* يسأل محمد عبدالرحيم تاجر نظارات بمنطقة باب اللوق بالقاهرة: ما رأي الدين فيمن يثيرون الرعب بين الناس ويعملون علي تخويفهم وإيقاع الضرر بهم؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: لقد اهتم الإسلام بفكرة الأمن اهتماما كبيرا كقاعدة ضرورية لانتظام الدنيا. ويبرز ذلك جليا في تذكير المولي سبحانه وتعالي لأهل قريش بعظيم منته وفضله عليهم بالأمن والأمان بقوله "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" "قريش/4". وفي تأكيد علي أهمية هذا المبدأ وأنه من القواعد الجوهرية في الإسلام. يقول الماوردي: "إن الأمن العام تطمئن إليه النفوس وتتيسر فيه الهمم ويسكن فيه البريء ويأنس به الضعيف. فليس لخائف راحة. ولا لحاذر طمأنينة" وقد قال بعض الحكماء: "الأمن أهنأ عيش والعدل أقوي جيش. لأن الخوف يقبض الناس عن مصالحهم ويحجزهم عن تصرفهم. ويكفهم عن أسباب المواد التي بها قوام أودهم وانتظام جملتهم. ولئن كان الأمن من نتائج العدل والجور من نتائج ما ليس بعدل. فقد يكون الجور تارة بمقاصد الآدميين الخارجين عن العدل. وتارة يكون بأسباب حادثة عن غير مقاصد الآدميين فلا تكون خارجة عن حال العدل. فمن أجل ذلك لم يكن ما سبق من جمال العدل مقتنعا عن ان يكون الأمن في انتظام الدنيا قاعدة كالعدل. فإذا كان ذلك كذلك فالأمن المطلق ما عم". وحكي أن رجلا في حضور أعرابي قال: ما أشد وجع الضرس فقال الأعرابي: كل داء أشد داء. كذلك فمن عمه الأمن كمن استولت عليه العافية. فهو لا يعرف قدر النعمة بأمنه حتي يخاف. كما لا يعرف المعافي قدر النعمة بعافيته حتي يصاب". ومن الثابت ان أقرب النصوص القرآنية التي عالجت ظاهرة الإرهاب بمعناها الحالي هي قوله: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض" "المائدة/33". * ويسأل عابد اسماعيل خاطر من سوهاج فيقول: ما حكم أثر بذل المال في القلوب وأثر الشح علي صاحبه. ** يجيب الشيخ عادل أحمد سالمان إمام وخطيب مسجد الكواكبي بالعجوزة: فإن لكل قلب مفتاحا. والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان. والرسول صلي الله عليه وسلم يقول: "إني لأعطي الرجل. وغيره أحب الي منه خشية أن يكبه الله في النار" كما في البخاري. صفوان ابن أمية فر يوم فتح مكة خوفا من المسلمين بعد ان استنفد كل جهوده في الصد عن الإسلام والكيد والتآمر لقتل رسول الله صلي الله عليه وسلم. فيعطيه الرسول صلي الله عليه وسلم الأمان ويرجع الي النبي صلي الله عليه وسلم ويطلب منه ان يمهله شهرين للدخول في الإسلام. فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم بل لك تسير أربعة أشهر. وخرج من رسول الله صلي الله عليه وسلم الي حنين والطائف كافرا. وبعد حصار الطائف وبينما رسول الله صلي الله عليه وسلم ينظر في الغنائم يري صفوان يطيل النظر الي واد قد امتلأ نعما وشاء ورعاء. فجعل عليه الصلاة والسلام يرمقه ثم قال له يعجبك هذا يا أبا وهب؟ قال نعم. قال له النبي صلي الله عليه وسلم هو لك وما فيه. فقال صفوان عندها: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي. أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد ان محمدا عبده ورسوله. لقد استطاع الحبيب صلي الله عليه وسلم بهذه اللمسات وبهذا التعامل العجيب ان يصل لهذا القلب بعد أن عرف مفتاحه. فلماذا هذا الشح والبخل؟ ولماذا هذا الإمساك العجيب عند البعض من الناس؟ حتي كأنه يري الفقر بين عينيه كلما هم بالجود والكرم والإنفاق.