مظاهرة ميدان التحرير والتي أطلق عليها "الاستمرار".. ليس لها وصف محدد.. ففريق من المتظاهرين يهتف معلناً طلباته والتي تتمثل في حل جهاز أمن الدولة واقصاء المحافظين ومحاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك وحبسه ومصادرة أمواله التي استولي عليها وآخرون يرقصون ويغنون.. ولواء متقاعد حمل ميكروفوناً معلناً ترشيح نفسه في انتخابات رئاسة الجمهورية.. وشاب تقمص شخصية الرئيس الليبي معمر القذافي. أما أغرب ما شهدته ساحة ميدان التحرير واقعة أقدم سجين والذي قضي بداخل السجن أكثر من 31 عاماً في قضية لم يرتكبها. اقتربنا من ابن السجين والذي حمل لافتة عليها صورة والده عندما دخل السجن وكان في عز شبابه وصورة ثانية له وهو رجل عجوز قال: اسمي محمد نبيل عبد المجيد المغزي ووالدي يعتبر من أقدم السجناء في مصر.. حيث القي القبض عليه قبل اغتيال السادات بشهر وبالتحديد في شهر سبتمبر 81.. حيث كانت تربطه علاقة صداقة بعبود وطارق الزمر.. وتم ايداعه السجن بدون أي تهمة ووجهت لوالدي تهمة الاشتراك في قتله وصدر ضده حكم بالسجن المؤبد وانتهت فترة حبسه منذ عشر سنوات ولم يخل سبيله حتي وقتنا هذا وكانت حجة مصلحة السجون ورجال الأمن ان هناك حكمين بالمؤبد ضد والدي أحدهما من المحكمة العسكرية والثاني من محكمة أمن الدولة.. في حين أنه في مثل هذه الحالة يتم تطبيق حكم واحد فقط. أضاف محمد نبيل المغزي يئست أنا وأشقائي من كثرة ترددنا علي المسئولين وتقديم الالتماسات للافراج عن والدنا والذي اصابته الأمراض العديدة لدرجة أنه يعالج من 23 مرضاً. توقف الابن عن الكلام للحظات وقال حتي الظلم امتد الينا ووالدتي وكان رجال أمن الدولة يلقون القبض علينا ونجتمع كأسرة في السجن لكن لا نري بعضنا فكل واحد معزول في غرفة عن الآخر وعرفت معني التعذيب لأنني ذقته. اختتم محمد نبيل كلامه قائلاً: انني أتوجه بنداء للمشير طنطاوي ان يطلق سراح أبي ليقضي باقي أيامه في حضنه. في نفس الساحة كانت ماجدة أحمد حسن تبحث عن منقذ لمساعدتها في حل مشكلة ابنها.. اقتربت من اللواء وجيه عفيفي سلامة خبير استراتيجي والذي كان يتحدث الي الشباب معلناً عن ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية وهاجم عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية.. فما كان من شباب التحرير إلا أن رفضوا هجومه باطلاق "الصفارات" مما أغضبه فتحدث بصوت عال قائلاً: "ما ينفعش كده" فردوا عليه: بدون تجريح لأحد.. نلتف حولك ونسمعك. المهم ان ماجدة اقتربت من مرشح الرئاسة وأخرجت له صورة ابنها عمرو علي سعيد صاحب مصنع نسيج والموجود بسجن طنطا العمومي في جريمة لم يتركبها. قالت يمكن البيه مرشح الرئاسة يساعدني فابني كان يسير في أيام الأحداث العصيبة وأوقفه احد الكمائن الشعبية وأوسعوه ضرباً واقتادوه الي الجيش وتم حبسه وحتي الآن لا أعرف جريمته.. فهو ليس من أرباب السوابق وميسور الحال. ترك المتظاهرون الهتافات والتفوا حول الفنان حجازي متقال والذي حضر بجلبابه البلدي ملفوفاً بعلم مصر وحرص رواد التحرير علي التقاط الصور معه. نظم أقباط عزبة النخل مسيرة اتجهت الي ميدان التحرير تحت رعاية كنيسة مارمرقص.. حيث رفع المتظاهرون الصليب ورددوا يحيا الهلال مع الصليب. أقامت نقابة الصيادلة عيادة متنقلة داخل ميدان التحرير لعلاج الاصابات الخفيفة.. حيث استعانت بأطباء متطوعين. ارتدي شاب الملابس التي يرتديها الرئيس الليبي معمر القذافي وراح يقلد الرئيس الليبي في تصرفاته وأسلوب كلامه.. وجذب الناس اليه لالتقاط الصور. حاول شاب آخر التعبير عن رأيه بطريقة ملفتة للنظر حيث ارتدي جلباباً أبيض ورسم علم مصر علي وجهه.. وكتب علي الجلباب بالألوان الأحمر والأسود لا تبكي يا أم الشهيد نريد اعدام الذين تسببوا في قتل الشعب.. ونريد محاكمة الرئيس مبارك المخلوع.