سأنزل الي دائرتي بمنطقة حدائق الأهرام للتصويت بنعم علي التعديلات وسأصطحب معي عددا من الفنانين الذين تجمعهم نفس دائرتي الانتخابية كتامر حسني واحمد زاهر. أضافت: أنا من أشد مؤيدي التعديلات التي تم الاعلان عنها مؤخراً لأنها قدمت حلولاً شافية لأسباب فساد الحياة السياسية في مصر فمثلا قضت هذه التعديلات تماما علي قاعدة أن مجلس الشعب سيد قراره وفرضت إشراف القضاة علي انتخابات مجلس الشعب مما يضمن لنا نزاهتها كما حددت مدتي الرئاسة لثماني سنوات كحد اقصي مما يضمن لنا عدم قدرة اي رئيس قادم علي الاستبداد بحكمنا لعقود طويلة وبالرغم من كل هذه الايجابيات التي تراها دينا فؤاد في التعديلات الدستورية الا أنها قالت: كنت أتمني أن يتم اجراء الاستفتاء علي كل مادة معدلة بشكل منفصل لأنني اعرف الكثير من الأشخاص المؤيدين لتعديلات معينة بينما يتحفظون علي أخري وهم الان في حيرة حقيقية لأنهم مجبرون علي التصويت علي التعديلات كحزمة واحدة. وفي النهاية وجهت الفنانة نهال عنبر دعوة الي كل الشعب بضرورة المشاركة في الاستفتاء وعدم الامتناع حتي لو كانوا معارضين حتي لا يتحولوا الي كتلة صامتة وحتي تخرج نتيجة الاستفتاء بما يعكس حقاً رغبة الشعب خاصة أنها للمرة الأولي في تاريخ مصر سيتم الاستفتاء علي هذا الأمر الهام ببطاقة الرقم القومي ودون الحاجة لبطاقة انتخابية كان يعاني الكثيرون من أجل استخراجها وقالت: سأصوت بالموافقة علي التعديلات الدستورية في دائرتي بالعجوزة وحسمي لهذا الأمر لم يكن سهلا علي الاطلاق لأنني كنت حائرة جداً وأشعر بخطورة المرحلة التي نمر بها لذلك جنحت الي الاستقرار والموافقة علي هذه التعديلات بشكل مؤقت الي أن يكون هناك دستور جديد خاصة أن الاقتصاد المصري تأثر جدا في الفترة الماضية بسبب عدم الاستقرار الذي تعاني منه البلاد لذلك ولابد أن نسعي لعودة هذا الاستقرار المفقود بأي شكل وبأقصي سرعة.