الشيخ إسماعيل أحمد فرج رجل من علماء الأزهر.. حفظ القرآن كاملاً.. لم يكمل تعليمه الجامعي بل اكتفي بإجازته للقرآن.. رجل بسيط من أسيوط في آخر قرية اسمها النواورة.. عمل بالتجارة حتي صار من أكبر تجار القطن علي مستوي أسيوط.. ودخل في شراكة مع صديقه التاجر المسيحي عبدالله إسكندر فذاع صيته وكثر ماله وصار قبلة للمزارعين الراغبين في تسويق أقطانهم. دخل الشيخ إسماعيل البورصة وفي إحدي السنوات تعثرت فأصابه ما أصابها وما أشبه الليلة بالبارحة.. فقد كل ماله وتعرض لهزة كبري. اجتمع الدائنون وعقدوا العزم علي إشهار إفلاسه في السوق.. ومعني الإشهار أنه قد قضي علي مستقبله التجاري نهائياً ولن تقوم له قائمة.. ترك أمره لله.. لم يجد ملجأ إلا التسليم بالأمر الواقع.. وهنا جاءءت المفاجأة الكبري فإذا بصديق عمره عبدالله إسكندر يقوم بسداد كامل الديون. عاد والدي الشيخ إسماعيل إلي السوق بكامل قوته واسترد عافيته.. ولم يجد ما يكافيء به صديقه عبدالله إلا أن أطلق اسمه "إسكندر" علي أحد أبنائه الخمسة.. وكنت أنا هذا الابن: إسكندر إسماعيل. هذه الحكاية لماذا أكتبها في الوقت الحالي.. لسبب بسيط هو أن مصر طوال عهدها لم تفرق بين مسلم ومسيحي.. ولم تكن هناك فتنة طائفية بين المسلم إسماعيل والمسيحي عبدالله إسكندر.. أكتب هذا واسمي شاهد علي هذه الحقبة من الزمن. عملت بالصحافة وكتبت إسكندر أحمد.. ولما سئلت لماذا هذا الاسم المركب فكان ردي التلقائي لكل المتعاملين معي: أنه تجسيد للوحدة الوطنية. هذه القصة أهديها لكل متعصب.. مصر واحدة وإن اختلفت الأسماء.. رحم الله أبي إسماعيل وعمي عبدالله إسكندر كانا وحدة واحدة.