الأزمة التي تعرض لها الإعلامي عمرو أديب مؤخراً بعد إغلاق استوديوهات قنوات أوربت في مدينة الإنتاج الإعلامي فتحت من جديد ملف الضوابط والمعايير التي يجب أن تحكم انتقال الإعلاميين ومقدمي البرامج بين القنوات الفضائية. تقول الإعلامية درية شرف الدين مبدأ انتقال مقدم البرامج من قناة فضائية لأخري معترف به في كل العالم وغير مرفوض فهو يخضع لرغبة القناة الفضائية في استغلال النجاح الذي حققه مذيع ما علي قناة أخري فتطلب التعاقد معه أو لرغبة المذيع في الوصول لمرتبة أعلي من التي وصل إليها وهذا الأمر ليس عيباً علي الإطلاق لأن السوق الإعلامي اليوم أصبح مفتوحاً علي مصراعيه أمام الجميع ليس علي مستوي الإعلام المصري فقط بل وعلي مستوي الإعلام العربي أيضاً. اعترفت درية شرف الدين بأن هناك حالات لانتقال مقدمي البرامج من قناة لأخري تتم بشكل مريب يثير الكثير من علامات الاستفهام وقالت: أحيانا يفاجأ الجمهور بانتقال مقدم برامج من قناة لأخري دون سابق إنذار ولا يعلن المذيع أو القناة التي تركها أو حتي القناة الجديدة عن أسباب هذا الإنتقال المريب وهنا يترك هذا الأمر لفطنة الجمهور القادر علي استخلاص وفهم ما بين السطور. أشارت إلي أن كل مذيع ينتقل من قناة لأخري تكون له أسباب مختلفة فبعضهم يبحث عن المادة وبعضهم الآخر يبحث عن قناة تتفق مع توجهاته الفكرية وهناك أسباب أخري عديدة لانتقال المذيعين. تتفق معها في الرأي الإعلامية ريهام السهلي التي قالت: من حق أي مقدم برامج أن يفكر في الرحيل عن القناة التي يعمل بها بعد انتهاء عقده معها إذا شعر بأنها لن تضيف له شيء جديداً كما من حق القناة الإستغناء عن المذيع الذي لن تستفيد منه. لكنه عملية الإنتقال هذه لابد أن تتم بهدوء واحترام ووفقاً للعقد المبرم بين الطرفين. أضافت:- أقبل تماماً فكرة أن ينتقل مذيع للعمل في قناة أخري بحثاً عن فرصة أفضل يظهر من خلالها قدراته وتتيح له فرصة العمل في ظروف أفضل لكنني في نفس الوقت أرفض تماماً فكرة أن يكون سبب هذا الإنتقال هو البحث عن عائد مادي أضخم بغض النظر عن المضمون الذي يقدمه. أشارت السهلي إلي أن التقدير المادي يؤخذ في الإعتبار لكنه ليس السبب الرئيسي لانتقال مذيع من قناة لأخري وقالت: إذا كان مقدم البرنامج لا يهتم سوي بالعائد المادي فقط فإنه لن يهتم بمدي تماشي قناعاته مع سياسة القناة التي سينضم إليها وحتماً سيضحي بهذه القناعات من أجل المال أما مقدم البرامج الذي يهتم أولاً بالمضمون الذي سيقدمه فإنه سيهتم بمدي وجود وفاق بينه وبين سياسة القناة وإذا كان هناك اختلاف ما سيعمل علي اذابته من خلال النقاش الذي يقرب وجهات النظر. علي الجانب الآخر تري الإعلامية مني الحسيني أن عملية انتقال مقدمي البرامج بين القنوات الفضائية أصبحت تتم بشكل عشوائي وقالت باستياء.. للأسف الشديد المنافسة بين الفضائيات وصلت لدرجة أن كل قناة تريد أن تخطف من الأخري أي مذيع قوي بها فهي تعرض عليه العمل بها بشروطه وبالأجر الذي يحدده وتتناسي تماماً أنه يعمل لدي قناة أخري وأنا شخصياً واجهت مثل هذه العروض لكنني فرصتها بعدما وضعت حولها الكثير من علامات الإستفهام. وأبدت الحسيني تعجبها الشديد من استغناء بعض الفضائيات عن إعلاميين كبار دون ابداء أي أسباب قائلة: هل هذه الفضائيات تريد تقنين جرأة هؤلاء المذيعين وتصديرهم لبرامج أخري. طالبت مني الحسيني القائمين علي الفضائيات بالافصاح عن الأسباب التي تقف خلف هذه التنقلات المريبة وقالت: تكشفون للناس كل ما يحدث داخل مصر وتصبغون الحياة فيها باللون الأسود من منطلق الحرية وحق المشاهد في أن يعرف ومن هذا المنطلق أيضاً أطالبكم بالكشف عن الأسباب الحقيقية لهذه التنقلات. وحذرت الحسيني من أن استمرار سيطرة هذه العشوائية علي مقتضيات العمل الإعلامي قد تؤدي إلي سحب المحطات العربية لكل كوادرنا المميزة واقناعهم بالإساءة إلي مصر بدعوي تقديم برامج قوية! ويقول الدكتور صلاح مدكور أستاذ الإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس.. من المفترض أن تقوم كل قناة فضائية بإجراء استبيانات بشكل دوري تجمع من خلالها آراء الجمهور في مذيعيها وبناء عليه تستقطب الكوادر القادرة علي جذب الجمهور والإستغناء عن من هو دون ذلك. أما المذيع الذي ينتقل من قناة لأخري فهو لا يبحث سوي عن الأجر الأعلي ولا يضع أدني اعتبار لنسبة المشاهدة التي يتمتع بها.